المناورات الأميركيةـالإسرائيلية: الدفاع عن حيفا كالدفاع عن سان دييغو
رغم مضي حوالى أسبوع على بدء مناورات الدفاع الجوي المشتركة «جونيبر كوبرا» بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإن معلومات قليلة تسربت حول مجرياتها. وأطل الإسرائيليون قبل أيام على «القاعدة العسكرية» الأميركية التي أقيمت على شاطئ تل باروخ في تل أبيب، وأمس على المدمرة «هيغينز» في ميناء حيفا. ورفض القادة الأميركيون توضيح ماهية السيناريوهات التي يتدربون عليها إلا أن عناوين كلامهم كانت: هكذا سندافع عن إسرائيل.
وأعلن قائد المدمرة الأميركية «هيغينز» التي تشارك في المناورة الواسعة، القبطان كارل موزار، أنه «من ناحيتنا، الدفاع عن حيفا هو كالدفاع عن سان دييغو». ومعلوم أن حوالى 17 بارجة أميركية تشارك في المناورات التي تستغرق أسبوعين. وقال قائد «هيغينز» إن الأمر الأهم هو أنه يتعامل في المناورة مع ضباط الجيش الإسرائيلي ويستخلص معهم العبر. ومع ذلك ألمح القائد الأميركي إلى أن التعاون ليس مطلقا، وقال إنه لا ينقل للإسرائيليين كل المعلومات التي تتوفر لديه وإنما «نحتفظ لأنفسنا بجزء منها».
وقال موزار إن مدمرته تستطيع أن تقطع يوميا 700 كيلومتر وأن وصولها لإسرائيل وقت الحاجة يرتبط بالمكان الذي تتواجد فيه. وأضاف: «المهم معرفة أنه لا يهم أين نكون، وفق تعليمات الإدارة الأميركية، سواء كنا في سان دييغو، البوسنة، سان فرانسيسكو أو حيفا. في كل مكان نتواجد فيه نعرض مقاتلين نوعيين وننفذ المهمات التي نكلف بها على أفضل شكل. والجميع يعلم ما معنى وجود سفينة كهذه في البحر المتوسط».
وأشار المعلق العسكري لموقع «يديعوت» الألكتروني رون بن يشاي إلى أن القبطان موزار يدرك أن أحد الأهداف الأساسية للمناورة هي إيصال رسالة بشأن وقوف أميركا غير المشروط إلى جانب إسرائيل في أي مواجهة. وكتب أن هذه هي الصيغة الراهنة لـ«دبلوماسية سفن المدافع» التي صاغها البريطانيون في القرن التاسع عشر. فالمدمرة «هيغينز» مكون مركزي جدا في المساهمة الأميركية في المناورة، لأنها بين المدمرات الأسرع قابلية للوصول إلى المنطقة حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية. فخلال أقل من يوم تستطيع المدمرة الوصول إلى شواطئ إسرائيل من وسط البحر المتوسط.
وتحوي المدمرة «هيغينز» على جهازي رادار متطورين وتحمل منظومات مضادة للصواريخ تجعل منها بطارية متكاملة للدفاع الجوي. وهي مدمرة معدة للدفاع والهجوم على حد سواء، وهي تحمل صواريخ «آيغيس» وصواريخ ضد الغواصات، وصواريخ بحر بر، بينها صواريخ «توما هوك». وأشار المراسل العسكري للقناة العاشرة إلى أن هذه السفينة ليست معدة لمواجهة صواريخ كالتي أطلقها «حزب الله» على حيفا في حرب تموز 2006 وإنما لمواجهة صواريخ «سكود» وما هو أكبر. وأوضح أن قيمة هذه السفينة تكمن في أن وصولها وأمثالها إلى مقربة من الشواطئ الإسرائيلية يوفر دعما كبيرا للدفاعات الجوية الإسرائيلية حيث أنها جزء من منظومة «آيغيس» المضاد للصواريخ.
وكان قائد بطارية «باتريوت» أميركية تشارك في المناورة قد أخبر الصحافيين أن الهدف من المناورة بين الجيشين هو الاستعداد لمواجهة كل صدام مستقبلي. وقال: «إننا نعمل على التعاون مع إسرائيل تحسبا لأية مواجهة قريبة أو مستقبلية حتى تتمكن منظومات الدفاع الأميركية من مد يد العون لإسرائيل». وقال ضباط إسرائيليون إن المناورة وصلت إلى حوالى منتصفها وأنها سوف تستمر في الأسبوع المقبل. وأشار معلقون عسكريون إلى أن جزء كبيرا من المناورة جرى حتى الأن في المقرات القيادية ولكن لوحظ يوم أمس، أن القوة الأميركية في المناورة تدربت على إخلاء جرحى وإنزال جنود.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد