تصاعد التطرف بين مسلمي الولايات المتحدة

12-12-2009

تصاعد التطرف بين مسلمي الولايات المتحدة

حذر خبراء اميركيون في استطلاع من انتشار ظاهرة تحول شبان أميركيين نشأوا في الولايات المتحدة الى العنف المسلح متأثرين بفكرة "الجهاد المقدس".

وبحسب هؤلاء الخبراء فإن واشنطن اغمضت عينيها عن هذا الأمر لعدم معرفتها بالموقف الواجب اتخاذه لمواجهة هذا التهديد الآتي من داخل الولايات المتحدة.

والمثال الأخير على ذلك هو ما جرى الخميس، اذ اوقفت السلطات الباكستانية خمسة شبان اميركيين مشتبه في تخطيطهم لتنفيذ هجمات.

والشبان الخمسة مسلمون يعيشون في فرجينيا احدى ضواحي واشنطن الهادئة.

وقال نهاد عوض المسؤول في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية، احدى كبريات المنظمات الاسلامية في البلاد، انه عندما عثرت عائلة احد الشبان الخمسة على شريط فيديو يظهر فيه الشاب متحدثاً بالإنكليزية عن الجهاد، "ادركت مجموعتنا المسلمة" وجود مشكلة.

وقال بروس ريدل احد عملاء وكالة الاستخبارات الاميركية السابقين "ليس لدينا معلومات عن هذه القضية، ولكن يبدو اننا ازاء شبان اميركيين من اصول باكستانية او افغانية او صومالية تحولوا الى تبني العنف".

ولا يشكل حجم هذه الظاهرة مصدر قلق للسلطات، وانما قدرة هؤلاء الشباب على التنقل بسهولة من بلد الى اخر وكذلك داخل الولايات المتحدة نفسها، مستفيدين من جوازات سفرهم الأميركية.

واضاف ريدل "نحن نعلم منذ سنوات غير قليلة ان القاعدة وحلفاءها مثل جماعة عسكر طيبة يتوقون لتجنيد شباب من اصول باكستانية يعيشون في الولايات المتحدة او بريطانيا او اي مكان آخر في العالم"، والسبب في ذلك ان مثل هؤلاء يشكلون كسباً ثميناً لمثل هذه الجماعات.

وأضاف "بوضوح انها ـ القاعدة وحلفاءها ـ تشك في امكانية سماح الولايات المتحدة بدخول 15 سعودياً الى اراضيها مزودين بتأشيرات بهدف التدرب على الطيران".

وتابع "انهم بحاجة الى افراد لا يثيرون اي شبهة لدى وصولهم الى المطارات في نيويورك او لوس انجلس او واشنطن".

ومنذ وقت ليس ببعيد بدات الاستخبارات الاميركية السعي لتقليص التهديد الذي يشكله ارهاب اسلاميي الداخل الاميركي.

ففي 2007 اشار تقرير لمجموعة من الخبراء الى "نمو كبير للفئة المتشددة والعنيفة من المسلمين في الغرب"، لكن التقرير اعتبر ان الولايات المتحدة محصنة من هذا الخطر اكثر من البلدان الاوروبية.

غير ان توقيف العشرات من المشتبه فيهم في السنة الاخيرة اظهر مواطن ضعف هذا التقرير.

ففي الأسبوع الأخير مثلاً اوقف دايفد هيدلي لمشاركته بشكل غير مباشر في هجمات بومباي العام الماضي والتخطيط لهجوم في الدانمارك، ووالده دبلوماسي باكستاني سابق ووالدته اميركية.

ولكن كيف يمكن تفسير عدم انتباه السلطات لهذه الظاهرة؟

بالنسبة لبروس هوفمان خبير الارهاب في جامعة جورج تاون فانه "من الممكن انه اعتبر ان هذه المشكلة لا تعني الولايات المتحدة، وان هذا الامر يحدث فقط مع الاخرين (...) لكن من السذاجة الاعتقاد بان نزعة التشدد التي تطال بعض الجماعات في بلدان أخرى لن تؤثر على الأقل (...) على قسم صغير (من الشباب المسلمين) الذين يعيشون في الولايات المتحدة".

جيم مانيون

المصدر: ميدل إيست


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...