بشرى سارة لمن يجلطه الأمر : تدشين خدمة الانترنيت اللاسلكي
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب: بتكلفة إجمالية وصلت إلى "575 ألف و328 دولار أميركي" دشنت الحكومة خدمة الانترنيت اللاسلكي بتقنية "واي فاي" التي تتيح لمستخدمي الإنترنت تصفح المواقع لاسلكيا عبر نقاط ساخنة منتشرة في العاصمة كمرحلة أولى وفي باقي المحافظات في المرحلة الثانية للحصول على المعلومات في أي مكان تتوافر فيه الخدمة داخل حيز الشبكة اللاسلكية دون التقيد بالأسلاك والحصول على خدمة الشبكة العالمية للمعلومات "الإنترنت" بسرعات عالية.
وقال السيد مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية إن هذا المشروع يهدف إلى تقديم أفضل الخدمات وأحدثها في سوق الإنترنت لتلبية رغبات مستخدمي الكمبيوترات المحمولة للحصول على المعلومات في أي مكان تتوفر فيه الخدمة داخل حيز الشبكة اللاسلكية دون التقيد بالأسلاك والحصول على إنترنت بسرعات عالية. وأضاف في تصريحه قائلاً " إن خدمة "واي فاي" تأتي لتواكب التطورات الحاصلة في قطاع الاتصالات وخاصة قطاع المعلومات والإنترنت وستوفر سهولة الولوج إلى الشبكة العالمية من خلال الإنترنت اللاسلكي للجميع عبر استخدام كروت بأسعار مختلفة حسب الحاجة، موضحا أن الوزارة أنشأت في إطار هذا المشروع 11 موقعا للنقاط الساخنة في العاصمة ، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إنشاء مواقع في معظم محافظات الجمهورية.
هذا الخبر يا سادة ليس من سورية الحديثة، بل من اليمن الشقيق ، فلا تؤاخذونا إن تشابه الأمر عليكم ، وسامحونا إن جعلناكم تعيشون حلماً لن يتحقق في زمن قريب ، وليكن عزاؤكم أن الخبر السعيد هو من بلد عربي فقير و مشحر و معتر وعلى الحديدة ، فنحن في سورية قلب العروبة النابض قوميون للعظم ،فلا فرق بين اليمن والشام ، فكلاهما بارك فيه الله والرسول ، وإنجاز الأشقاء اليمنيين مفرح لنا ، لكن هذا القلب النابض يخشى عليه من جلطات كثيرة، الجلطة الأولى هي أن خدمة الانترنيت في سورية من أسوأ... أيُّ أسوأ ؟؟
بل أسوأ خدمة إنترنت في العالم على الإطلاق ، فبينما بدأ الأشقاء في اليمن السعيد الاستفادة من خدمة الانترنيت اللاسلكي ، وستلحق بهم "جيبوتي" خلال أشهر سابقة بذلك جمهورية جزر القمر الشقيقة، نداوي نحن قلوبنا من الجلطات التي تسببها خطوط الانترنيت السلحفاتية التي نستخدمها بأجور مرتفعة ، فمن انقطاع الخط الفجائي إلى البطء الشديد ، إلى حجب المواقع الكيفي، فالمخدم الفلاني يحجب مالا يحجبه المخدم العلتاني وهذا الفرع غاضب على هذا الموقع وتلك الجهة ممتعضة من النقد غير البناء في ذاك الموقع و هلم جراً ، وإذا أردت أن تتصفح موقع جريدة عربية على الشبكة لزمك من المال ثمن 5 جرائد لتتمكن من فتح كل صفحاتها ، إذ يمكنك أن تتناول فطورك وتشرب قهوتك ريثما تفتح صفحة الموقع ،ويمكنك أن تكتب رسالة مطولة لصديق أو عدة أصدقاء بانتظار افتتاح مغارة علي بابا المسماة بريدك الإلكتروني ، والجلطة الثانية عندما تقرر أن تشترك في خدمة adsl فمبلغ فاتورتك لثلاث ساعات يومياً فقط يعادل تقريباً الاشتراك الشهري بها ( 2400ل.س) وهو رقم ولا شك مهول ، فتمني نفسك بتوفير مبلغ ما وزيادة السرعة والتمتع بالاتصال بالشبكة طوال الوقت مع عدم مشغولية خطك الهاتفي و راحتك من " نق " أفراد الأسرة نتيجة انشغال الهاتف عند اتصالك بالشبكة ، تذهب إلى المقسم ليجيبك الموظف المختص دون أن ينظر في وجهك : لا خطوط حالياً .
والجلطة الثالثة وهي دماغية قاتلة (بحجم حبة الحمص) اللهم عافِنا يا رب ! تصاب بها عندما تستمع إلى المسؤول المختص خطيباً في المجلس الإنتاجي ومؤتمر مديري المحافظات في المؤسسة العامة للاتصالات وبالأخص عندما يقرر ويجزم : لن نسمح منذ اليوم باحتقار المواطن !!ويلقي بالمسوؤلية حول سوء خدمة الانترنيت على الشركة الكندية التي بلفت الوزارة والمؤسسة ( شو ملاعين هالكنديين ) ، واعداً بالضرب بيد من حديد على الفاسدين ومحاربة "الحرامية" في المؤسسة ، مكيلاً المديح لهذا ومسهبا في تعداد مزايا ذاك ، ومنحنياً لكفاءة مدير ،وفخوراً بمجموعة عمال.
كان المسؤول صريحاً جداً في ذلك المؤتمر بتعداد مكامن التقصير والفساد وهو يطلق الوعود لما سيتم تنفيذه في العام القادم ، ونقول له بصراحة :الحق الوزير اليمني لورا الباب .. باب المندب وليس باب قاعة المؤتمر القادم بعد سنة .
الجمل
إضافة تعليق جديد