بقعة التلوث في لبنان تضرب عمق البحر

قالت جماعة غرين بيس للحفاظ على البيئة انها اكتشفت كميات كبيرة من التلوث النفطي في قاع البحر بالقرب من الشواطئ اللبنانية.

وأعلنت الجماعة أن هذا التلوث هو جزء من التلوث النفطي الكبير الذي حدث نتيجة ضرب اسرائيل لخزانات الوقود في منطقة الجية الساحلية جنوب بيروت، في أواسط شهر يوليو/ تموز الماضي.

وطالبت غرين بيس باتخاذ اجراءات عاجلة لحماية البيئة والحفاظ على الحياة البحرية في المنطقة.

وكانت بقعة نفطية هائلة تقدر بما بين 10,000 الى 15,000 طن من الوقود عالي السموم، قد تسربت الى البحر المتوسط بعد أن قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية خزانات الوقود بمحطة توليد الكهرباء في منطقة الجية اللبنانية.

والتقط الغواصون اللبنانيون صورا بالفيديو تبين وجود طبقة من التلوث النفطي في قاع البحر يبلغ سمكها 10 سنتميرات.

وعبر ريك شتاينر، الباحث المختص في التسربات النفطية بجامعة ألاسكا عن شعوره بالصدمة لما تم الكشف عنه.

وقال شتاينر: " انني لم أر تلوثا فظيعا مثل الذي تشهده الشواطيء اللبنانية على مدى سنوات عملي الطويلة في هذا المجال".

وأضاف شتاينر أن علاج هذا التلوث سيكون أمرا عسيرا، خاصة وأن وجود النفط في مياه البحر يهدد جميع المخلوقات البحرية.

ولم يفحص الغواصون حتى الأن سوى مساحة بسيطة من قاع البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، ولكن ما اكتشفوه يدعو الى مزيد من الفحص والدراسة لأثر ما جرى من تلوث على بيئة المنطقة.

ولم تسمح اسرائيل للعاملين في برنامج الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة سوى بالفحص الجوى فقط للمنطقة المنكوبة، بسبب استمرار فرض اسرائيل الحظر البحري والجوي على لبنان.

ودعت زينة الحاج، منسقة العمل لجماعة غرين بيس في بيروت الى اتخاذ اجراء عاجل لمعالجة التلوث.

وقالت زينة ان الاسراع بازالة بقعة النفط من على سطح البحر يعني حماية المخلوقات البحرية، وعدم انتشار التلوث الى قاع البحر.

وأشارت منسقة العمل في غرين بيس الى أن لبنان يعاني من كارثة بيئية كبيرة، ولكن الجهود المبذولة تكاد تكون منعدمة.

ووصفت زينة الحاج البيئة بأنها ضحية أخرى من ضحايا النزاع الذي شهدته الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

وكانت الحكومة اللبنانية قد وافقت مؤخرا على خطة لمعالجة التلوث النفطي تتضمن عملية تنظيف للشواطيء.

ولكن الدليل الجديد على وصول التلوث الى قاع البحر يضيف عبئا آخر على كاهل الحكومة اللبنانية.

ويرى الخبراء أن عملية تنظيف التلوث البيئي ستكون طويلة ومعقدة، وقد تستغرق عدة أشهر.

المصدر: BBC