الجيش اليمني يبدأ معركة استعادة زنجبار من «القاعدة»

18-07-2011

الجيش اليمني يبدأ معركة استعادة زنجبار من «القاعدة»

قالت مصادر إن معارك عنيفة تدور منذ فجر أمس في محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن)، بين القوات الحكومية ومعها المناصرون من القبائل المسلحة في المحافظة من جهة، وبين مسلحي الجماعات الإسلامية المتشددة التي يقودها تنظيم «القاعدة» وتسيطر على المدينة منذ نهاية أيار (مايو) الماضي.

وكانت تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى منطقة دوفس في ضواحي زنجبار أول من أمس قوامها نحو خمسة الآف جندي وعشرات ناقلات الجنود والدبابات ومنصات صواريخ «الكاتيوشا»، قدمت من معسكرات الجيش في المنطقة الجنوبية بهدف فك الحصار الذي يفرضه مسلحو القاعدة على معسكر اللواء 25 ميكانيكي منذ أسبوعين ودخول المدينة بالتعاون مع رجال القبائل واستعادتها من أيدي مسلحي «القاعدة» في عملية واسعة وحاسمة.

وأكدت مصادر محلية أمنية وقبلية أن معارك هي الأعنف تدور حول زنجبار منذ الواحدة فجر الأحد، وأن رجال القبائل المساندين للقوات الحكومية تمكنوا من اقتحام عدد من تحصينات المسلحين المتشددين في حين واصلت وحدات الجيش قصف مواقع المسلحين في أنحاء المدينة من دون توقف، وتمكن عدد من سرايا الجيش من الوصول إلى معسكر اللواء 25 المحاصر ناقلاً مؤناً وإمدادات ومعلومات إلى قيادة المعسكر حول خطة اقتحام المدينة.

وأشارت إلى أن دوي القصف سمع في أحياء عدة في مدينة عدن المجاورة، في حين قطعت كل وسائل الاتصال الهاتفي الأرضي والمحمول عن المدينة وأجزاء كبيرة من المحافظة منذ صباح السبت.

وتابعت أن القوات الحكومية قتلت وجرحت العشرات من مسلحي «القاعدة» وأحرقت أكثر من مخزن أسلحة وذخائر ودمرت عدداً من الآليات، في حين سقط عدد من القتلى وعشرات الجرحى في صفوف الجيش والقبائل لم تتمكن المصادر من تحديد عددهم بدقة.

ولفتت المصادر إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات فوق زنجبار وضرب مواقع للمسلحين المسيطرين على المدينة، في حين شاهد سكان محليون طائرة تجسس من دون طيار - يرجح أنها أميركية - تحلق فوق مناطق قريبة من زنجبار.

وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي طلب الخميس الماضي قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في عدن الإسراع في إرسال تعزيزات عسكرية إلى زنجبار لفك الحصار عن اللواء 25، ومساندة قبائل أبين في مواجهة مسلحي «القاعدة» والعمل على استعادة المدينة من أيدي المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة».

وفي هذا السياق تحدثت المصادر نفسها عن حال من الارتباك في صفوف عناصر «القاعدة» في زنجبار ومحيطها بسبب ضعف شبكة التواصل اللاسلكية بين القيادات الميدانية والمقاتلين، وأوضحت أن دخول القبائل على خط المواجهة إلى جانب الجيش كان له تأثير واضح على سير المعارك في غير مصلحة المتشددين.

وذكرت المصادر أن القيادييْن في «القاعدة» عبداللطيف بافقيه وسامي ديان طلبا من جماعة «أنصار الشريعة» الانسحاب من المدينة في أعقاب إعلان القبائل أنها ستطارد هذه المجموعات المسلحة وتمنعها من الإقامة أو المرور في مناطقها. وتوقعت حدوث اشتباكات بين فصيلي التنظيم، خصوصاً أن أتباع بافقيه وديان يشكلون الغالبية ويمتلكون أسلحة ومعدات متفوقة مقارنة بجماعة «أنصار الشريعة» الذين جاء معظمهم من محافظات أخرى، إضافة إلى أن عدداً كبيراً منهم قتل في المواجهات مع اللواء 25. وألمحت إلى احتمال سقوط المدينة بيد الجيش ورجال القبائل خلال الساعات المقبلة.

يذكر أن طائرات تجسس أميركية من دون طيار تساند القوات الحكومية في عملياتها ضد «القاعدة» في أبين، وكانت قتلت الكثير من المسلحين في غارتين على مواقع لهم في منطقة الوضيع بمديرية مودية قبل أيام. ونجا من العملية القيادي المطلوب للسلطات الأميركية فهد القصع الملقب بـ «أبو حذيفة اليمني» المتهم الرئيس بتفجير المدمرة الأميركية «كول» قبالة ميناء عدن قي كانون الأول (ديسمبر) 2000.

من جهة ثانية، شارك عشرات الآلاف في مدينة تعز أمس في «مسيرة غضب» لمناسبة ذكرى تولي الرئيس علي عبدالله صالح السلطة قبل 33 سنة، واحتشدوا في الساحة الرئيسة في المدينة رافعين أعلاماً سوداً.

فيصل مكرم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...