تحليل شائعات الحرب السورية – الإسرائيلية

11-07-2007

تحليل شائعات الحرب السورية – الإسرائيلية

الجمل:  نشرت وكالة الـ (يونايتدبرس انترناشونال) يوم 9 تموز 2007 تحليلا أخباريا أعده محرر الشؤون الدولية حمل عنوان (تحليل: شائعات حرب سورية- إسرائيل) يقول التحليل:
مصادر عليمة جدا في واشنطن تتخوف من أن مواجهة بين سورية وإسرائيل قد تحدث هذا الصيف وتقول المصادر بأن المخابرات السورية مشغولة بالتقارير الجارية حول عدوان إسرائيلي وشيك عبر مرتفعات الجولان وبينما يعتقد آخرون بأن سورية هي التي تهيء للحرب.
دينيس روس، مفاوض الولايات المتحدة السابق للشرق الأوسط نقلت عنه صحيفة إسرائيلية قوله بأنه يعتقر (بوجود خطر حرب) بين سورية وإسرائيل في هذا الصيف وأخبر دينيس روس موقع وانتينيوز الذي تصدره صحيفة ايديعوت احرونوت بأنه لم يقم أحد باتخاذ أي قرار ولكن السوريين يرتبون أنفسهم من أجل الحرب.
استنادا إلى المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية (لقد أعاد السوريون تسليم حزب الله- ويتوجب  أن يكون هناك ثمنا لابد من دفعه مقابل ذلك)وأضاف دينيس روس بأن على إدارة بوش أن تسعى من أجل أن تضغط على الاقتصاد السوري بواسطة استخدام (العصا قبل الجزرة) في التعامل مع دمشق.
في هذه الأثناء نقلت صحيفة نيويورك صن عن مسؤول بعثي لم تحدد اسمه قوله بأنه (إذا لم تقم إسرائيل بإخلاء مرتفعات الجولان الإستراتيجية قبل شهر سبتمبر، فإن مقاتلو العصابات السوريون سيقومون بشن عمليات مقاومة ضد مستوطنات الجولان اليهودية).
وقال هذا المسؤول: (إن دمشق تحضر وتستعد للانتقام الإسرائيلي الذي سوف يعقب هجمات رجال العصابات السوريين ولحرب أكبر مع الدولة اليهودية في أغسطس أو سبتمبر).
حذر المسؤول بأن سورية تملك القدرة على إطلاق  (المئات) من الصواريخ على تل أبيب دفعة واحدة عند اندلاع أي صراع وأخبر المسؤول صحيفة نيويورك بأن دمشق قد قامت بمطالبات عديدة لواشنطن من أجل إعادة الجولان (إما عن طريق المفاوضات أو عن طريق الحرب).
بعض المحللين يعتقد بأن سورية قد لاحظت مجريات حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله وقد دفع ذلك القيادة في دمشق إلى القيام بإعادة النظر في إستراتيجيتها.
حاليا أصدرت السلطات السورية قرارا  يأمر مواطنيها في لبنان بالعودة إلى وطنهم في15 تموز معبرة عن اهتماماتها حول الوضع الأمني في لبنان وقد أشار تقرير في صحيفة الثورة اليومية الحكومية السورية إلى ان الطلاب السوريون الذين يدرسون في الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية قد تم منحهم حق الالتحاق بالجامعات السورية العامة بالنسبة للعام الأكاديمي القادم 2007- 2008م.
تقرير ميمري- معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أفاد بأن صحيفة اللواء اليومية اللبنانية الصادرة يوم 5 تموز بأن العمال السوريين راحوا يغادرون لبنان بناء على طلب السلطات السورية وقد أكدت تقارير الإعلام السوري والإيراني احتمال أن الورطة السياسية الحالية في لبنان قد تتحول باتجاه استخدام العنف بعد يوم 15 تموز وبالفعل فإن ثمة  عددا من الوقائع المؤثرة على لبنان وسورية قد تزامنت مع تاريخ 15 تموز المصيري.
حدد مجلس الأمن الدولي القيام بمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في يوم 16 تموز والمناقشات سوف تتمركز على الحدود السورية اللبنانية وإمكانية وضع مراقبين دوليين على طول الحدود لمنع الأسلحة من أن تجد طريقها من سوريا إلى داخل لبنان.
