تقارير عن انقسامات داخل النخبة الحاكمة في ليبيا
رشحت تقارير عن بوادر انقسام بين أوساط النخبة الليبية الحاكمة، بعد بيان صدر من مسؤول حكومي رفيع سابق يدعو فيه القيادة الليبية إلى بدء حوار مع المعارضين، ومناقشة صياغة دستور.
وفي بيان يشير إلى اختلاف داخل النخبة الحاكمة في ليبيا، قال محمد بعيو الذي كان حتى شهر مضى كبير المتحدثين باسم الحكومة الليبية ان القيادة مخطئة في التهديد بالعنف ضد معارضيها.
ودعا بعيو سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الى بدء حوار مع المعارضة.
وأعرب عن أمله في أن يغير سيف الاسلام خطابه ليعترف بوجود معارضة شعبية داخلية ويبدأ حوارا معها فيما يتعلق بتغييرات في النظام الليبي.
- الى ذلك كان عدد من الدبلوماسيين الليبيين قد أعلنوا استقالاتهم، احتجاجاً على العنف الممارس من قبل السلطات.
وقد كان السفير الليبي في الهند علي العيساوي قد أعلن استقالته احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه واتهم الدولة باستخدام مرتزقة اجانب ضد الليبيين.
كما أستقال الدبلوماسي في السفارة الليبية في الصين الليبي حسين صادق المصراتي من منصبه احتجاجاً على العنف أيضاً.
وكان مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية قد قدم استقالته من منصبه واعلن انضمامه "للثورة" احتجاجا على ما يجري في ليبيا.
- ويذكر أن الرئيس الليبي معمر القذافي لم يظهر إلى العلن منذ الجمعة الماضية.
وقد ظهر نجله سيف الاسلام القذافي في خطاب على التلفزيون الرسمي الليبي أمس حيث دعا الى اجراء عدد من الاصلاحات لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا محذرا من تحول الاحتجاجات الى حرب اهلية ومن خطر تقسيم البلاد الى عدة ولايات.
- هذا وتفيد الانباء الواردة من العاصمة الليبية طرابلس ان العشرات قتلوا خلال الليل، بعد ان وصلت الاحتجاجات المناهضة لنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي الى احياء العاصمة للمرة الاولى، حيث ذكر ان مبنى البرلمان (اللجان الشعبية) قد احرق.
كما أشارت أنباء عن اقتحام المتظاهرين مبنى التلفزيون الرسمي، وإحراقهم عددا آخر من المباني الحكومية.
وقد تزايد عدد المتظاهرين في شوارع العاصمة طرابلس، منذ ليل الأحد، يهتفون لأسقاط نظام الرئيس معمر القذافي.
وقد استمر اطلاق النار، والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات الليبية لتفريق المتظاهرين.
وأفادت "فرانس برس" أن متظاهرين اقتحموا مبنى التلفزيون والاذاعة في طرابلس، وقالت نقلاً عن شهود عيان أن مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، قد احرقت.
وفي آخر التطورات الدولية قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان الحكومة البريطانية استدعت السفير الليبي الى لندن للتعبير عن احتجاجها على القمع الدموي للمحتجين، وسقوط المئات من القتلى والجرحى.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قدرت عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 15 فبراير/شباط بـ 233 قتيلا على الاقل. وقالت المنظمة أن 60 سقطوا في مدينة بنغازي وحدها.
- وقد ارتفعت اسعار النفط العالمية بسبب الاضطرابات في ليبيا، ووصلت الى اعلى معدلاتها منذ الازمة المالية العالمية في عام 2008.
ووصل خام برنت الى 105 دولارات للبرميل، كما اعلنت شركة بي بي النفطية عن استعدادها لسحب موظفيها وعمالها الاجانب من ليبيا.
- من جهة أخرى قالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث، أن الاتحاد الاوروبي يعتزم اجلاء رعاياه من ليبيا وخصوصا من مدينة بنغازي معقل المعارضين على بعد الف كلم شرق طرابلس.
هذا وقد اعلن متحدث باسم شركة بريتش بتروليوم (بي بي) ان الشركة النفطية العملاقة ستجلي من ليبيا قسما من موظفيها البالغ عددهم الاجمالي 140 موظفا، وذلك بسبب اعمال العنف التي يشهدها هذا البلد.
