الحروب التجارية: أمريكا في مواجهة العالم
الجمل: صدرت تقارير، تؤكد وجود المزيد من التوترات بين القوى الاقتصادية والتجارية الكبرى في العالم، وذلك من جراء المنافسة المحتدمة في الأسواق العالمية الجارية حالياً، هذا ومن أبرز الأمثلة على ذلك، صدور تقارير في كل من الولايات المتحدة، والصين، يلقي كل واحد منها بالاتهامات على الآخر، متهماً إياه بأنه يقوم بفرض المزيد من القيود غير العادلة بشكل يقيد ويحد من حركة تدفقات صادرات سلع وخدمات الطرف الآخر، وقد انعكست هذه الخلافات على كل المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
بغض النظر عن الحالة الصينية، والتي يبدو فيها الحنق الأمريكي واضحاً، فقد أشارت التقارير الأمريكية أيضاً إلى عشرات البلدان الأخرى، التي قامت بفرض القيود التجارية على معاملاتها التجارية مع الولايات المتحدة، وما هو ملحوظ أن من بين هذه الدول، مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وكندا، أبزر حلفاء أمريكا والذين وجهوا لطمة قوية لأمريكا، عندما قاموا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15%، على مجموعة من السلع الأمريكية الواردة، وذلك انتقاماً من إدارة بوش التي قامت باستخدام قوانين مكافحة الإغراق للحد والتقليل من دخول السلع الأوروبية والكندية والصينية إلى أسواق الولايات المتحدة.
وقد أشار تقرير الأسواق العالمية الخارجية السنوي، الذي تصدره وزارة الخارجية الصينية، إلى أن الشركات الصينية تواجه عوائق وحواجز تجارية واستثمارية في الأسواق الأمريكية، أكثر مما تواجهه في أي بلد آخر في العالم، وأصبح حلفاء أمريكا يحذون حذوها في فرض القيود والمضايقات أمام زحف الشركات الصينية، وكذلك حدد التقرير نطاق هذه الحواجز والعوائق، ففي أمريكا هناك 22 معوقاً أمام حركات الشركات الصينية، وفي الاتحاد الأوروبي 18، وفي اليابان 14 معوقاً. وخلص التقرير إلى أن الدول التي أصبحت تتواطأ مع الولايات المتحدة في حربها الباردة الاقتصادية ضد الصين قد بلغ عددها 22 دولة في سائر أنحاء العالم.
مثلما تمثل الطائرات الحربية، والمدافع، وغيرها.. وسائط الحرب العسكرية، فهناك وسائط تستخدم في الحروب والمواجهات الاقتصادية والتي من أبرزها: المعايير الفنية، المواصفات التجارية، مواصفات الجودة، التفتيش النوعي، حقوق الملكية الفكرية، الإجراءات الجمركية، المشروطيات البيئية، معايير العمل.. وغيرها.
والجدير بالذكر أن القيود والعراقيل التجارية كان عددها في العام الماضي حوالي 250، أما خلال هذا العام فقد توسعت الدول الكبرى في فرض المزيد من القيود والعراقيل التي تم ابتكارها من قبل خبراء في التجارة العالمية، وذلك على النحو الذي بلغ فيه عدد هذه القيود 450 قيداً وشرطاً.
حتى الآن بلغ عدد الدول التي قامت بإصدار تشريعات لمكافحة إغراق السلع الصينية لأسواقها حوالي 16 بلداً، بعضها قام بوضع 57 شرطاً أمام حركة السلع الصينية.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية البلد الأول الذي أشعل المواجهات والحروب التجارية في الفترة المعاصرة، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية ظلت تطالب الدول والبلدان الأخرى بالإصلاحات الاقتصادية الهادفة إلى تحرير التجارة وتخفيض الجمارك، بحيث تتحقق العولمة الاقتصادية، إلا أن الإدارة الأمريكية نفسها قامت بفرض المزيد من الضرائب والرسوم الجمركية للحد من دخول السلع الأجنبية إلى أسواقها، ويرى المحللون بأن قيام أمريكا بذلك، معناه تنكرها لكل قيم «الحرية الاقتصادية» التي ظلت تهدد الآخرين مطالبة إياهم بعدم فرض أي قيود على السلع والاستثمارات الأمريكية، ووصل الأمر ببعض المسئولين الأمريكيين إلى المطالبة بوضع الدول التي تفرض قيوداً على حركة التجارة والاستثمارات الأمريكية، ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب !!..
الجمل : قسم الترجمة
المصدر: آسيا تايمز
إضافة تعليق جديد