( القلاعية) تلاحق الماعز الجبلي في حماة وتوقع خسائر كبيرة

17-06-2007

( القلاعية) تلاحق الماعز الجبلي في حماة وتوقع خسائر كبيرة

ادت الاحوال الجوية, هذا العام, وتقلبات الطقس غير المتوقعة -محافظة حماة- الى جائحات مرضية خطيرة ونفوق مئات المواشيما اوقع المربين في خسارات كبيرة, وخاصة في الاغنام والماعز, التي اصيبت بالحمى القلاعية -العدو الاخطر, والاشد فتكا من بين الامراض السارية-.‏ شكاوى هؤلاء المربين وصلت الى الجهات المسؤولة في المحافظة, كما وصلتنا نحن شكوى مزيلة بعشرات التواقيع منهم, يستنجدون من خلالها من ان حيواناتهم تنفق ولا سبيل الى علاجها, وقالوا ان الجهات المختصة رفضت تلقيحها, ورفضت التعاون معهم, فهناك من نفق له أكثر من خمسين رأسا, ومنهم اربعين, ومنهم ثلاثين وهكذا.. من خلال هذا الواقع, وحرصا على رصد الحقيقة كما هي, فقد قمنا بجولة تقصٍ الى تلك القرى المنكوبة, والتقينا مع المربين واستمعنا الى اقوالهم, بعد أن تأكدنا أن المرض قد حصد اعدادا كبيرة جدا من حيواناتهم في تلك القرى.‏
فكما تم التأكيد لنا, فإن المرض قد بدأ في قرية الرصافة الواقعة غربي مصياف, وانتقل منها الى السنديانة ثم الى حيلين, وتباعا كافة القرى هناك وكما علمنا ايضا أن قرى محافظتي اللاذقية وطرطوس قد عمها هذا المرض.‏
المربي أحد زيفة قال: منذ شهر بدأ المرض, فقمنا باخبار الجهات المعنية في مصياف وفي الوحدة الارشادية, فارسلوا لنا لجنة اطباء من وحدة ارشادية (حيالين), الذين قالوا إن المرض قد تفشى, ولم يعد بالامكان فعل أي شيء, وذهبوا دون أن يفعلوا أي شيء, بعدها تفاقم المرض, وبدأ الموت تباعا, وقد قمت باستعمال كافة الادوية المتاحة, وخسرنا مبالغ طائلة في هذا المجال, ولكن دون جدوى, ووقعت الكارثة بنا, وخسرنا ما خسرناه, وما تبقى من الماعز جف حليبه وانتهى الموسم بالكامل, ونحن ليس لنا مصدر للرزق سوى تربية الماعز.‏
رجب محمد فشتوك قال: عندما وقعت مواشينا في المرض, قمنا باخبار الجهات المعنية في الوحدة الارشادية وفي مصلحة الزراعة في مصياف, ولم يرد علينا أحد, فقط جاؤوا مرة واحدة, وقالوا انهم لا يستطيعون فعل أي شيء بعد تفشي المرض, ولم يقوموا بتلقيحها ولم يقدموا لنا الدواء المطلوب, ولا الارشادات اللازمة, وعقدوا ندوة واحدة وذهبوا.‏
وكشريحة استطلاعية فقط عن الاعداد النافقة.. فقد نفق عند رجب فشتوك 50 رأسا وعند احمد زيفة 24 رأسا وعند محمد سليمان 35 وعند يعرب الحسين 50 وهكذا هي الحال, تدرجا بين هذه الارقام في كافة القرى الموبوءة.‏
في مجال وحدة ارشادية حيالين, التقينا بعض الاطباء البيطريين الذين ساهموا في حملة التحري عن المرض, حيث اكدوا لنا أن المربين تقاعسوا في الاخبار عن المرض, لاسباب قد لا تكون في صالحهم, كما اعتقدوا, فقد ظنوا عندما سألناهم عن المرض أننا سنقوم بتعداد الماعز تمهيدا لمصادرتها لذلك تأخروا في اخبارنا, وكانوا سابقا يرفضون التعاون مع حملات التلقيح التي نقوم بها.‏
المهندس منيف محمد رئيس الوحدة الارشادية في حيالين قال: بتاريخ 15/5/2007 ابلغنا عن حالات نفوق في قطعان الماعز تم على اثرها ارسال لجنة طبية برئاسة الطبيب البيطري احمد الحسن, حيث تبين للجنة أن المرض هو مرض (الحمى القلاعية) الذي يصيب الابقار والاغنام والماعز, فأجرت هذه اللجنة لقاء موسعا مع المربين شرحت فيه وضع هذا المرض بشكل مفصل, واكدت لهم ان اجراء تلقيح وقائي ضد هذا المرض في الوقت الحاضر غير صحيح, كون فترة حضانة الفيروس هي 15 يوما حتى تظهر الاعراض السريرية على الحيوانات, وبالتالي فان اعطاء اللقاح للحيوانات التي لم يظهر عليها اثار المرض قد يؤدي الى كارثة فيها, وتم نصح المربين بضرورة اعطاء المقويات والمضادات الحيوية العادية لباقي القطيع الذي لم يصب, وايضا تم فورا اخبار مصلحة الزراعة في مصياف ومديرية زراعة حماة اللتين ارسلتا لجنة طبية بيطرية التقت بالمربين, وشرحت بعض الجثث النافقة واخذت عينات منها لتحليلها ووجهت بالقيام بحملة شاملة ضد امراض: الباستوريلا- والانتروتوكسيما وفورا قامت الوحدة الارشادية بذلك, ولتاريخ 3/6/2007 بلغ عدد الرؤوس المحصنة 1600 رأس ولا تزال عمليات التلقيح مستمرة.‏
هذا ما قيل لنا, وبالفعل هناك كارثة بكل ما تعنيه الكلمة اصابت أولئك, واوقعت بهم خسارات لا يمكن تحملها, ولذلك وانطلاقا من وضعهم هذا, فإننا نتمنى على الجهات المسؤولة في المحافظة, واسوة بحالات مشابهة, أن تقوم باستطلاع الامور على ارض الواقع, والنظر في امكانية فعل أي شيء يخفف عنهم, فمن غير المعقول تركهم في مهب الريح يترنحون تحت واقع ما حل بهم.‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...