الصحافة الأمريكية
أولت الصحف الأميركية يوم الأحد اهتماما كبيرا للملفين العراقي واللبناني، فتحدثت عن مخاض الأزمة الدبلوماسية وما قد تفرضه الوقائع العسكرية من حلول وخروج حزب الله منتصرا، كما طرحت أسئلة عدة حول العراق وطالبت بالإجابة عليها، مسلطة الضوء على أهمية إشراك الجيران العرب للخروج من المأزق.
تحت هذا العنوان نشرت مجلة تايم في عددها الأخير تحليلا كتبه توني كارون يقول فيه إن السؤال الذي يتم تداوله في ساحة المعركة والغرف الدبلوماسية هو: هل سيسمح لحزب الله بالخروج مرفوع الرأس؟
وقال كارون إن الحرب في لبنان باتت تدور حول الفهم أكثر من الموقف، موضحا أن شراسة مقاتلي حزب الله في مواجهة الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية خلقت مشكلة في الفهم لدى كل من القادة الإسرائيليين والإدارة الأميركية.
وبدأ الرأي العام الإسرائيلي يتساءل عن مدى النصر الذي تم تحقيقه في حين أن نجاة حزب الله كقوة مقاتلة وقدرتها على انتزاع الثمن من إسرائيل، لم تعزز من موقفه في لبنان وحسب بل في العالم العربي.
وتابع أنه إذا مضت المطالب الدولية في مسارها بناء على هذه الحقائق، فإن النتيجة ستكون التعادل وليس النصر الساحق لإسرائيل، وهذا ما يشكل أخبارا سيئة للمشهد السياسي المحلي للحكومة الحالية في إسرائيل ولأجندة إدارة بوش في الشرق الأوسط.
وبعد أن استعرض الخلاف بين فرنسا وأميركا إزاء القوات الدولية المزمع انتشارها في جنوب لبنان، قال كارون إن القتل هناك هو الذي سيشكل السلام وليس المفاوضات الأممية، ما دامت العملية الدبلوماسية مازالت عالقة حول القبول بخروج نصر الله منتصرا.
تحت عنوان "الجدول الزمني ليس إستراتيجية خروج" خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها للحديث عن الشأن العراقي والتجاذب بين الحزبين الرئيسيين في أميركا حيال الحل الأمثل للخروج من المأزق العراقي.
واستهلت الصحيفة بالقول إن الأمر بدا واضحا وهو أن إستراتيجية بوش تلخصت في المضي في المسار الفاشل على مدى 29 شهرا المتبقية لولايته وترك الفوضى للإدارة القادمة لمعالجتها.
وأعربت الصحيفة عن رفضها هذا التنازل عن المسؤولية على حساب حياة الأميركيين والجاهزية العسكرية والتأثير الدولي، مشيرة إلى أن تلك القضية تحولت برمتها إلى أحضان الديمقراطيين الذين يدعون أنه يمكن وضع حد لهذا الكابوس عبر تبني جدول زمني للانسحاب المرحلي للقوات الأميركية من العراق.
ومن وجهة نظر الديمقراطيين، فإن انسحاب الأميركيين مرحليا وفي مواعيد محددة يدفع بالعراقيين إلى النهوض والعمل على خلق قواتهم الأمنية للحفاظ على النظام.
غير أن الحكومة العراقية –بحسب الصحيفة- فشلت في تطوير أجهزتها الأمنية لأنها تفتقر إلى الحافز، ناهيك عن ضعفها وانقسامها بسبب ارتعاب الشعب وتحكم القادة الأقوياء في البلاد بمليشيات طائفية.
وأوضحت الصحيفة أن الانسحاب المرحلي سيعرض الجنود الأميركيين الذين يبقون في الصفوف الخلفية إلى خطر شديد، ويعجل بما يبدو من انزلاق صوب الحرب الأهلية.
ورأت الصحيفة أن الديمقراطيين يتبنون خيار الانسحاب لأنه يبدو في ظاهره جيدا ولكنه يتيح لهم تجنب نقاش بعيد الأثر قد يعرض سياسة الحزب الخارجية للانقسامات، فضلا عن أنهم يسعون إلى موقف في الانتخابات السنوية يضخم ضعف الرئيس الأميركي جورج بوش دون أن يمس مرشحيهم بالنقد.
وقالت إن السبيل الحقيقي للخروج من العراق يكمن في تطبيق كل ما دأب بوش على رفضه، وهذا يعني الاستعانة بالجيران العرب والحلفاء الأوروبيين الذين همشوا قبل الغزو، موضحة أن تحول العراق إلى خلية من "الإرهابيين" لن يخدم حلفاء أميركا واستقرار المنطقة برمتها.
وختمت بالقول إن أي انسحاب حقيقي من العراق سيؤدي إلى فوضى ولن يكون مرحبا به، وقد ينتهي المطاف بمأساة حقيقية.
وفي هذا الإطار طرحت صحيفة هيرالد تربيون في افتتاحيتها أسئلة عدة وطلبت الإجابة عليها، وسط احتمالات اندلاع حرب أهلية وتفاؤل جنرالات المؤسسة العسكرية الأميركية بكبح تلك الحرب.
وتراوحت الأسئلة ما بين السبل التي تمنع نشوب الحرب الأهلية، محذرة من أن المضي في الاتجاه القائم سيزيد الوضع سوءا، وبين ماهية المكاسب والخسائر التي ستترتب على أي طريقة تتخذ، إن وجدت، فضلا عن الزمن الأمثل للانسحاب من العراق.
واختتمت بالقول إنه "ربما تنجز المهمة الأميركية غير أن الوقت بدأ ينفد".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد