انعكاس نتائج الانتخابات الأمريكية على العلاقات مع سوريا

الجمل: تفيد المعلومات الصادرة في واشنطن بأن 43 مسؤولاً أمريكياً ينتمون إلى جماعة المحافظين الجدد (يتمركزون بشكل رئيسي في البنتاغون)، أصبحوا في مواجهة عملية تطهير وشيكة الحدوث ومن المتوقع أن تمتد عملية التطهير إلى المرافق الهامة الأخرى والفائقة الحساسية مثل: البيت الأبيض، مجلس الأمن القومي، وزارة الخارجية الأمريكية، وزارة الخزانة، وكالات المعونة الأمريكية إضافة إلى وكالة الأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وتعليقاً على هذه المعلومات يقول تقرير واينمادسون الأمريكي الاستخباري: بأن تطهير مجموعة المحافظين الجدد هذه سوف تؤثر بشكل إيجابي على العلاقات الأمريكية – السورية إضافة إلى أن الفريق المكون من 41 شخصاً والذي يتوقع أن يقدم مساندته للرئيس جورج بوش خلال العامين القادمين معظمهم يتبنون وجهات نظر تثني على دور سوريا وتعاونها السابق في فترة عملية عاصفة الصحراء.
كذلك يقول التقرير بأن عملية إلقاء الإدارة الأمريكية في الفترة السابقة اللوم على سوريا في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لا معنى لها لأن الاغتيال – بحسب رؤية التقرير، قد تم وفقاً لمخطط أعدته جماعة المحافظين الجدد في إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك من أجل تطبيق خطة التخلص التام (Aclean Break) التي أعدها ريتشارد بيرل بناء على طلب بنيامين نتنياهو، وهدفت لإخراج القوات السورية من لبنان تمهيداً لشن حرب عدوانية إسرائيلية ضد حزب الله وسوريا وإيران والفلسطينين.
وحالياً، بحسب إفادة التقرير، فإن لجنة بيكر (مجموعة دراسة العراق) المكونة من 41 شخصاً ومن بينهم روبرت غاتز المرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي يمكن القول بأن قيامها بالمشاورات مع دول الجوار الإقليمي للعراق ومن بينها سوريا هو أمر في حد ذاته يؤدي إلى التخلي عن اتهامات جماعة المحافظين الجدد ضد سوريا ويسند كاتب التقرير هذا الرأي إلى مصادر استخبارية أمريكية كذلك يقول بأن المباحثات والنقاشات غير المعلنة التي تمت مع دمشق سوف تؤدي إلى الحد من الجهود الرامية إلى تشكيل محكمة دولية خاصة بلبنان.
كذلك فإن المستشارين السياسيين (الواقعيين) الذين بدأوا تقديم المساعدة للرئيس بوش قد بدأوا بالأساس في اتخاذ الخطوات الهادفة لإلقاء اللوم في عملية اغتيال الحريري على مهربي الأسلحة المنتمين إلى المافيا الروسية – الإسرائيلية الذائعة الصيت وعلى فيكتوربوت متعاقد النقل الجوي مع البنتاغون.
ويعتقد كاتب التقرير بان تنفيذ مخطط إلقاء اللوم والمسؤولية عن عملية الاغتيال بهذه الطريقة سوف يتضمن إشارتين إيجابيتين:
• بالنسبة لدمشق، سوف يؤدي ذلك إلى طمأنتها بأنه لن تتم عملية استهدافها.
• بالنسبة لتل أبيب، سوف تفهم بأن عملية إلقاء اللوم بخصوص الاغتيال سوف تكون فقط بالقرب منها ولكنها لن تكون بتاتاً على النحو الذي يصل إلى عتبة بوابة جهاز الموساد الإسرائيلي وحلفائه من جماعة المحافظين الجدد في الإدارة الامريكية.
تقول المعلومات الواردة في التقرير  بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تكن سخية وكريمة مع مهرب السلاح ومتعهد النقل الجوي اليهودي الروسي فيكتور بوت في منحه قدراً كبيراً من عقود النقل اللوجستي وحسب، بل إن كوندوليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية عندما كانت تتبوأ منصب مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، سبق أن قامت برفض عرض قدمته دائرة بوليس الشارقة بإلقاء القبض على فيكتور بوت في مطار الشارقة الدولي وقد أخطرت كوندوليزا رايس آنذاك المخابرات الأمريكية ووكالات وأجهزة إنفاذ القانون والنظام في أمريكا قائلة بأنه عندما يصل ويتعلق الأمر بفيكتور بوت فإنه يتوجب عليهم (النظر عن كثب فقط.. دو المساس بأي شيء).
محكمة براميريتز المفترضة تجد الدعم والمساندة القوية بواسطة جون بولتون السفير الأمريكي بالأمم المتحدة، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ولكن  مع مجيء مجموعة الـ(41) مستشاراً الحالية لبوش والتي سوف تشرف على البنتاغون من اجل تطهير شبكة عناصر المحافظين الجدد البالغ عددها 43 عنصراً، فمن المحتمل  أن وزارة الخارجية الأمريكية ستجد أن مخططاتها حول محكمة لبنان الجنائية الدولية قد أصبح لا معنى ولا جدوى منها. خاصة وأن مجموعة الـ(41) مستشاراً هذه مصممة على دعم العلاقات الأمريكية مع سوريا وأيضاً على دعم الرئيس اللبناني الحالي ايميل لحود..
وسوف تتعزز مصداقية هذا التوجه الجديد بقدر اكبر- وفقاً للتقرير- إذا رفض مجلس الشيوخ الجديد إعتماد ولاية جون بولتون في منصبه كسفير أمريكي بالأمم المتحدة. ويرى مراقبون بأنه محاولة الرئيس بوش إقناع مجلس الشيوخ باعتماد ولاية بولتون هي (محاولة ميتة) بكل المقاييس.

الجمل: قسم الدراسات الترجمة