الحكومة الأفغانية تنفي وطالبان تعلن إعدام الرهينتين الألمانيين
تضاربت تقارير أفغانية حول مصير رهينتين ألمانيين، قالت حركة طالبان إنها أعدمتهما بعد انتهاء مهلة محددة للحكومتين الألمانية والأفغانية، فيما نفت تقارير حكومية قيام مسلحي طالبان بقتل المواطنين الألمانيين.
ففي وقت سابق السبت، أعلنت حركة طالبان أنها قتلت الرهينتين الألمانيين، اللذين تحتجزهما منذ منتصف الأسبوع الماضي، بعد انتهاء مهلة حددتها الحركة، حتى ظهر السبت، لبدء حوار معها حول مصير الرهينتين الألمانيين.
إلا أن الحكومة الأفغانية شددت على أن المعلومات التي توافرت لدى أجهزتها الأمنية، أفادت بأن أحد الألمانيين توفي نتيجة إصابته بأزمة قلبية، وأن الآخر ما زال على قيد الحياة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، سلطان أحمد باهين: "نعمل حالياً على تأمين إطلاق سراح الرهينة الألماني، ونأمل في أن يتم الإفراج عنه قريباً"،.
ولدى سؤاله عن السبب الذي دعا حركة طالبان لإعلانها، في وقت سابق السبت، أنها أعدمت الرهينتين، قال شلطان إن "المعلومات التي أدلى بها المتحدث باسم طالبان غير موثوق منها."
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم الخارجية الألمانية، مارتين ييغار، أن الوزارة لا يتوافر لديها تأكيد "حيادي أو مستقل" لمقتل الرهينتين الألمانيين المحتجزين في أفغانستان، منذ الأربعاء الماضي.
وقال ييغار في تصريحات للصحفيين في برلين، إنه لا يستطيع تأكيد مقتل المواطنين الألمانيين، مشيراً إلى أن حكومته أخذت التقارير التي تحدثت عن إقدام طالبان على إعدامهما، "على محمل الجد"، موضحا في الوقت ذاته، أن السلطات المختصة تتبع كافة الدلائل المتعلقة بوضع الرهينتين بكل دقة.
وكان الناطق باسم طالبان، قاري يوسف أحمدي، قد أكد أن الرهينة الألماني الأول تم إعدامه بإطلاق الرصاص عليه في حوالي 12:05 ظهر السبت، مضيفاً أن الرهينة الثاني أُعدم في الواحدة بعد الظهر.
وقال أحمدي، في تصريحات للأسوشيتد برس في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية: "الألمان لم يعلنوا أنهم سيقومون بسحب قواتهم من أفغانستان، مما دفع القادة الأعلى لطالبان إلى اتخاذ قرار بإعدام الألمانيين."
وفي وقت سابق السبت، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أنها لن ترضخ لمطالب طالبان بسحب القوات الألمانية من أفغانستان، مؤكدة أن مهام الجنود الألمان تقع في صالح الشعب الأفغاني، وإعادة إعمار البلاد.
وكانت طالبان قد هددت بقتل الرهينتين الألمانيين، إذا لم تستجب الحكومتين الألمانية والأفغانية لمطالبها، والمتمثلة في سحب القوات الألمانية من أفغانستان، وكذلك إطلاق سراح جميع سجناء الحركة المحتجزين بالسجون الأفغانية.
ولكن الناطق باسم الحركة لم يتطرق إلى قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين، الذين هددت الحركة في وقت سابق السبت، بقتلهم خلال الساعات الأربعة والعشرين القادمة، ما لم تقرر سيؤول سحب قواتها العاملة ضمن قوات التحالف بأفغانستان.
وفور الإعلان عن قتل الرهينة الألماني الأول، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنها على استعداد لبدء حوار مع طالبان، من أجل الإفراج عن الرهائن الكوريين الجنوبين، الذين اختطفتهم الحركة الخميس الماضي.
وكانت سيؤول، التي تشارك بنحو مائتي جندي ضمن قوات التحالف، قد ذكرت في وقت السبت، إنها تخطط لسحب قواتها من أفغانستان، بنهاية العام الجاري، وفقاً للموعد المحدد من قبل.
وأعلن وزير الخارجية سونغ مين-سون، في تصريحات للصحفيين في سيؤول، أن 23 كورياً جنوبياً اختطفوا في أفغانستان، موضحاً أن المؤشرات ترجح حتى الآن أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
ولكن المتحدث باسم طالبان، قال في وقت سابق الجمعة، إن مسلحي الحركة اختطفوا 18 كورياً جنوبياً الخميس، بينهم 15 إمرأة.وقد شكلت الخارجية الكورية لجنة أعمال طارئة في العاصمة سيؤول، ولجنة أخرى في سفارتها بالعاصمة الأفغانية كابول، للتفاوض حول إطلاق سراح الرهائن.وقالت الوزارة، في بيان لها، إن حوالي مائتي كوري جنوبي يقيمون في أفغانستان وقد نصحتهم الوزارة بالمغادرة في أسرع وقت ممكن، وفقاً لما نقل راديو كوريا الدولي.
وقد وقعت عملية الاختطاف، التي تُعد الأكبر في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان في العام 2001، في إقليم "غزني"، على بعد نحو مائة كيلومتر جنوبي العاصمة كابول.
وقال مساعد قائد الشرطة في الإقليم، محمد زمان، إن مسلحي الحركة هاجموا الحافلة مساء الخميس، أثناء سفرها على الطريق الرئيسي قادمة من مدينة قندهار الجنوبية، في طريقها قادمة إلى كابول، إلا أنه لم يحدد عدد من كانوا على متن الحافلة.
وأضاف زمان قوله: "ربما أبلغ أحد الأشخاص الجماعات المسلحة عن تلك الحافلة"، ملقياً بمسؤولية الهجوم على من وصفهم بـ"أعداء أفغانستان"، وهو وصف يُطلق عادة على مسلحي طالبان، أو الجماعات المسلحة الأخرى الناشطة بالمنطقة.وكانت المتحدث باسم طالبان، قد ذكر في وقت سابق: "نحن نتحقق من هوية هؤلاء الأشخاص، ماذا يفعلون في أفغانستان"، وأضاف قوله: "بعد أن ننتهي من تحقيقاتنا، سيتم عرض الأمر على القيادة العليا للحركة، للبت في مصيرهم."تأتي هذه العملية بعد يومين من اختطاف مواطنين ألمانيين، بالإضافة إلى خمسة أفغان آخرين، من العاملين في مشروع لإنشاء أحد السدود، بإقليم "وارداك" في وسط أفغانستان.وكان ألماني آخر قد تعرض للاختطاف في 28 يونيو/ حزيران الماضي، غربي أفغانستان، إلا أنه أُطلق سراحه بعد نحو أسبوع من اختطافه.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد