ترتيبات أمريكية جديدة في لبنان بعد خسارة الجميل في انتخابات المتن

15-09-2007

ترتيبات أمريكية جديدة في لبنان بعد خسارة الجميل في انتخابات المتن

الجمل:    نشرت دورية سياسة الشرق الأوسط، تحليلاً  أعده الخبير السياسي غرايمي بانيرمان، حمل عنوان (إعادة تقييم جدوى سياسية الولايات المتحدة إزاء لبنان).
يقول التحليل: إن هزيمة الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل في الانتخابات المحلية التي جرت في دائرة المتن، في وقت مبكر من الشهر الماضي هي مثل (موت كاناري في مخيم الفحم)، وبالتالي فإن على صانعي السياسة الأمريكية أن يتخذوا الحذر ويدركوا بأن الوقت قد حان لإعادة ترسيم وتشكيل السياسة الأمريكية إزاء لبنان، وإلا فإن تراجيديا مأساوية أكبر سوف تكون بانتظار الولايات المتحدة في المنطقة.
• دائرة المتن.. الطبيعة والخصوصية:
تقع المتن في شرق بيروت، أو بالأحرى هي الضاحية الشرقية لبيروت، والأغلبية المهيمنة فيها للمسيحيين، والذين يتميزون عن غيرهم من المسيحيين اللبنانيين، بالولاء الشديد لأمريكا بما يفوق أي مكان آخر في الشرق الأوسط. كذلك فالسكان الذين يعيشون في منطقة المتن هم من المتعلمين، والأثرياء، والمرفهين الأكثر تفتحاً وانفتاحاً على العالم. وأيضاً يتشارك سكان المتن ويتقاسمون مع أمريكا الأهداف والغايات المشتركة المتعلقة بإبعاد وإخراج سورية من لبنان، ويعارضون الإرهاب الدولي، ويطالبون بتعزيز وتقوية الديمقراطية اللبنانية.
ويتميز سكان منطقة المتن باحترامهم وحبهم الشديد لعائلة الجميل، والتي جاء منها رئيس جمهورية لبنان (بشير الجميل) ووزير لبناني سابق (بيير الجميل) واللذان تم اغتيالهما.
• الانتخابات الأخيرة ومفاجأة (المتن):
برغم كل ما سبق، من وجود مسيحي مؤيد لأمريكا، ومحب لعائلة الجميل، وكاره لسورية، فإن الناخبين في دائرة المتن قد قاموا برفض (بطرياركية) وأبوية آل الجميل، وقاموا بالتصويت وإيلاء ثقتهم إلى مرشح غير مشهور ولا يتمتع بأي كاريزمية، ويتميز بمعارضته للسياسات والتوجهات التي تنتهجها الحكومة اللبنانية الحالية، التي يدعمها آل الجميل!
ويقول المحلل السياسي الأمريكي غرامي بانيرامان بأنه لا مكان في العالم أكثر عداء لسورية والسوريين من المتن. ففي 14 آذار 2005م قام كل سكان المتن صفاً واحداً في مظاهرة ضد سورية، وعندما انسحب السوريون من لبنان كان سكان المتن هم الأكثر فرحاً من غيرهم من أعداء وخصوم سورية احتفالاً بالمناسبة وتقديم آيات التقدير والامتنان للرئيس الأمريكي جورج بوش بسبب مطالبته لسورية بالانسحاب والخروج من لبنان.
• التوجهات السياسية لسكان المتن:
يؤكدون دائماً بان أي زيادة في النفوذ والدور السوري يجب عدم السماح بها، ويجب القضاء على أي دور سوري في لبنان. ولكن، برغم ذلك، فقد أصبح هناك عدد متزايد من سكان المتن يعتقد ويرى أن أسلوب المواجهة الذي تنتهجه حكومة السنيورة الحالية ضد سورية، والذي تروج له الإدارة الأمريكية، هو أسلوب سوف لن يحقق النجاح. كذلك أصبح هناك عدد كبير من سكان المتن يعتقدون بأنه إذا أصبح لبنان بمثابة مصدر الخطر للأمن الوطني والقومي السوري، فإن السوريين سوف يضطرون لمواجهة ومقاومة مصدر الخطر (اللبناني) وسوف يؤدي ذلك بالضرورة إلى عدم الاستقرار في لبنان، وبالتالي فإن الأفضل هو عدم جعل لبنان يشكل مصدراً للخطر ضد سورية.
• المنظور الأمريكي والمفاضلة بين لبنان وسورية:
لا تتميز سورية بقوة الولايات المتحدة، ولكنها تتميز باهتمامها الكبير بالشأن اللبناني، والولايات المتحدة يمكن أن تنظر إلى لبنان كموضع اهتمام، ولكن ليس للحد الذي يصل فيه الاهتمام إلى درجة اهتمامها بأمنها القومي.
وتشير المعلومات إلى أن اللبنانيين، ومنهم سكان دائرة المتن، قد أصبحوا يدركون أن مصالح الولايات المتحدة في لبنان هي مصالح غير دائمة وسوف تصل إلى نهايتها، أما مصالح سورية فسوف لن تنتهي. وحالياً أصبح اللبنانيون يدركون تماماً صحة حديث الرئيس السوري حافظ الأسد خلال حقبة الثمانينيات عندما كانت القوات الأمريكية في لبنان، والذي قال فيه: إن الأمريكيين نفسهم قصير –في لبنان- وعندما طلبت أمريكا من سورية المشاركة في حرب الخليج الأولى عام 1990م، قامت بالتأكيد لسورية بضرورة قيامها بالإشراف الكامل على لبنان.. وهذه الحقيقة كما يقول الخبير الأمريكي غرامي بانيرمان، بأن سكان المتن وزعماءها السياسيين من أمثال آل الجميل يعرفونها جيداً ويعرفها جيداً على وجه الخصوص الزعماء السياسيون اللبنانيون الذين يتبنون سياسات المواجهة والعداء ضد سورية.
ويقول غرايمي بانيرمان بأن الولايات المتحدة سوف تجد صعوبة كبيرة في إقناع اللبنانيين بأن التزام أمريكا تجاه الديمقراطية هو التزام شامل وليس التزاماً ظرفياً مؤقتاً.
ويضيف غرامي بانيرمان قائلاً: إن الزعماء الأمريكيين يحتاجون إلى التحقق بأن انتخابات المتن هي إشارة واضحة لا لبس فيها بوجود تحول وتبدل كبير في توجهات الرأي العام اللبناني، من تأييد أمريكا إلى معارضة السياسة الأمريكية، والزعماء اللبنانيين الذين يربطون مصائرهم بالقوة والنفوذ الأمريكي طلباً للاستقواء ضد خصومهم المحليين، فسوف يجدون أنفسهم أكثر اضطراراً يوماً بعد يوم إلى الإلحاح والاستجداء أمام واشنطن كي لا تغير توجهاتها السياسية الحالية، المعادية لسورية في لبنان.. ولكن على هؤلاء الساسة اللبنانيين أن يتذكروا ما قاله الرئيس السوري حافظ الأسد من قبل بأن الأمريكيين نفسهم قصير في لبنان.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...