الصحافة الأمريكية اليوم
الوضع في العراق وتداعياته على الانتخابات الأميركية القادمة مثل أهم ما تناولته الصحف الأميركية الصادرة اليوم الأربعاء, التي تطرقت كذلك إلى فشل الجهود الأميركية في تحسين صورة الولايات المتحدة عبر العالم, كما ناقشت آفاق التدخل الأجنبي في الصومال.
تحت هذا العنوان قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن على الرئيس الأميركي جورج بوش أن ينظر بجد إلى الصورة المزعجة غير المصفاة التي نقلتها السفارة الأميركية في بغداد عن الوضع في العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤيدي الإدارة الأميركية يتهمون وسائل الإعلام بصورة منتظمة بتصفية الأخبار الواردة من العراق والاقتصار على نشر الأخبار السيئة فقط.
لكنها شددت على أن البرقية التي أرسلتها السفارة الأميركية في بغداد ووصفت فيها معاناة موظفيها والتي نشرتها صحيفة واشنطن بوست لا تعدو كونها لقطة للتجارب اليومية لموظفي تلك السفارة, الأفضل حالا من أغلب العراقيين, حيث إنهم على الأقل موظفون ولديهم جهة ما يمكنهم الرجوع إليها لطلب المساعدة.
فوضع العراقيين حسب الصحيفة أسوأ بكثير, فالسفارة تتهم السلطات الحكومية الشيعية في بغداد بطرد الأسر الكردية قسرا من بغداد كرد فعل على طرد الأكراد للعرب من مناطق عراقية أخرى، والسنة يعتبرون -حسب إحدى موظفاتهم- أن الولايات المتحدة إنما تقوم بمعاقبة السكان تماما كما كان يفعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وفي معرض حديثها عن الجنديين الأميركيين اللذين عثر على جثتيهما أمس بعد أيام قليلة من اختطافهما قالت واشنطن بوست إن هذا الحادث يطرح تساؤلات حول السبب وراء ترك هذين الجنديين وحدهما, مدعومين بسيارة مصفحة واحدة في منطقة يصنفها الجيش الأميركي على أنها معقل للمقاومة العراقية.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الأميركي عادة ما يتحرك, حتى في المناطق الآمنة نسبيا, في قوافل توفر الدعم اللازم في حالة أي هجوم من طرف المقاتلين العراقيين أو في حالة تعطل أي آلية أو سيارة.
وتحت عنوان "الإرث العراقي سيؤثر على بوش كما سيؤثر على الديمقراطيين", قال جون هيوز في صحيفة كريستيان ساينس مونتر إن العراق هو الذي سيحدد نتيجة انتخابات الخريف القادم في أميركا.
ورأى المعلق أن إدارة بوش بدأت تكسب بعض النقاط خاصة بعد زيارة بوش الأخيرة لبغداد, لكنه لاحظ في المقابل أن العراق يمثل كذلك معضلة للديمقراطيين المنقسمين على أنفسهم فيما يتعلق بطريقة التعامل مع هذا الملف.
وذكر في هذا الإطار أن المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة جون كيري يؤيد تحديد وقت مبكر للانسحاب, وهو ما يتناقض مع رأي مرشحة الديمقراطيين المحتملة في الرئاسيات الأميركية القادمة هيلاري كلينتون, التي ترى أن تحديد وقت للانسحاب يلعب لصالح أعداء الولايات المتحدة, وهي لذلك تعارضه.
قالت واشنطن بوست إن بوش وصل أوروبا أمس في زيارته الخامسة عشرة منذ تسلمه السلطة في ظل استمرار تدني شعبيته بين الأوروبيين.
وأضافت الصحيفة أنه رغم التحسن الذي شهدته العلاقات الأميركية الأوربية في الفترة الخيرة، فإن الرأي العام الأوروبي لايزال يتلكأ بعيدا في الخلف بسبب اشمئزاز أغلب الأوروبيين من سياسة بوش في العراق ودعاوى تعذيب السلطات الأميركية لسجناء غوانتانامو.
أما صحيفة يو أس أي توداي فقالت إن بوش سيعرض خلال زيارته أوروبا أجندة كاملة بشأن إيران ومساعدات العراق, والدعم الزراعي في التجارة الدولية.
لكنها شددت على أنه سيكون عليه كذلك مواجهة رأي عام أوروبي ينظر جزء منه إلى الولايات المتحدة بوصفها أسوأ خطر يتهدد الاستقرار العالمي, متجاوزة بذلك إيران.
وأضافت أن صورة الولايات المتحدة ما فتئت تسوء على المستوى الدولي رغم الجهود التي بذلتها لدعم علاقاتها مع حلفائها، ورغم الخطوات العملية التي قامت بها في الإطار الدبلوماسي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى عبر العالم.
تحت هذا السؤال ناقش روب كريلي آفاق التدخل الأجنبي في الصومال في صحيفة كريستيان ساينس مونتر, قائلا إن الانتشار السريع للمحاكم الإسلامية في الصومال حفز جهودا دبلوماسية حثيثة من أجل بسط الاستقرار في هذا البلد المضطرب في القرن الأفريقي.
وذكر المعلق أن القوى الإقليمية تؤيد التدخل الأجنبي بسبب تخوفها من إقامة دولة إسلامية على حدودها, بينما ينتاب الدول الغربية قلق من أن تتحول الصومال إلى مأوى آمن للإرهابيين.
لكن كريلي حذر من أن مثل هذا التدخل سيعزز عدم الاستقرار, حيث إنه سيؤجج مشاعر حركة المحاكم الإسلامية, التي سترى فيه خطوة قد تجعلها تفقد كل ما حققته حتى الآن.
وأضاف أن هذه المحاكم شكلت الآن شيئا هو الأقرب إلى الحكومة المركزية في الصومال منذ الإطاحة بالرئيس سياد بري عام 1991.
ونقل عن المقدم هارجيت كيلي, المستشار بمجموعة مراقبة الصومال التابعة للأمم المتحدة، تحذيره من رفع الأمم المتحدة للحظر المفروض على تدفق الأسلحة إلى الصومال، معتبرا أن ذلك سيصب الزيت على النار, خاصة أن المحاكم الإسلامية تتمتع بتأييد حقيقي من الصوماليين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد