الذين قضت عليهم الجوائز
الجمل: نشر الأستاذ غازي أبو عقل في جريدة (الكلب) المخطوطة لمؤسسها الأديب صدقي إسماعيل هجائية للناقد المصري د.جابر عصفور بعد فوزه بجائزة القذافي العالمية متفوقا على المرشح الإسباني الكاتب خوان جويتيسولو بدعم من رئيس لجنة تحكيم الجائزة د.صلاح فضل....
كامل الأوصاف..!
فَضلكُمْ يا صلاحُ ليسَ بِخافِ رغمَ ما في تفكيرنا مِن تَنافي
"جويتيسولو" مثقفٌ ألمعيُ ذو ضمير من أَندر الأصنافِ[1]
رفضَ المبدعُ الحقيقيُّ جهراً ارتهانَ الضميرِ.. للإسفافِ
فلماذا رهنتَ نفسَكَ يا فضلُ.. وفَضَّلتَ مورداً غيرَ صافِ؟
ضَخَّموا مبلغَ الغنيمةِ كي ما يستروا ما تَضمَنتْ من أثافي
فسَدتْ طبخَةُ الجوائز يا فضلُ.. فهل أمْرُها عليكَ بخاف؟
مَنحُها يُشبه «الريادة»[2] فعلاً –في اعتقادي- بلا كلامٍ إضافي
أدباءُ العروبةِ اليومَ جُنّوا برداءِ الجوائز الشَّفافِ
إنهم يَتعبونَ سَعياً إليها والمراعي تحيا ببَعْرِ الخِراف
أَفْهِمونا.. كيفَ الغنيمةُ طارتْ بملايينها.. «كعصفور لافي»؟[3]
واستَقَرَّتْ بجيبِ جابرَ حصراً.. وهو عصفورٌ سِربهِ الكَشَّافِ
رَأيُنا.. أنها أساءتْ إليهِ وأصابَتْهُ شُبْهَةُ الانحرافِ
كيفَ يرضى بمثلِ هذا أديبٌ كان في الظن «كامل الأوصاف»؟
«كلبُنا» قال: إن هذا انتحارٌ.. دونَ موتٍ إن جئت للإنصاف
مَنطقُ الدَّهْر يَجعلُ المالَ يُخفي عورةَ المرءِ.. تحتَ ألفِ لِحافِ
في اعتقادي.. يُصِرُّ كلبي على القَولِ أمامَ التاريخِ دونَ ارتجافِ:
يَغرَقُ الزورقُ الذي يركبُ البحرَ بلا دَفّةٍ ولا مجذافِ
مثلما يغرقُ الذي يتخلى عن مَزايا تَرَفُّعٍ وعفافِ
انحدار العربان جاوزَ في العمق كثيراً قدراتِ Bathyscaphe[4]
يا لبؤسِ الإبداعِ.. أدركَ قاعاً عَمَّقَتْهُ.. دَراهمُ القذّافي..
غازي أبو عقل
[4] - باتسكاف غواصة صُنعت في فرنسا من سنوات لسبر أعماق البحار والتسمية مركبة من كلمتين بالإغريقية: Bathhus وتعني عميق و Skaphe وتعني مركب (مركب الأعماق)..
شراهة الحس
أنا شَرِهٌ للمالِ.. مال الجوائزِ أَعضُّ عليه –مُخْلصاً- بالنواجز
نواجذهم بالذَّال.. وهي ضعيفةٌ وبالزَّين عندي فانكفيء يا مناجزي
لِكل مُحِب للجوائزِ أنبري لتعليمِهِ.. فَنَّ اجتيازِ المَفاوِزِ
وظيفةُ عَرَّابِ الجوائزِ بِدعةٌ تَفَشَّتْ ولم يَنْجُ ضَميرٌ لِواخِز
ولولا ألاعيبي لَما وصلَتْ إلى صديقي.. الذي يَحتَلُّ أعلى المراكِزِ
وساعدني «الكَوْنّي» في ما أَتَيْتُه.. لِرَدّ جميلٍ سابقٍ.. «لِلمُبارِزِ»
تََزوَّجَ.. لم يَمُتْ لكِن «كلبي» «تَجَوْاز» مرَّتَيْنِ.. فماتَ فوراً
سَيَسْتُرُ عورتَيْكَ الموتُ فُافهَمْ لأني بالجوائزِ منكَ أدرى
لإفسادِ الضمَائرِ أنشؤوها أَتَحْزَنُ للضمائرِ كيف تُشْرى..؟
أتُبدِعُ كي تَنالك جائزاتٌ وتَغْمُركَ الفلوسُ الخُضرُ غَمراً؟
ومن يمنح لجائزةٍ أديباً أضاع لنيل ما رصدَتْه عُمرا
نبادِره بنقدٍ بنيويٍ هتونٍ ساخنٍ سيَظَل سِرا
إضافة تعليق جديد