قالت صحيفة الحياة التي تصدر من لندن بأن توصيات الأمم المتحدة سوف تطالب بوضع خبراء دوليين في منطقة الحدود وذلك لمساعدة أجهزة الأمن اللبنانية في رصد ومراقبة الحدود.
وأيضا بين 15 تموز و17 تموز فإن سيرجي براميريتس رئيس لجنة التحقيق الدولي في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري سوف يقدم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي.
توقعت وكالة الأنباء الإيرانية بأن مطالبة المواطنين السوريين بالعودة قد تكون بسبب الإنذار النهائي للرئيس اللبناني إميل لحود الذي أعطى المعارضة أن تقرر في كيفية التعامل مع الأزمة الجارية في لبنان واعتقدت مصادر أخرى بان السوريين تمت مطالبتهم بالعودة لوطنهم لأن دمشق تخطط لتعبئة وحشد وحدات الاحتياط تحسبا لوقوع عدوان إسرائيلي. العامل الذي أسهم وساعد في قيام المعارضة اللبنانية بالإعلان عن خطط لإقامة حكومة ثانية إذا لم يتم التوصل بحلول منتصف تموز إلى حل للورطة السياسية الجارية حاليا وقد انضم أعضاء حزب الله إلى جانب الرئيس لحود في التهديد بتكوين حكومة ثانية في لبنان وتحدثوا حول اتخاذ خطوات (تاريخية) و(إستراتيجية) وهذا التحرك لو حدث فإنه من الممكن أن يعيد إشعال فتيل حرب أهلية لبنانية أو قد يؤدي إلى تصدع وتقسيم البلد.
وجود حكومة ثانية سوف تكون له تداعيات خطيرة قاتلة على قوات اليونيفيل، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- والتي تتمركز في جنوب لبنان، فاليونيفيل سوف تجد نفسها في مواجهة واقع جديد بعدما تكتشف بان حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سوف لن تكون قادرة على دعم أنشطتها أو ضمان أمنها).
سلسلة من المواد المنشورة في صحيفة المستقبل اليومية اللبنانية حذرت في هذه الأثناء من حدوث انقلاب سوري – إيراني في لبنان يتزعمه حزب الله الصحيفة الوثيقة الصلة بحركة 14 آذار الموالية لحكومة السنيورة تحدثت حول تحضيرات واستعدادات حزب الله العسكري بما في ذلك الأنشطة في كل من شمال  و جنوب نهر الليطاني وفي ذلك  مروق وعصيان للقرار الدولي رقم 1701 وتحويل منطقة البقاع إلى منطقة عسكرية.
حالة التوتر في الشرق الأوسط، الذي ظلت في كل الأوقات محيره ومربكة والتي لا تحتاج إلى الكثير من الجهد لكي تشعل المنطقة، فإن إدارة بوش إذا كانت تقصد وتهدف إلى الدفع باتجاه السلام في المنطقة فإن الوقت الحالي يعتبر ملائما للقيام بذلك.
أما تجاهل الموقف والسماح له بالتدهور يمكن أن يؤدي إلى قيام جبهة جديدة ناشطة على الحد الذي تجد فيها قوات اليونيفيل نفسها منخرطة في صراع يمتد من العراق إلى جنوب لبنان فالفصيلة الاسبانية  والتي بالأساس عانت فقدان نصف دزينة من الضحايا في جنوب لبنان كانت الأولى في دفع ثمن هذه الحرب الجديدة.
وعموما ما هو لافت للنظر التصريح الذي نسبه التحليل إلى صحيفة نيويورك صن والذي  أورد اقتباسات من تصريحات المسؤول البعثي وهو تصريح على ما يبدو تم إعداده بخبث لخدمة أغراض الحرب النفسية الإعلامية فالصحيفة تتبع لجماعة المحافظين الجدد التي يتكون قوامها من اليهود الأمريكيين المرتبطين بالليكود وتاريخها يشهد الكثير من التصريحات التي تزعم الصحيفة بأنها حصلت عليها من مسؤولين كبار وبالذات فيما يتعلق بالأزمات الدولية المتعلقة بإيران وروسيا والعراق وغيرها...
وبرغم ذلك نلفت نظر القارىء إلى ضرورة الانتباه إلى مدى استخدام هذه التصريحات في تحقيق الانتقال السلس بين مزاعم دينيس روس وصولا إلى حالة (التوتر المحيرة المربكة) التي وردت لاحقا في التحليل.

الجمل قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...