كما أعلنت المجموعة النفطية النروجية "ستيت اويل" الاثنين انها بدأت باجلاء "مجموعة" من موظفيها الاجانب العاملين لحسابها في ليبيا بسبب اعمال العنف في هذا البلد.
وقالت خيمينيث على هامش اجتماع مع نظرائها الاوروبيين في بروكسل: "اننا قلقون للغاية، وننسق عملية اجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الاوروبي من ليبيا وخصوصا من بنغازي".
وعلى العكس من ذلك، اعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية لوران فوكييه الاثنين انه "لا توجد تهديدات مباشرة حتى الان" تستدعي اعادة 750 فرنسيا مقيمين في ليبيا الى ديارهم.
وقال المتحدث باسم المجموعة النفطية النرويجية بارد غلاد بيدرسن "ان مقرنا المحلي (في طرابلس) مقفل". واضاف "ان مجموعة العاملين الدوليين غادرت او هي في صدد مغادرة البلاد".
وتملك "ستيت اويل" في ليبيا حصصا في حقلين نفطيين هما مبروك ومرزوق.
ورفض المتحدث توضيح ما اذا كان العمل لا يزال مستمرا في هذين الحقلين على الرغم من اعمال العنف.
وقال "يعود للمشغلين عموما، وفي هذه الحالة توتال وريبسول على التوالي، ان يتحدثا عن وضع العمليات".
من جهة اخرى، اعلنت المجموعة الايطالية الناشطة في مجال الطيران والدفاع "فينميكانيكا" انها اجلت موظفيها المقيمين في ليبيا وهم "اقل من عشرة" بسبب اعمال العنف في البلاد، بحسب مصدر مقرب من المجموعة.
وكان الاتحاد الاوروبي وعدد من الدول الغربية قد عبروا عن القلق الشديد ازاء تطورات الاحداث في ليبيا واستخدام العنف ضد المتظاهرين ودعوا الى نبذ العنف والحوار.
وطالبت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون بوقف اعمال العنف ضد المحتجين في ليبيا، بعد ان تحدثت انباء عن وصول عدد القتلى في ليبيا منذ الثلاثاء الماضي الى ما يزيد على 200 شخص في مدينة بنغازي لوحدها.
وقالت لدى وصولها الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل خصص للوضع في العالم العربي "ندعو الى ضبط النفس والى وضع حد لاعمال العنف والى الحوار".
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان وزير الخارجية وليام هيج دعا طرابلس الى الحوار مع المعارضة وتطبيق اصلاحات في حديث هاتفي اجراه مع سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي حول الاوضاع المتدهورة في ليبيا "واعرب له عن قلق لندن العميق من تفاقم العنف".
- كما قالت الرئاسة المجرية للاتحاد الاوروبي ان ليبيا هددت بوقف التعاون مع الاتحاد لمنع الهجرة غير القانونية الى اوروبا، اذ استمرت الاخيرة في دعم الحركات الداعية للديموقراطية.
وبدورها رفضت اشتون تهديد السلطات الليبية بتعليق التعاون مع الاتحاد الاوروبي لمكافحة الهجرة السرية اذا استمر في انتقاد موقف طرابلس من التظاهرات في البلاد.
وقالت في هذا الصدد "نستمع الى تهديدات" لكن "في نهاية المطاف يقوم الاتحاد الاوروبي بما هو عادل".
واعرب الوزير الالماني المكلف الشؤون الاوروبية فيرنر هوير عن "استنكار" حكومته لاعمال العنف وقمع المتظاهرين في ليبيا.
وقال الوزير لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل "نراقب بقلق ونستنكر العنف الذي تستخدمه السلطات في ليبيا ودول اخرى" في المنطقة بحق المتظاهرين.
واضاف ان الوزراء الاوروبيين سيدرسون الوضع عن كثب والخطوات الواجب اتخاذها لمواجهته
وكانت وزارة الخارجية الالمانية نصحت مواطنيها بعدم السفر الى ليبيا "بسبب الاوضاع المتوترة" في هذا البلد، وناشدت رعاياها الموجودين هناك المغادرة اذا كانت مغادرتهم "ممكنة وآمنة".
المصدر: BBC
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد