المراسل الحربي مدخلاً لولوج حرب العراق درامياً

21-03-2009

المراسل الحربي مدخلاً لولوج حرب العراق درامياً

«بغداد: زمن الحب والموت» هو عنوان المسلسل التلفزيوني الجديد الذي يسلط الضوء على حياة المراسلين الصحافيين إبان الحرب الأميركية على العراق، من إخراج التونسي شوقي الماجري وتأليف الروائي السوري خالد خليفة، وإنتاج مجموعة من المؤسسات، منها قناة «روتانا خليجية» و «إي أر تي» و» ايبلا السورية».
عن اختيار حياة هذه الفئة من الناس مدخلاً إلى بغداد يقول مؤلف المسلسل: «اخترنا المراسلين الصحافيين في الواجهة نظراً الى التضحيات التي قدموها، إذ يمكن الحديث عن أكثر من مئتين وثمانين شهيداً في صفوفهم. من هنا فإن الاستهانة برجال الصحافة وحرية الرأي تجعل السؤال معكوساً: لماذا لم تقدم حتى الآن حياة هؤلاء الناس في مسلسل تلفزيوني من طراز رفيع؟». ويشير خليفة الى ان مرجعيته التوثيقية في اعتماد هذا المدخل الصعب والشائك في عالم الدراما التلفزيونية تكمن في التقارير الصحافية، ومتابعته لوسائل الاعلام، ومعرفته الشخصية بالكثير من أهل الميديا»، ويقول: «أنا موجود في هذا الوسط، والتقيت عدداً من هؤلاء الناس في فترات معينة، وقرأت الكثير من شهاداتهم، وتابعت اللحظات المؤلمة في استشهاد بعضهم، من هنا أعتبر نفسي معنياً بهم، ولهذا يفترض بنا كمراسلين وكتاب وصحافيين أن ندافع عن حرية الرأي، ونقف على ضفة واحدة شئنا أم أبينا. وأعتقد جازماً بأن أفضل مدخل إلى بغداد وحرب العراق هو حياة هؤلاء المراسلين الذين ضحوا بحيواتهم من أجل أن ينقلوا للعالم الصورة والخبر». ورداً على سؤال عن العلامات التي قد تميز حرب العراق، إذا أخذنا في الاعتبار، مثلاً، أن اول صورة تلفزيونية بثت من منطقة حربية كانت من فيتنام، يقول صاحب مسلسل سيرة آل الجلالي: «إن الميزة الأساسية في حرب العراق الأخيرة تكمن في أن المعلومات لم يعد يحتكرها الأميركيون ووسائل اعلامهم، بل أصبح المراسلون والصحافيون العرب هم المصدر الأساسي للخبر والصورة. وثمة ميزة أخرى تكمن في هذه الحرب، وهي أن قوة فائقة مثل قوة الولايات المتحدة اعتبرت هؤلاء الصحافيين طرفاً في الصراع الدائر، مخالفة بذلك كل القوانين الدولية التي تؤكد حماية هؤلاء الصحافيين في أماكن النزاعات الحربية، بالتالي تحولت إلى قوة ديكتاتورية تصادر حرية الرأي، ولعل خير دليل مجزرة الصحافيين الشهيرة في 8 نيسان (أبريل) 2003».
وعما تردد عن أن خليفة اعتمد في شكل أساسي على مذكرات مذيعة «العربية» نجوى قاسم التي تواجدت في بغداد في الأيام الأولى من الحرب يقول خليفة: «الحقيقة أن مذكرات نجوى قاسم أجابت عن ثلاثة أسئلة مهمة وضرورية بالنسبة الي، وقد قدمتها في شكل شخصي مشكورة. بعض هذه الأسئلة التي كانت تشغل بالي وأجابت عنها المذكرات هي كيف كان يتصل المراسلون بذويهم، وما هي طبيعة العلاقة بينهم وبين النظام العراقي السابق، أما ما عدا ذلك، فالعمل برمته يهتم بالشأن العراقي وينتصر لآلام العراقيين الصابرين الذين اختاروا العيش بعيداً من التجاذبات السياسية».
فهل بالإمكان ان يقارب هذا الموضوع بمعزل عن هذه التجاذبات؟ يجيب خليفة: «أعتقد أن العمل سيجيب عن هذا السؤال، وفي النهاية كل شيء صعب بطبيعة الحال. فالكتابة بمثابة السير بين حقول ألغام، ولكن شعار هذا العمل هو الابتعاد عن المباشرة، لأننا نريد الابتعاد عن التجاذبات السياسية الخطيرة التي تميز الوضع العراقي، وبالطبع لا يمكن أن تصنع عملاً عن العراق من دون سياسة، لذلك كانت المحاور الأساسية الثلاثة هي حياة الصحافيين، وحياة العراقيين وآمالهم وآلامهم، وتجاوزات الأميركيين التي لا يمكن التغاضي عنها في هذه الحرب». وعما إذا كانوا سيعتمدون ممثلين عراقيين بالدرجة الأولى في المسلسل الذي يصور نهاية الشهر الجاري يقول خليفة: «للشخصيات العراقية التي ستظهر في المسلسل بالطبع سنعتمد ممثلين عراقيين، وبدأ المخرج شوقي الماجري مقابلة عدد كبير منهم، علماً أن العمل يحفل بجنسيات كثيرة مختلفة». وعن مواقع التصوير، وما إذا كانت عراقية بالكامل يقول خليفة: «المواقع هي من خيارات المخرج الماجري وفريق عمله، ولكن الأكيد أننا لن نصور في بغداد، وكنا نتمنى ذلك، لكن الوضع الأمني في العراق لا يسمح بذلك أبداً».
وعن الصورة التي رسمها خليفة لبغداد كما ستظهر في مسلسله الجديد يقول: «بغداد كما تخيلتها هي المدينة الباحثة عن الأمل والحب والطالعة من رماد الموت واليأس». كيف يمكن أن يتم هذا؟ يجيب خليفة باختصار: «من خلال قصة حب بين مراسلة مصرية (غادة عادل) ومراسل سوري (عابد فهد).

فجر يعقوب

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...