القاهرة ترفض التدخّلات الأجنبية في قضية «محمد المسيحي»
تقف مصر هذه الأيام في مواجهة محورين، يتمثّل الأول في حملة الاعتقالات التي تشنّها الحكومة ضد جماعة «الإخوان» المسلمين، بينما تلامس من جهة أخرى انحدار سمعتها دولياً في تطبيقها الديموقراطية واحترامها حقوق الإنسان والأقباط خصوصاً، ولا سيما بعد إدانة محمد حجازي الذي اعتنق المسيحية أخيراً، ما استدعى تدخلات دولية في القضية التي باتت تعرف باسم «محمد مسيحي».
وقبل ساعات فقط من بدء الجلسة السادسة للمحاكمة العسكرية لقادة «الإخوان» المسلمين، كان وزير الداخلية حبيب العادلى يناقش مع كبار مساعديه وضع الجماعة في مصر. وبرّر الاعتقالات الأخيرة بأنها تدخل في إطار محاربة «تعميق التنظيم السري»، في إشارة إلى القبض على النائب الثاني للمرشد خيرت الشاطر ومجموعة من أغنياء «الإخوان»، تلتها ضربة ثانية مع اعتقال الدكتور عصام العريان.
ولم يتنصّل العادلي من الاعتراف بأن حالات فردية تتعرص للتعذيب داخل السجون، لكن ليس كما تروّج الصحف المستقلة التي تشن أوسع حملاتها ضد التعذيب، متهماً الجماعة بالوقوف وراء هذه الحملة.
وفي السياق، أصدر مركز الأبحاث السويسرى المعروف باسم «شبكة الأمن والعلاقات الدولية» تقريراً وصف الاعتقالات الأخيرة لـ «الإخوان» بأنها «لعب بالنار من جانب نظام مبارك»، محذّراً من «الضغط على الإخوان الذي قد يؤدي الى تفشي التطرف».
ومنعت المحاكمة العسكرية لأكثر من 40 من قادة «الإخوان» عدداً كبيراً من المراقبين العرب والدوليين من متابعة الجلسة التي كانت مخصصة لسماع شهادة الضابط الذي ألقى القبض على مجموعة «الإخوان». وانتهت بإصدار رئيس المحكمة العسكرية قراراً بتأجيل الجلسه الى يوم الاثنين المقبل لاستكمال الاستماع الى الشهود.
وبالانتقال الى قضية حجازي التي أثارت نوعاً من البلبلة الطائفية في مصر، أعلنت مصادر مصرية لـ «الأخبار» أمس أن الحكومة سترفض الاستجابة إلى أي ضغوط خارجية بخصوص هذا الملف، في وقت تسعى فيه جهات غربية من بينها إيطاليا إلى تبني القضية.
وشدّدت المصادر على أن فتح باب الضغوط الخارجية قد يثير المزيد من الحساسيات الطائفية بين المسلمين والأقباط ويضعف مساعي الحكومة للحد منها، وخصوصاً بعد مطالبة زعيم تنظيم «اليمين» الإيطالي فرنشيسكو ستوراتشي تدخل الرئيس جورجو نابوليتانو في موضوع حجازي.
وكان الصحافي الإيطالي المصري الأصل مجدي علام أول من أثار القضية أول من أمس في مقال نشرته صحيفة «كورييري دي لا سييرا»، ودعا إلى «تبنيه» باعتباره رمزاً للحرية الدينية في الشرق الأوسط لأن «حياته في خطر نتيجة فتوى أحد مشايخ الأزهر له بالرِّدّة».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد