الصحافة الأمريكية تستنجد بالسياسات الأوربية لإنهاء الحرب

27-07-2006

الصحافة الأمريكية تستنجد بالسياسات الأوربية لإنهاء الحرب

في الوقت الذي تبدي بعض الدول الأوروبية تردداً إزاء إرسال جنودها للمشاركة في القوة الدولية المقترح إرسالها إلى لبنان، مقابل امتناع الولايات المتحدة حتى الآن عن المساهمة في هذه القوة، بادرت الصحف الاميركية إلى حثّ أوروبا على التدخل محذّرة من ثنائية لبنانية عراقية تنذر بأزمة متفاقمة في المنطقة.
واعتبر أحد كتاب صحيفة واشنطن بوست أن القوات الدولية المزمع إرسالها إلى لبنان هي بمثابة فرصة لأوروبا كي تتدخل أكثر في الشرق الاوسط: ف إسرائيل تعلم أنه ليس بإمكانها القضاء على حزب الله بقوة السلاح، وتدرك أن احتلال أراض معادية هو أمر سيستنزفها كثيراً. أما الولايات المتحدة، فمن المستبعد أن تشارك في القوات الدولية المفترضة، ليس فقط لأنها غارقة في المستنقع العراقي، بل لأنها شديدة القرب من إسرائيل، الأمر الذي قد يعرض الدول العربية السنية التي قد توافق على هذه الخطوة كمصر، الاردن والسعودية... لثورات غاضبة من شعوبها... قد تدفع المنطقة بأسرها إلى حريق هائل شيعي سني.
وعزّز مقال في صحيفة لوس أنجلس تايمز هذه الفكرة متحدثاً عن فقدان صبر حلفاء واشنطن العرب من الشروط الأميركية لوقف إطلاق النار في لبنان. أضاف إن :أقرب الحلفاء العرب لواشنطن هم انظمة مطوقة لا ديموقراطية، يدعم قادتها موقف إدارة بوش من لبنان، ويعود ذلك جزئياً لأنهم يخشون أن ينقلب التيار الإسلامي الشعبي المتمثل بحزب الله وحماس عليهم في عقر دارهم.
وأوضح الكاتب إن هذه الحكومات تخاف الآن أن تؤدي النظرة الشعبية (بأن الولايات المتحدة تقف وراء إسرائيل)، إلى تقويض مصداقيتهم في أوطانهم وتشجيع كفاح جديد ضدهم، ما يدعّم استبعاد القوات الاميركية من أي قوة دولية محتملة في لبنان.
واستطراداً، أضاف كاتب واشنطن بوست أن كل ذلك يضع الكرة في ملعب أوروبا. وإذا كانت أوروبا تريد أن تؤخذ على محمل الجد في الساحة الدولية، فهذه فرصة يجدر بها اقتناصها. وحذّر من أنه إذا امتنعت أوروبا عن إرسال قوة حفظ سلام إلى لبنان لإيقاف حزب الله عن إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل، فمن الصعب عندها أن نفهم لماذا قد تأخذ إيران أوروبا على محمل الجد مجدداً في ما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية الأوروبية حول الملف الإيراني النووي، منذراً من أن هذا الأمر سيقلص في المقابل خيارات التعامل مع إيران إلى ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية، الامر الذي تصمم أوروبا على معارضته.
ونبّه الكاتب من أن الفشل في التدخل (الاوروبي في الجنوب اللبناني) سوف يضعف أي أهداف سياسية للدول الاوروبية الغربية في الشرق الاوسط، ويقوي يد صقور تشيني رامسفيلد الذين يؤمنون بأن الجيش الأميركي قد يكون الحل الوحيد لاضطرابات الكوكب.
من جهة أخرى، ربط أحد كتاب نيويورك تايمز بين أزمتي لبنان والعراق في مقال بعنوان أصداء للعراق في لبنان؟. وقال في الوقت الحالي، تشبه مغامرة إسرائيل في لبنان نظيرتها الاميركية في العراق. إنها تعزز المتشددين (مثل بشار الأسد في سوريا) وتضعف المعتدلين (مثل الملك عبدالله في الاردن)، فيما تروّج بروباغاندا الانتصارات لإيران والمقاتلين الشيعة.
بدوره، ربط مقال في واشنطن بوست بين لبنان والعراق قائلاً :إن التحدي في لبنان هو مماثل لذلك الذي في العراق: كيفية مساعدة الديموقراطيات العربية الضعيفة على السيطرة على الميليشيات الطائفية وبناء السيادة والامن.
واعتبر أحد كتاب نيويورك تايمز أن أفضل استراتيجية لاحتواء ميليشيا كحزب الله تكمن في بناء دولة لبنانية قوية، وأي حل ثابت لهذه الازمة سيكون سياسياً، وليس عسكرياً فحسب. أضاف إن استمرار القصف الاسرائيلي للبنان بهدف تدمير الارهابيين قد يفي بعكس المطلوب، وذلك عبر خلق دولة فاشلة أخرى يمكن للإرهابيين أن يديروا عملياتهم منها بحرية أكبر.
ولخّص الكاتب الموقف الاميركي من الصراع في الشرق الاوسط بقوله إنها تنص بشكل رئيسي على وقف القتل. لكن ليس بعد.
من جهته، أكد كاتب آخر في نيويورك تايمز أنه كان على الولايات المتحدة ان تهمس في أذن إسرائيل الرسالة التالية: على المجزرة ان تتوقف. سوف نجد سبيلاً أفضل

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...