اليمن: تنظيم القاعدة» يقتحم القصر الجمهوري ويقتل 30 من الحرس الجمهوري
استقبل تنظيم «القاعدة» الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي الذي اقسم اليمين الدستورية أمام مجلس النواب (البرلمان) بمحاولة اقتحام القصر الرئاسي في المكلاً ما أدى إلى سقوط 30 قتيلاً غالبيتهم من الحرس الجمهوري الذي يقوده احمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني الذي سيسلم السلطة إلى هادي غداً الاثنين.
وكان الرئيس هادي ألقى خطاباً أمام البرلمان بعد حلفه اليمين تعهد فيه بنقل اليمن «من الشرعية التقليدية إلى الشرعية الوطنية المبنية على الحكم الرشيد»، وبناء دولة قوية عبر حوار وطني جاد، ودستور جديد يلبي الطموحات الوطنية، يؤدي إلى إيجاد المؤسسات التي لا تقوم على الشخصنة وتفعيلها وجعل الأمن واقعاً يلمسه المواطن باعتباره سابقاً لأي تنمية مطلوبة وقوة لأية قانون. وجدد التزامه محاربة «القاعدة» في اليمن معتبراً ذلك «واجباً دينياً ووطنياً».
ولم يتطرق هادي في خطابه إلى الرئيس السابق، الذي عاد إلى صنعاء فجر أمس من رحلة علاجية في الولايات المتحدة، وقال «إنني أقف هنا في لحظة تاريخية فارقة في عمر اليمن بعدما اكتملت العملية الانتخابية بنجاح لم يكن متوقعاً صنعه أبناء هذا الشعب الذي أكد للعالم أجمع قدرته على تجاوز المحن والصعاب بإرادة لم تنل منها تقولات المرجفين وكيد الكائدين».
وجاء رد التنظيم بعد ساعتين «مدوياً وعنيفاً» عندما فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة على إحدى بوابات قصر المكلا عاصمة محافظة حضرموت مخلفاً ثلاثين قتيلاً على الأقل، وعدداً من الجرحى من ضباط وجنود الحرس الجمهوري التابعين لكتائب حراسة القصر أثناء تناولهم طعام الغداء.
وقال محافظ محافظة حضرموت خالد الديني إن التحقيقات جارية لمعرفة هوية منفذ الاعتداء الإرهابي الغادر الذي استهدف القصر الجمهوري في المكلا، وفي حين أشارت مصادر محلية إلى احتمال أن يكون الانتحاري الذي نفذ الهجوم سعودي الجنسية ويتحدر من محافظة حضرموت يدعى محمد علي الصيعري، أكد المحافظ الديني أن الانتحاري لقي مصرعه وتمزق جسده إلى أشلاء. موضحاً أن السيارة من نوع « كيا « تاكسي تحولت هي الأخرى إلى قطع صغيرة متناثرة بفعل الانفجار القوي الذي هز منطقة فوه.
وأكد مصدر عسكري أن الاعتداء «يحمل بصمات القاعدة» مضيفاً أن الانتحاري قد يكون محمد السياري وهو سعودي التي تشكل المكلا عاصمتها. وكانت مصادر قريبة من تنظيم «القاعدة» أعلنت عبر مواقع إلكترونية المسؤولية عن الهجوم من دون كشف المزيد من التفاصيل، غير أن مصادر أمنية، وعسكرية متطابقة في المكلا أكدت لـ «الحياة» أن «الهجوم يحمل بصمات القاعدة لافتة إلى تواجد مسلحين من التنظيم بالقرب من موقع الهجوم اشتبكوا مع أفراد الحراسة بالأسلحة الرشاشة لأكثر من 15 دقيقة بعد التفجير الانتحاري.
وأشارت المصادر إلى محاولة مسلحي «القاعدة» اقتحام القصر الرئاسي، غير أن الجنود الذين نجوا من التفجير تصدوا لهم بسرعة وأجبروهم على مغادرة المكان بعد وصول تعزيزات من قوات الحرس الجمهوري المرابطة داخل محيط القصر.
يُذكر أن مجموعة مسلحة تابعة لـ «القاعدة» حاولت قبل يومين اقتحام القصر الرئاسي في عدن وتصدت لها قوات الحرس الجمهوري وتمكنت من دحر الهجوم وجرح إثنين من المهاجمين واعتقال اثنين آخرين.
من ناحية أخرى قتل جنديان من أفراد الشرطة العسكرية على يد مسلحين ينتمون إلى جماعة «الحراك الجنوبي» الانفصالية، في اشتباكات وقعت في حي المنصورة في عدن صباح أمس، عندما كانت قوات الشرطة تحاول اقتحام ساحة يتمركز فيها مسلحو «الحراك» وفتح الطريق العام الذي يسيطرون عليه منذ أسابيع.
وقالت مصادر أمنية في عدن إن الاشتباكات أسفرت أيضاً عن إصابة ثلاثة جنود، وطفلتين، بالإضافة إلى جرح 6 مسلحين. وتم إرسال تعزيزات أمنية إلى المنطقة تحسباً من اقتحامها مجدداً.
فيصل مكرم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد