تحذير إيراني لقطر وإسرائيل من التدخل في الشأن السوري و الإبراهيمي عالق بين رفض السلطة والمعارضة
سجل تطور ميداني لافت امس تمثل في سيطرة الجيش السوري على بلدة العتيبة التي تعتبر مدخلاً مهماً الى منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وفي هذا الوقت كانت مهمة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، تتعرّض للهجوم من طرفي النظام والمعارضة على السواء. اما ايران، فقد وجّهت ما يشبه التحذير لقطر بسبب تدخلها في شؤون سوريا والمنطقة «بما هو أكبر من حجمها وطاقتها».
وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان نشرته وكالة (سانا)، إن «الإحاطة التي قدّمها الإبراهيمي أمام مجلس الأمن في 19 نيسان الحالي اتسمت بالتدخل بالشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية، وبالبعد عن الحياد الذي يجب أن تتصف به مهمته كوسيط دولي». وأوضحت أن «سوريا تعاونت وستتعاون مع الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة فقط، لأن الجامعة العربية هي طرف في التآمر على سوريا».
وأكدت أن «استمرار الإبراهيمي في مهمته يتطلب أن يبرهن على حياديته كوسيط أممي يلتزم ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ويدرك أن الشعب السوري وحده صاحب القرار بتقرير مستقبله واختيار ممثليه من دون تدخل من أي طرف، وعلى الإبراهيمي ألا ينحاز إلى جهة دون أخرى، ولاسيما إذا كانت هذه الجهة مؤلفة، كما بات معروفاً للجميع، من مجموعات مقاتلة تتبع جبهة النصرة المتصلة بتنظيم القاعدة الإرهابي، والتي تمارس أعمال الإرهاب ضد الشعب السوري».
وأضاف البيان «نتوقع من الإبراهيمي إذا أراد نجاح مهمته أن يبدأ العمل مع الأطراف المعنية لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره، وفضح الدور الذي تمارسه بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا إضافة إلى تركيا ودول عربية مثل قطر والسعودية، التي تقوم جميعها بتمويل إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحتها وتسليحهم وتدريبهم وتهريبهم إلى سوريا».
ومن جهته، هاجم «الائتلاف» المعارض، في بيان على موقعه على «فايسبوك»، الإبراهيمي. وذكر «بعد مهمة تبحر للشهر الثامن على التوالي، لم يقدم خلالها المبعوث الأخضر الإبراهيمي أي خطة محددة لإنهاء عمليات القتل ضد الشعب السوري، يدّعي في تقريره الأخير (أمام مجلس الأمن) وجود آلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا، ناسباً ذلك إلى مصادر لم يسمّها، ومتخذاً في تقدير آخر من مصادر مقربة من النظام مرجعاً وصفه بأنه موثوق».
وأضاف البيان إن «خلاصة تصريحاته وجولاته المستمرة بين عواصم العالم، ورعايته لملف الأزمة حتى وصوله إلى ما هو عليه الآن، وامتناعه عن تقديم استقالته، ورفضه إعلان فشله ومن ثم تحمل مسؤولياته تجاه المهمة الموكلة إليه، هو المحصلة العملية لثمار مهمته».
ووجّه رئيس «الائتلاف» المستقيل أحمد معاذ الخطيب رسالة متلفزة إلى أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله طالبه فيها «بسحب مقاتلي الحزب من سوريا». وكان «المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر» لؤي المقداد أعلن رفضه دعوة رجلي الدين أحمد الأسير وسالم الرافعي إلى «الجهاد» في سوريا.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، خلال نقاش في مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، إن الإبراهيمي كرر، خلال جلسة مجلس الأمن الجمعة الماضي، «دعوة الأمين العام (بان كي مون) إلى وقف تدفق الأسلحة الموجّهة إلى الطرفين في سوريا، ودعا مجلس الأمن إلى التفكير في فرض حظر على الأسلحة». وأضاف إن الإبراهيمي «أكد الحاجة للوصول إلى حل سياسي يرتكز على أساس بيان جنيف» الذي حدد المبادئ من أجل انتقال سياسي في سوريا و«حذر من العسكرة والتطرف المتناميين داخل سوريا».
وأعلن فيلتمان أن السلطات السورية لم تعط موافقتها بعد على مهمة محققي الأمم المتحدة التي يفترض أن تنظر في الاتهامات المتبادلة باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا. وقال «لا نزال في محادثات مع الحكومة السورية حول حجم هذه المهمة وسبل عملها».
وحذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي «مسؤولي الكيان الصهيوني من مغبة شنّ عدوان علي سوريا»، موضحاً «إنهم يعلمون جيداً بأن أي هجوم عسكري علي سوريا سيتحوّل إلى حرب شاملة تعمّ أرجاء المنطقة كافة».
وحول الدور الإقليمي في عرقلة حل الأزمة السورية، أكّد بروجردي أن «قطر والسعودية تحولان دون حل الأزمة السورية والتوصل إلى وقف إطلاق النار».
وحول ما إذا كانت إيران حذرت قطر أم لا بشأن القضية السورية، قال بروجردي «إننا نعتقد بأن القطريين يتدخلون في شؤون المنطقة بما هو أكبر من حجمهم وطاقتهم، لذا فإننا سنقوم بالإجراءات اللازمة في هذا الصدد لحل القضية السورية سياسياً». وأضاف إن «السياسة التركية تؤجج الأزمة في سوريا، وأنقرة تنتهج سياسة إثارة النعرات الطائفية هناك».
المصدر: سانا+ وكالات
إضافة تعليق جديد