العراق يستأنف هجوم الموصل .. بعد «تراجع تكتيكي»
لا استكانة قبل دحر تنظيم «داعش» من العراق، هو القرار الذي أعادت بغداد تأكيده بعد «تراجع تكتيكي» لقواتها في الساحل الايسر للموصل، على اثر المقاومة الشرسة التي أبداها إرهابيو التنظيم في الأحياء الداخلية للمدينة. يأتي ذلك في وقت خرجت إلى العلن معلومات عن وجود مساع بين اربيل وبغداد لوضع خريطة طريق لإدارة الموصل، في مرحلة ما بعد «داعش».
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أكد خلال زيارة لبلدة برطلة شرق الموصل، أمس الأول، عزم بلاده تحرير كامل الاراضي من «داعش»، موضحاً أن لا عدو للعراقيين سوى عصابة ابو بكر البغدادي التي احتلت أجزاءً من أراضي العراق.
ووجه العبادي، في خطاب بثه التلفزيون العراقي، رسالة إلى أهالي الموصل وعدهم خلالها بـ «قطع رأس داعش» وتحريرهم من قبضته قريباً، موضحاً أنه «لا يوجد أي تأخير في العمليات العسكرية وفق الخطة المرسومة». وتابع أن «البعض يحاول المراهنة على التفرقة لكنه فشل، واليوم يحقق العراقيون هذا الانتصار بوحدتهم»، مؤكدا في الوقت ذاته أن «الإساءة للحشد الشعبي غير مقبولة وأننا سنحاسب على أي خرق أو تجاوز يحصل».
القوات العراقية التي استأنفت عملياتها العسكرية ضد «داعش» تقدمت ببطء وسط ضواحي شرق الموصل، أمس، وطهَّرت جيوباً للإرهابيين الذين كانوا يختبئون وسط المدنيين ويستهدفون الجنود بموجة من السيارات المفخخة.
وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن قائد عسكري عراقي، طلب عدم ذكر اسمه، قوله، «إن القوات العراقية نفذت تراجعاً تكتيكياً تتطلبه في كثير من الاحيان ظروف المعركة، التي دخلت الآن مرحلة المواجهة بيننا وبين العدو».
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني: «نحن نخوض أصعب معركة مدن ممكن أن تخوضها أي قوة في العالم»، مضيفاً «أحيانا يتعمدون الصعود إلى أسطح منازل لا زال يسكنها مدنيون لأنهم يعلمون أننا لن نستخدم الضربات الجوية ضد أهداف يوجد بها مدنيون».
وإلى الجنوب، تمكنت القوات العراقية من تطهير ناحية حمام العليل بالكامل بعدما دخلته أمس الأول.
وأعلن قائد عمليات نينوى اللواء نجم عبد الله الجبوري مقتل أحد ابرز قادة «داعش» المدعو ابو حمزة الانصاري الجزائري، وذلك أثناء عمليات تحرير حمام العليل.
وذكر مصدر أمني في محافظة نينوى، أن قطعات الجيش العراقي تمكنت من السيطرة على طريق الموصل كركوك من جهة الجنوب الشرقي للمحافظة.
وفي المدخل الشمالي للموصل، قال الضابط في قيادة عمليات نينوى العقيد أحمد الجبوري إن «قوات الجيش في الفرقة 16 اقتحمت حي السادة بعويزة»، لافتاً إلى أن «القوات تخوض حرب شوارع مع عناصر داعش».
بدوره، أعلن الأمين العام لـ «كتائب سيد الشهداء» المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي» أبو الاء الولائي في بيان، الشروع بمحاصرة مطار تلعفر، والذي يبعد عن مركز المدينة ثمانية كيلومترات، غرب الموصل.
إلى ذلك، أكد الأمين العام لـ «حركة النجباء» (أحد فصائل الحشد الشعبي) أكرم الكعبي، وجود قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على الأراضي العراقية.
وكان نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس قد أكد في وقت سابق، أن وجود سليماني في العراق جاء بطلب من الحكومة.
وفي سياق متصل، تابع «داعش» شن هجماته الجانبية في محاولة للتخفيف عن جبهة الموصل، وأمس، أعلن التنظيم مسؤوليته عن ثلاثة تفجيرات استخدمت فيها سيارات إسعاف وضربت مدينتي تكريت وسامراء، أسفرت عن 25 قتيلا و47 جريحا.
وفي جديد التكتيكات التي أدخلها «داعش» في حربه لوقف تقدم القوات العراقية، أفاد رئيس اللجنة الامنية في مجلس ناحية ابي صيدا في محافظة ديالى عواد الربيعي، عن استخدام التنظيم لأول مرة نوعاً من العبوات المعقدة في منطقة الوقف شمال شرق بعقوبة يطلق عليها «العبوات العنكبوتية»، من اجل زيادة الخسائر البشرية في صفوف القوى الامنية والمدنيين، لافتاً إلى أن هذه العبوات «تنصب في اطار دائري ينفجر في آن واحد عند أي خطأ».
من جهة ثانية، زار العبادي، أمس الأول، اربيل، حيث التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.
ونقلت «السومرية نيوز» عن المستشار الإعلامي في مكتب البرزاني، كفاح محمود قوله، أمس، أن الجانبين سيضعان «خريطة طريق لإدارة الموصل وتطهيرها من تداعيات منظمة داعش الارهابية وأفكارها وثقافتها»، لافتاً إلى أن الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والكردية «ستدفع جهود الطرفين للإسراع بحل جميع المشاكل العالقة».
إلى ذلك، نقلت «الاناضول» عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إضافية من أنقرة إلى الحدود مع العراق، وأوضحت أن التعزيزات تشمل معدات عسكرية محملة على قافلة مؤلفة من 30 شاحنة.
وكالات
إضافة تعليق جديد