الكونغرس الأمريكي يحمل العراق تكاليف احتلاله

03-05-2008

الكونغرس الأمريكي يحمل العراق تكاليف احتلاله

للمرة الأولى منذ فترة طويلة، أجمع أعضاء الكونجرس الأمريكي على مشروع قرار لتحميل العراق تكاليف الاحتلال، وليست إعادة البناء فقط. فقد وافق أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي على تمرير مشروع قانون يمنع وزارة الدفاع من تمويل أي مشروع لإعادة البناء أو أي مشاريع بنية أساسية في العراق تزيد تكلفته على مليوني دولار، ونصت بنود هذا القانون الذي تم تمريره بالإجماع على ضرورة أن يسدد العراقيون تكلفة التدريب ومعدات القوات الأمنية ومجموعات الصحوة بالإضافة إلى التزام الإدارة الأمريكية بالبدء بالتفاوض مع العراقيين لإبرام اتفاقيات مشاركة في تكلفة “العمليات العسكرية” المشتركة،

على أن يتحمل العراقيون تكلفة الوقود، وقال السيناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة، إن دافع الضرائب الأمريكي سيتحمل تكلفة أشياء كثيرة من المفترض أن يتحملها العراق من الفائض الذي بحوزته، فهم يصدرون مليوني برميل من النفط يومياً.

وبينما وصلت توقعات التكلفة المبدئية للاحتلال في العراق العام الحالي إلى ما يزيد على ال 200 مليار دولار، خرجت رئيسة مجلس النواب النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي مطالبة بتحمل العراق المزيد من المسؤولية المالية، وقالت “هم عندهم فائض ونحن لدينا عجز، هم لديهم عوائد وفائض بربح كبير نتيجة ارتفاع أسعار النفط، ونحن صرفنا ثروة كبيرة على البنية التحتية في العراق، ونحن لدينا عجز في البنية التحتية في بلادنا”.

هذا التحرك الجماعي في الكونجرس الأمريكي الذي يعني أن على العراقيين أن يسددوا للمحتل تكاليف احتلاله لهم، قوبل بموافقة ضمنية من البيت الأبيض، وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض “نحن لم نعد نقوم بعمل أي مشاريع لإعادة البناء في العراق على أية حال”.

وكانت الإدارة الأمريكية قد اتفقت مبدئياً على قيام الحكومة العراقية بتحمل تكلفة الصحوة بالكامل في نهاية العام الحالي، حيث تتحمل الولايات المتحدة حالياً 90% من تكلفة تسديد رواتب قوات الصحوة بواقع 300 دولار شهرياً لكل شخص.

على صعيد آخر، كشف قائد قوات الاحتلال السابق في العراق الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز، عن تسبب الرئيس الأمريكي جورج بوش في خلق ما أسماها سطوة مقتدى الصدر، في حين طلب في ابريل/نيسان 2004 “محو مقتدى الصدر”.

وفي معرض اختياره لمقتدى الصدر ليكون ضمن قائمة مجلة “التايم” السنوية لأكثر مائة شخصية في العالم نفوذاً، أورد سانشيز واقعة قيام الرئيس الأمريكي خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة معه بوصف مقتدى بأنه عدو وأمر القوات الأمريكية بقتله أو اعتقاله.

وقال سانشيز إن بوش قال ساعتها “نحن لا يمكن أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار الأمور في العراق، يجب محوه”.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، وفي غضون أسبوع، تصرف البيت الأبيض على العكس طالباً من القوات بالعراق إلغاء هذه المهمة حيث ساهمت التغطية الإعلامية السلبية بالتزامن مع استعداد بوش لحملة إعادة انتخابه في تراجع بوش عن قراره.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...