بوشهر نووية رسمياً.. والتخصيب لن يتوقف

18-12-2007

بوشهر نووية رسمياً.. والتخصيب لن يتوقف

تسلمت طهران أمس، أولى شحنات اليورانيوم الروسي المخصب، لتصبح محطة بوشهر، نووية بشكل رسمي، في خطوة رسمت علامات استفهام حيال المقاربة الروسية الاميركية المشتركة، بعدما أيدتها واشنطن بشكل مفاجئ ورأت انها كفيلة بإقناع ايران بوقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما رفضته طهران على الفور.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية انه «في 16 كانون الاول بدأ تسليم الوقود من جانب روسيا لمحطة الطاقة الذرية الايرانية في بوشهر»، بعدما اعلن مسؤولون روس ان موسكو حصلت على ضمانات جديدة من طهران قبل ان ترسل الوقود، الذي ستصل شحنته الأخيرة في شباط العام المقبل، مما سيتيح للمحطة العمل بعدها بستة شهور. واعتبر البيان ان «الأوضاع الجديدة التي تولدت، ستسمح لإيران باتخاذ خطوات مطلوبة منها.. من أجل إعادة الثقة في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي».
واكد رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا اغازاده، وصول الدفعة الاولى من الوقود النووي الروسي، الذي سيكون مسار توظيفه تحت الاشراف التام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال «سيتواصل تسليم الوقود وسيتم اعطاء ايران كل شيء حسب الجدول الزمني»، رافضا الربط بين تسليم الوقود النووي وعمليات التخصيب الجارية. واوضح «لا حديث عن وقف التخصيب. لا توجد أي صلة مع تجميد التخصيب. التسليم (الوقود) ليس في اطار قرارات (الامم المتحدة) ولا في اطار المحادثات».
وكشف اغازاده عن بناء «مفاعل نووي جديد بقوة 360 ميغاوات في دارخوين». وكان مسؤولون اعلنوا في وقت سابق ان مهندسين ايرانيين بدأوا العمل على بناء مفاعل جديد لانتاج الكهرباء، الا ان هذه أول مرة يكشف فيها مسؤول ايراني عن موقع المفاعل. واضاف «يجب الحصول على الوقود لهذه المحطة التي تستلزم عملية البناء فيها سنوات عديدة، من منشأة نتانز.. التي نحتاج الى تطويرها حيث يوجد فيها حاليا 3 آلاف جهاز طرد مركزي».
كما قال مدير «مركز دراسة إيران المعاصرة» في موسكو رجب صفاروف «إننا على علم بأن القيادة الإيرانية ستعرض على روسيا بناء محطتين اخريين بقدرة 3 آلاف ميغاواط وبكلفة 4 مليارات دولار تقريبا». وأضاف ان «العرض سيقدم إلى روسيا بصورة رسمية في أقرب وقت ممكن»، معتبرا في الوقت ذاته ان «تجهيز محطة بوشهر بالوقود النووي، يقلل من احتمال الحل العسكري للنزاع الدائر حول البرنامج النووي الإيراني».

وفي اجتماع عام قرب واشنطن، قال الرئيــس جورج بوش إنه يؤيد إرسال روسيا اليورانيوم المخصـــب الى ايــران. واوضح انه «ان قام الروس فعــليا بتســليم اليورانــيوم الى ايران كما اعلنوا، وان كانــت لديــهم النية ان يفعلوا ـ وهي فكرة اؤيدها ـ واذا قبل الايرانيون هذا اليورانيــوم لاغراض محطات الطاقة النووية المدنية، عندئذ ليس ثمة ما يدعوهم الى معرفة كيفية التخصيب». وجدد قوله ان «ايران تشكل تهديدا للسلام، ايران كانت تشكل تهديدا للسلام، وايران تشكل اليوم تهديدا للسلام، وايران ستشكل تهديدا للسلام اذا لم توقف نشاطاتها في مجال التخصيب».
وكان المتحدث باسم البيت الابيض غــوردون جــوندرو اعتبر انه «إذا كان الروس يزودون إيران بالوقود فإنه ما من سبب يدعو الإيرانيين لتخــصيب اليورانيوم بأنفسهم.. لقد اتصل بنا الروس في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بخططهم.. ما زال المجتمع الدولي متحدا في رغبته أن يلتزم النظام الإيراني بقرارات مجلس الأمن الدولي».
من جهتها، سارعت اسرائيل الى التنديد بالموقف الايراني الرافض لوقف التخصيب. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان امام الكنيست «ما من شك بان مواصلتهم لتخصيب اليورانيوم حتى بعد الحصول على الوقود النووي من روسيا، يعني ان هذا الوقود لن يستخدم لاغراض انتاج الطاقة السلمية.. لا يوجد تفسير غير السعي لحيازة السلاح النووي».
وكان الملحق العسكري الإســرائيلي لدى الولايــات المتحدة بيني غانتز، اعتبر في وقت سابق ان أي «خطأ» في تقيــيم «الخطر النووي الايراني»، يحمل إمكانية تغيير مسار المجتــمع الدولي ويمكن إيران من أن تصبح دولة نــووية، وذلك في اشارة الى التقرير الاخير للاستخــبارات الاميركية، الذي اعتبر وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير انه يوفر مزيدا من الوقت للتفاوض على حل، في وقت اعلنت وزارة الخارجية الاميركية عن محادثات جديدة تجريها اليوم الدول الست حول الملف النووي الايراني.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...