بسبب الحصار ورود الحب طعاماً لماشية غزة
تحوّل «عيد العشاق» (فالنتاين داي) الذي يصادف اليوم، من عيد للحب والخير والنعيم الى نقمة وخسائر فادحة مُني بها مزارعو الزهور في قطاع غزة. فبدلاً من ان تكون زهورهم رمزاً وجسراً للحب بين الشعوب، أصبحت طعاماً غير مألوف لكثير من الحيوانات والماشية التي التهمت كميات كبيرة منه خلال الأيام والأسابيع الماضية بعدما «ضربت» إسرائيل موسم تصديره الى العالم من خلال الحصار الذي تفرضه على القطاع.
وتمكن المزارعون الفلسطينيون من تصدير نحو خمسة ملايين زهرة من أصل 60 مليون زهرة يتم تصديرها سنوياً الى «بورصة الزهور» في أمستردام، ينتجها نحو 500 دونم من خلال دفيئات زراعية تبلغ تكلفتها نحو 5.5 مليون دولار قبل التصدير.
ويبدأ موسم زراعة أشتال «زهرة القرنفل الأميركي» من 30 لوناً، من بينها الأحمر القاني لون «عيد العشاق»، أواسط حزيران (يونيو) ويستمر حتى أواسط أيار (مايو) من العام الذي يليه، أما الشهر الباقي فيكون بمثابة فترة «استراحة» للأرض.
وقال ماجد ابو حدايد أحد كبار مزارعي زهور القرنفل في القطاع ان أشتال الزهور تحتاج الى رعاية مدتها خمسة أشهر قبل ان يبدأ المزارع بقطف الزهور بغية تصديرها بداية موسم التصدير أواسط تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام. وأضاف أنه يرعى الزهور خلال الاشهر الخمسة كما يرعى أولاده، مشيرا الى ان الـ500 دونم المزروعة ازهارا في القطاع تدر أرباحاً تُقدر بنحو 13 مليون دولار يذهب نصفها كنفقات للتصدير.
الشيء نفسه قاله أيمن عوكل من رفح الذي يزرع أشتال زهور في نحو 60 دونماً بالشراكة مع أشقائه الستة، والذي قال انه كان يتوقع هذا العام ان يُدر دخلاً ممتازاً في حال سمحت اسرائيل بتصدير زهوره الى هولندا، محملا اسرائيل المسؤولية بسبب اغلاق معبر «كرم ابو سالم». وأشار الى ان عدداً كبيراً من المزارعين بدأ بخلع الأشتال من الأرض حتى يقلص من التكاليف اليومية للزهور، ومن بينها أجرة العمال والمياه والكهرباء والمبيدات.
ولفت ابو حدايد وعوكل الى أنهما وبقية المزارعين كانوا يعولون على الموسم الحالي لتحقيق أرباح مجزية تساعدهم في تسديد ديون سابقة مستحقة عليهم لتجار فلسطينيين وشركات اسرائيلية. وأشارا الى ان «العمود الفقري» لموسم تصدير الزهور في القطاع يتمثل في عيد الحب، من دون ان يغفلا الأعياد الأخرى، من بينها عيد الميلاد المجيد، وعيد المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من الشهر المقبل، وبدرجة اقل عيد الأم في 21 من الشهر نفسه، وعيد الأم في بريطانيا في الثاني من الشهر المقبل.
بدوره، قال رئيس جمعية منتجي الزهور في قطاع غزة محمود خليّل ان الجمعية المكلفة استيراد الأشتال من هولندا عبر شركات اسرائيلية ومستلزمات تصدير الزهور عاجزة اليوم عن الإيفاء بالتزاماتها المالية نظراً لتدمير الموسم الحالي. ووصف خليّل الذي يصدر عبر جمعيته نحو 20 في المئة من زهور القطاع، الإجراءات الاسرائيلية بأنها تدمير للاقتصاد الفلسطيني وعقاب جماعي في حق الشعب الفلسطيني. واعتبر ان الحجج الأمنية التي تستخدمها اسرائيل لتبرير إغلاق معبر «كرم ابو سالم» واهية وغير صحيحة، مستدلاً على ذلك بأن اسرائيل تسمح بإدخال منتجاتها الزراعية الى القطاع عبر المعبر نفسه، في الوقت الذي ترفض تصدير الزهور والتوت الارضي (الفراولة) عبره.
وناشد ابو حدايد وعوكل وخليّل الرئيس محمود عباس التدخل العاجل لإنقاذهم وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم.
إضافة تعليق جديد