المعارضة اللبنانية ترفض وصاية بوش وخليل زاد يهاجمها

23-12-2007

المعارضة اللبنانية ترفض وصاية بوش وخليل زاد يهاجمها

 شهدت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان سلسلة من التفاعلات الجديدة خلال الساعات القليلة الماضية، بدا أنها دفعت الاستحقاق الرئاسي إلى مزيد من التعقيد، خاصة بعد دخول الرئيس الأمريكي جورج بوش، على خط  الأزمة مباشرة، وهي الخطوة التي أعلنت قوى المعارضة اللبنانية معارضتها.

ففيما انتقلت الأزمة اللبنانية إلى أروقة الأمم المتحدة مجدداً الجمعة، فقد رد فيه "حزب الله" على تصريحات الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في الوقت الذي أعلن فيه مجلس النواب اللبناني تأجيل جلسة اختيار رئيس جديد للجمهورية، إلى أواخر الشهر الجاري.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم في بيان: "طالعنا الرئيس الأمريكي بسوء طالعه، وأوامره المباشرة لجماعته في لبنان، بانتهاك الدستور، وإجراء الانتخابات الرئاسية بالنصف زائد واحد"، وأضاف موجهاً حديثه إلى بوش، قائلاً: "أوامرك غير قابلة للتنفيذ في لبنان، ووصايتك مرفوضة."

وكان الرئيس الأمريكي قد دعا، في تصريحات أدلى بها الخميس، إلى "احتضان" رئيس يرشحه تحالف قوى 14 آذار (والذي يمثل الأكثرية النيابية)، على أن يتم انتخابه بـ"الأغلبية زائد واحد"، في حال لم تتوصل المعارضة والأكثرية إلى اتفاق في هذا الشأن، حسبما اقترح بوش.

وكان تحالف 14 آذار قد أعلن مراراً استعداده لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة للبرلمان، يكون النصاب فيها بالأكثرية المطلقة، بينما تمسكت المعارضة بنصاب يقوم على أكثرية الثلثين، ثم تراجعت الأكثرية عن التهديد بالنصف زائد واحد بعد أن تبنت ترشيح قائد الجيش ميشال سليمان، على أساس أنه يحظى بقبول من جميع الأطراف.

ورأى قاسم، بحسب البيان، أن الرئيس الأمريكي "يدقّ إسفيناً جديداً بين اللبنانيين في اللحظة التي يسعون فيها إلى التوافق، مستخدماً أدواته في لبنان ليكون الثمن بالكامل من حساب الاستقرار اللبناني، ومستقبل أجياله."

وفي نيويورك، دعا السفير الأمريكي لدى المنظمة الدولية، زلماي خليل زاد، مجلس الأمن إلى ممارسة ضغط على المعارضة اللبنانية، متهماً إياها بعرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان، معرباً عن دعم واشنطن للحكومة "الشرعية"، وللدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة.

وبعد اجتماع للمجلس الجمعة، قال خليل زاد: "في ما يتعلق بالوضع اللبناني، هناك مأزق سياسي يعزى للأسف إلى الأقلية المعارضة، التي ترتهن الوضع، ولا تسمح للعملية الدستورية بالمضي قدماً، كما أن هناك بعض الأطراف الخارجية التي تعرقل الأمور، وأذكر اسم سوريا في هذا الخصوص."

وأضاف السفير الأمريكي قوله: "لقد أثرت في المجلس الوضع اللبناني، في ضوء الخطر الذي يمثله هذا المأزق السياسي، ودعوت إلى أن يكون المجلس مستعداً للنظر في خطوات إضافية لحمل المسؤولين عن هذا المأزق على تغيير موقفهم."

وكان مجلس الأمن الدولي قد أعرب، في وقت سابق، عن قلقه العميق حيال عمليات التأجيل المتتالية للانتخابات الرئاسية في لبنان، وحذر من مخاطر تدهور الوضع في البلاد، مكرراً نداءه إلى الإسراع في إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، بموجب الدستور اللبناني، دون تدخل أو تأثير أجنبي.

وفي إعلان "غير ملزم"، تلاه رئيس مجلس الأمن لشهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سفير إيطاليا مارسيلو سباتافورا، أكد المجلس أن "المأزق السياسي المستمر لا يخدم مصالح الشعب اللبناني، ويمكن أن يؤدي إلى تدهور جديد للوضع في لبنان."

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وهو أيضاً أحد أقطاب المعارضة، قد أعلن تأجيل جلسة البرلمان التي كانت مقررة اليوم (السبت) لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلى التاسع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وهو التأجيل العاشر منذ بدء الأزمة الرئاسية في سبتمبر/ أيلول الماضي.

ويأتي هذا التأجيل، رغم استمرار الجهود الدولية والإقليمية، خاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أطراف عربية فاعلة، لتسوية الأزمة التي تركت لبنان بلا رئيس منذ ما يقرب من شهر.

وانتهت مهلة دستورية لانتخاب رئيس للبنان، بدأت في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، مع نهاية ولاية الرئيس إميل لحود، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب خلف له، مما يعني انتقال صلاحياته إلى حكومة فؤاد السنيورة، والتي تعتبرها المعارضة "غير دستورية"، وهو نفس الوصف الذي أطلقه لحود على الحكومة قبل مغادرته السلطة.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...