انتقاماً من ديك الجن؟! جريمتان مروعتان في حمص

18-08-2008

انتقاماً من ديك الجن؟! جريمتان مروعتان في حمص

تشتهر محافظة حمص السورية بأمرين: النكات والشعراء. ومن بين أشهر شعراء حمص ديك الجن الذي كانت له ـ فيما يروى ـ جارية حسناء يحبها حباً جماً, ولكنه اكتشف خيانتها له مع أحد غلمانه فأشهر سيفه وقتلهما معاً, وبكاها بعد ذلك طويلاً. وإذا كان الكثيرون يعتبرون فعلة ديك الجن بطولة تستحق الثناء, فإن هناك من ينظر إليها كجريمة حقيقية موصوفة. وإذا صح هذا التفسير فيبدو أن شبح ديك الجن ـ المجرم وليس الشاعر ـ قد خيم خلال شهر أيار الماضي على محافظة حمص التي شهدت جريمتين مروعتين لا تختلفان كثيراً عن القصص التي نراها في الأفلام الهوليودية التي يحتمل أن يكون دورها في انتشار الجريمة عبر العالم أكبر بكثير من أي عامل آخر.
وفي تفاصيل الجريمة الأولى أن شاباً (20 عاماً) يعمل في شواء اللحم في الشارع المحاذي لجامع خالد بن الوليد قام باستدراج فتاة ذات ثمانية أعوام إلى بناية قيد الإنشاء في الشارع المجاور لمكان عمله, وجردها من ثيابها واعتدى عليها بشكل وحشي, ثم رماها من الطابق الخامس, ففارقت الحياة, بينما فر هو من المدخل الخلفي للبناية. ولكن لم تكد تمض ساعات حتى ألقت القوى الأمنية المختصة القبض عليه, فاعترف بما قام به, وحول إلى القضاء المختص لكي ينال جزاء ما اقترفت يداه. وقد تبين أن هذا الشاب صاحب سوابق في التحرش الجنسي ويتعاطى أنواعاً من الحبوب المخدرة, ولكن هذا لا يجب أن يشفع له أو يخفف عنه حكم الإعدام الذي طالب به مئات المواطنين الذين تجمهروا عفوياً أمام مبنى المحافظة, والآلاف الآخرون الذين شاركوا في تشييع الطفلة المغدورة. ووفقاً لما ذكر بعض الأهالي فقد شهد نفس الحي الذي كان مسرحاً لهذه الجريمة الرهيبة قبل حوالي عشرين عاماً جريمة قتل طفل بعد الاعتداء عليه ارتكبها قصاب أيضاً، حيث قام بتقطيع أوصال الطفل بعد الاعتداء عليه، وقد تم تنفيذ حكم الإعدام به جزاء على فعلته الشنيعة.
أما الجريمة الثانية فقد حدثت في قرية مرمريتا من قرى وادي النضارة في ريف حمص, وهي قرية وادعة جميلة ذات طبيعة سياحية خلابة, ولم يسبق لأهاليها ولأهالي البلدات المجاورة أن شهدوا جرائم كبيرة كهذه الجريمة التي ذهب ضحيتها رجل بحدود الأربعين من عمره وجد مضرجاً بدمائه داخل منزله وبجواره بندقية صيد عيار 12 ملم, وكان الظن في البداية أنه انتحر بتلك البندقية, ولكن ما أثار شكوك الشرطة هو عدم وجود بصمات على البندقية المفترض أنها أداة الانتحار, وبعد التحقيق والتفتيش الدقيق لمنزل المغدور تم العثور على تسجيلات صوتية تضمنت مكالمات هاتفية غرامية بين زوجة المغدور وشقيقه الذي يصغره بخمس سنوات. وسرعان ما تبين أن الاثنين كانت تربطهما علاقة غرامية منذ أكثر من سبع سنوات, وقد خططا للجريمة معاً لكي يخلو لهما الجو, وقامت الزوجة بالتنفيذ مستخدمة جوارب نسائية أخفت بصماتها عن البندقية. وتبين من التسجيلات التي عثر عليها أن الزوج المغدور كان على علم بخيانة زوجته وشقيقه له, وربما علما بذلك وخافا من انتقامه فتغديا به قبل أن يتعشى بهما, وهذا يجعلنا أمام قصة معكوسة لقصة ديك الجن التي بدأنا بالكلام عنها وعن النكات الحمصية التي تقول إحداها عن هذه الجريمة الأخيرة: يبدو أن ديك الجن وجاريته وغلامه قد تقمصوا في هؤلاء الأشخاص الثلاثة في مرمريتا, ولكن الآية انقلبت, وقاما هما بقتله انتقاماً مما فعله بهما في الماضي!. ربما تضحكنا هذه النكتة قليلاً, ولكن الجريمة تظل جريمة, ويجب أن تبكينا كثيراً.. كثيراً.

الجمل : د. عمار سليمان علي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...