اليمن: عشرات الضحايا في اشتباكات بين أنصار صالح وقبيلة حاشد

24-05-2011

اليمن: عشرات الضحايا في اشتباكات بين أنصار صالح وقبيلة حاشد

بعد يوم على تعليق مجلس التعاون الخليجي مبادرته لحل الازمة اليمنية التي رفض الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع عليها ثلاث مرات، خيّم جوّ من التوتر الشديد على المشهد اليمني لا سيما في اعقاب اندلاع اشتباكات عنيفة بين انصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الاحمرصحافيون يمنيون من وكالة «سبأ» وبينهم مصاب بشظية خلال مواجهات أمس في صنعاء (أ ب أ) من جهة وبين عناصر من الشرطة وموالين للنظام من جهة اخرى.
واعتذر الرئيس اليمني من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن محاصرة مناصريه للسفارة الاماراتية في العاصمة امس الاول، في وقت توالت الانتقادات الغربية لعدم توقيعه المبادرة داعية اياه الى «الوفاء بالتزاماته فورا».
وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية من الأطراف جميعها في «أقرب وقت ممكن لضمان تنفيذ الاتفاق وتجاوز الأزمة في اليمن»، فيما اعلنت الولايات المتحدة ان الفرصة لا تزال سانحة امام الرئيس اليمني للتوقيع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نحض الرئيس صالح على التحرك وحل هذا الوضع والخروج من المأزق». وأغلقت السفارة الأميركية في صنعاء القسم القنصلي أمام الجمهور لمدة يومين على الأقل لدواع أمنية. وقالت في بيان «بسبب الوضع الأمني الهش في المدينة تم اغلاق القسم القنصلي أمام الجمهور يومي 24 و25 ايار وسيتم تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الأميركيين فقط».
واتهمت فرنسا صالح بأنه شخص»غير مسؤول» لرفضه التوقيع، وهددت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بانه «اذا استمر الرئيس صالح في رفض احترام التزاماته فإن فرنسا مستعدة للتعامل مع العواقب الى جانب الاتحاد الأوروبي وشركائها الأوروبيين».
بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون أن وزراء خارجية دول الاتحاد أعربوا خلال اجتماعهم في بروكسل عن استيائهم وقلقهم إزاء ما يحدث في اليمن. وأضافت آشتون أنها ستناقش مع مجلس التعاون الخليجي الخطوات المقبلة مع اليمن قبل اتخاذ أي إجراء جديد «حتى تقف على الوضع القائم بالضبط».
وقُتل 6 اشخاص واصيب 39 بجروح في المواجهات قرب منزل الشيخ صادق الاحمر. وقال مكتب الاحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، ان خمسة من انصاره قتلوا واصيب 35 آخرون بجروح في مواجهات دارت في حي الحصبة السكني في شمال العاصمة. من جهتها ذكرت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الالكتروني ان «مواطنا قتل واصيب اثنان آخران نتيجة اطلاق النار بعشوائية من قبل المسلحين التابعين لاولاد الاحمر».
وافادت مصادر قريبة من الأحمر ان المسلحين من الشرطة ومن الحزب الحاكم حاولوا التموضع حول منزله، وحصلت اشتباكات، فيما ذكر مصدر امني ان الموالين للاحمر اقتحموا مدرسة دينية في الحي ذاته فتصدت لهم الشرطة.
وكان الاحمر الذي يعد الشيخ القبلي الاقوى نفوذا في اليمن، دعا صالح الى التنحي وانضم الى انتفاضة الشباب المطالبين باسقاط النظام ما افقد صالح دعما في غاية الاهمية.
وافادت وزارة الداخلية ان مسلحين تابعين لابناء الاحمر سيطروا على «المعهد العالي للارشاد» واطلقوا النار على مبنى وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ومبان اخرى في المنطقة، فيما ذكرت نقابة الصحافيين ان عددا من الصحافيين حوصروا في مبنى الوكالة بسبب الاشتباكات.
كذلك، سيطر مسلحو الاحمر على وزارة الصناعة والتجارة بحسب ما افاد مصدر رسمي، وذلك بعد ساعتين على اندلاع الاشتباكات بشكل متواصل في شارع الجامعة العربية حيث مبنى الوزارة. واكدت مصادر قبلية ان مسلحين من قبيلة الاحمر تحركوا من محافظة عمران الشمالية باتجاه صنعاء لمناصرة رجال الشيخ القبلي.
وتوقفت الاشتباكات بفضل وساطة قام بها رئيس الشرطة السياسية غالب القامش والنائب احمد ابو حرية، وفتح تحقيق لتبيان ملابسات ما جرى، بحسب مصادر قريبة من الشيخ الاحمر. وعلى الاثر انتشرت تعزيزات من لواء الحرس الجمهوري، الذي يضم قوات النخبة في الجيش والذي ما زال مواليا للرئيس، حول مقر وزارة الداخلية الذي يبعد عن منزل الشيخ الاحمر حوالى 500 متر، كما افادت المصادر نفسها.
الى ذلك، افادت وكالة انباء الامارات ان الشيخ خليفة تلقى اتصالا من صالح «قدم خلاله اعتذاره على ما تعرضت له سفارة الدولة في صنعاء الاحد الماضي». وكان مئات المسلحين من انصار صالح حاصروا السفارة الاماراتية حيث كان يتواجد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي، وذلك رفضا للمبادرة الخليجية وبهدف عرقلة توقيعها من قبل صالح. وتم اجلاء الزياني والسفير الاميركي بواسطة مروحيتين.
من جهتها، نقلت «سبأ» عن مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية اعرابه عن «اسفه الشديد لما حدث امام سفارة الامارات الشقيقة». وقال «ما من شك ان ما حدث تصرف غير مسؤول وغير مقبول ولكن من المؤكد ان الإمارات لم تكن مستهدفة به». واشار المصدر الى ان «الجماهير الغاضبة التي خرجت معلنة رفضها التوقيع على المبادرة لم ينج من غضبها حتى رئيس الجمهورية وأكثر من 1500 عضو من أعضاء اللجنة الدائمة والهيئات العامة للمؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب التحالف الوطني الديموقراطي». وشدد المصدر الرئاسي على ان «الحادث العارض لا يؤثر بأي حال على العلاقات الأخوية الحميمة والمتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين».
في هذه الاثناء، واصل المحتجون المعارضون لصالح تحركاتهم الميدانية بالتنسيق مع شيوخ العشائر. وقال الناشط وليد العماري «سنتصل بزعماء العشائر ورجال القبائل لمساعدتهم على أن يفهموا أن الرئيس مراوغ ولكي ننصحهم بألا ينجروا إلى حرب أهلية».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...