العراق: سلسلة هجمات لـ"داعش" في الأنبار

ركّز تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش"، معظم هجماته، أمس، في محافظة الأنبار، التي يبدو أنه يعتمد على فتح ثغرة من خلالها نحو العاصمة بغداد من خلال الإمساك بالخط الرئيسي الذي يربط المحافظة بالعاصمة، حيث أطلق سلسلة من الهجمات على طول خط الفلوجة - الرمادي - هيت.
وتمكن مسلحو "داعش" من السيطرة على مبنى القائمقامية ومستشفى المدينة، ومركز الشرطة في مدينة هيت، وذكرت قناة "العراقية" أن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحي التنظيم وأبناء عشيرة البونمر، كما أكدت مصادر أمنية أن "داعش" سيطر على أجزاء كبيرة من المدينة الواقعة على بعد 190 كيلومترا شمال غرب العاصمة، بعد اشتباكات عنيفة.
ولفتت المصادر إلى أن معظم عناصر الشرطة والصحوات فرّوا من المدينة، وأضافت أن "مقاتلي التنظيم يشتبكون مع أعداد قليلة من القوات الأمنية والصحوات الذين ما زالوا متحصنين في مواقعهم في القضاء"، كما لفتت إلى أن "الطيران الحربي استمر في استهداف عناصر التنظيم إلا أن ذلك لم يحل دون سقوط هيت".
وهاجم نحو 25 مسلحاً مقر قيادة الشرطة، في المدينة مستبقين ذلك بهجوم انتحاري مزدوج بسيارتين مفخختين.
وقال العميد فيصل كعود الدليمي إن "المهاجمين حاولوا اقتحام مقر قيادة الشرطة لكن قوات الشرطة اشتبكت مع المهاجمين وقتلت 20 منهم"، وأكد أن سبعة عناصر من الشرطة وثلاثة من قوات الجيش قتلوا خلال الاشتباكات والتفجيرات الانتحارية التي سبقتها.
وبدا واضحاً إصرار التنظيم على الإمساك بهذه المناطق، منذ لحظة إطلاقه لسلسلة الهجمات التي شنها فيها، حيث أكدت مصادر أمنية عراقية أن مسلحي "داعش" هاجموا أيضا مقر اللواء الثامن الواقع على بعد خمسة كيلومترات غرب مدينة الرمادي، تزامناً مع الهجوم على مدينة هيت.
وقال العميد الركن عواد الدليمي أن "مسلحين ينتمون لداعش هاجموا مقر اللواء الثامن من ثلاثة محاور"، وأوضح أن "الهجوم بدء باستخدام سيارتين عسكريتين مفخختين يقودهما انتحاريان فجّرا نفسيهما عند جدار المقر احدثا خلالها فجوة كبيرة"، وأضاف أن "13 انتحارياً يرتدون أحزمة ناسفة دخلوا إلى المقر واشتبكوا مع قوات الجيش وقوات النخبة الموجودة في داخل المقر، وتم قتلهم جميعهم"، وأضاف أن "سبعة مسلحين آخرين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام المقر من محورين آخرين".
وفي السياق ذاته أكدت مصادر أمنية أن "قوات الصحوة" المنتمية للعشائر في المحافظة تشارك أيضا في القتال الدائر من خلال استهداف عناصر التنظيم المهاجمة من مواقع خارج مقر اللواء.
واللواء الثامن هو الأهم في محافظة الأنبار، يتعرض منذ قرابة 10 أشهر لهجمات متكررة من قبل مقاتلي "داعش".
إلى ذلك، ذكر قائد عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح، أن 33 عنصرا من تنظيم "داعش" قتلوا، خلال المواجهات مع القوات العراقية، بعد هجومهم على 7 مناطق في المحافظة، وأشار إلى أن عناصر "داعش" فتحوا 5 جبهات للقتال في مدينة الرمادي، تركزت في زنكورة، الجرايشي، حي المعلمين، الحوز، التأميم، واثنان في مدينة الفلوجة بمنطقة الهيتاوين وناحية الكرمة.
ولفت الفليح إلى أن "الطيران الحربي للتحالف الدولي والعراقي شارك في قصف مسلحي التنظيم في تلك المناطق، وكبّدهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات".
بدوره أعلن قائممقام قضاء طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين العراقية شلال العبدول، عن مقتل 43 عنصرا من "داعش" في عملية عسكرية مشتركة لقوات الجيش و"البشمركة" في القرى التابعة للقضاء.
ولفت العبدول في بيان إلى أن العملية نجحت في "تحرير 10 قرى تتبع إلى مركز القضاء كانت محتلة من عصابات داعش".
كما ذكر مصدر أمني في المحافظة أن طائرات عراقية ألقت منشورات على ناحية العلم ومدينة تكريت، تدعو المواطنين إلى الابتعاد عن مقار "داعش" من أجل استهدافها بعملية "جراحية دقيقة تتفادى الأضرار الجانبية".
وأكد المصدر أن "الدواعش يستغلون المناطق السكنية ليتواجدوا فيها سعياً منهم لوضع المدنيين دروعاً بشرية"، لافتاً إلى أن "الحكومة فوتت عليهم هذه الفرصة المشبوهة وأصدرت الأوامر بإيقاف قصف المناطق السكنية التي يحتمل أن يتعرض بسببها أبناءنا إلى الخطر جراء القصف وحصول الأخطاء غير المقصودة".

المصدر: وكالات