تقرير فينوغراد يؤجج الجدل الإسرائيلي حول الفشل بلبنان
استمر الجدل في إسرائيل بشأن تقرير فينوغراد النهائي الذي حمل المستوى العسكري دون السياسي مسؤولية الفشل في الحرب التي خاضتها تل أبيب ضد لبنان صيف العام 2006.
وكشف استطلاع جديد أن أغلبية الإسرائيليين ما زالت تطالب باستقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت رغم تخفيف حدة الانتقادات الموجهة له في التقرير، فيما يرجح معظم المراقبين المحليين بقاء الحكومة.
وكان زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو قد حمل على الحكومة في مؤتمر صحفي عقده البارحة، واعتبر أن رئيسها إيهود أولمرت غير مؤهل ولا هو جدير بالقيادة، داعيا إياه لتحمل المسؤولية وتقديم الاستقالة اقتداء بقائد الجيش دان حالوتس ووزير الدفاع السابق عمير بيرتس.
وتساءل نتنياهو "من كان يسلم نفسه لطبيب جراح فشل في تنفيذ العملية، ومن كان سيسافر في حافلة قائدها تورط للتو بحادثة مرورية قاتلة؟". وأضاف "جسدت هذه الحرب فشلا ذريعا كما أكد تقرير فينوغراد ولا مجال للتمويه".
أما عمير بيرتس فقال مؤتمر صحفي أمس إن مسؤولية فشل الحرب على لبنان تقع على عاتق وزراء الدفاع السابقين وعلى رئيس الوزراء السابق أرييل شارون، في محاولة لتطهير ذاته من الاتهامات الموجهة له منذ الحرب.
في المقابل، أعربت أوساط سياسية مقربة من ألمرت عن ارتياحها من التقرير النهائي كونه قد حمل الجيش بدلا من المستوى السياسي مسؤولية الفشل، بخلاف التقرير الأولي لفينوغراد نفسه قبل تسعة شهور.
وقال حاييم رامون نائب رئيس الوزراء للقناة الثانية الليلة أن تقرير فينوغراد النهائي يشكل تبرئة لأولمرت، واعتبر أن التقرير سيصبح "تاريخا" بعد أيام معدودة إلا إذا قرر وزير الدفاع إيهود باراك الإقدام على خطوة درامية مفاجئة.
كما اتهم رئيس الائتلاف الحاكم إيلي أفلالو النائب نتنياهو بالوقاحة والكذب والكسب السياسي المبتذل، موضحا أن الإسرائيليين سبق وأطاحوا به من سدة الحكم لتورطه في إدارة غير سليمة للدولة عام 1999.
وكشف الاستطلاع الأسبوعي للإذاعة العامة الخميس عن أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون بضرورة قيام أولمرت بتقديم استقالته عقب صدور التقرير، فيما كانت نسبة أولئك قبل ذلك 70%. كما دعا 42% منهم وزير الدفاع باراك لتقديم استقالته، فيما طالب 44% ببقائه بينما قال21% إنهم لا يدرون.
واتفق نواب اليسار واليمين أصحاب الخلفيات العسكرية على أن تآكل المنظومة القيمية داخل الجيش وفشل المعايير الأخلاقية قد حالا دون تحقيق الانتصار في الحرب، ولفتوا إلى التهرب من المجابهة المباشرة مع حزب الله وحسم المعركة معه خشية موت عدد كبير من الجنود.
وكان تقرير فينوغراد النهائي الذي جاء في 613 صفحة خلص إلى أن إسرائيل فوتت في الحرب على لبنان فرصة كبيرة وخطيرة، وشنت حربا مطولة دون أن تحقق نصرا واضحا عسكريا.
ويؤكد التقرير أن تنظيما شبه عسكري (حزب الله) مقدرا ببضعة آلاف من المقاتلين صمد طيلة أسابيع في وجه الجيش الأقوى بالشرق الأوسط، ويضيف "كان لهذه النتائج انعكاسات هامة جدا بنظرنا وبنظر أعدائنا، جيراننا وأصدقائنا في المنطقة والعالم".
ويوضح معدو فينوغراد الذي يتطرق للحرب منذ يومها السادس في الثامن عشر من يوليو/تموز 2006 حتى نهايتها أنهم اكتشفوا خلال هذه الفترة معطيات مقلقة ومؤرقة جدا، مما يؤكد وجود إخفاقات خطيرة في صناعة القرار بالمستويين السياسي والعسكري.
ويفيد التقرير الذي يذكر كلمة "خلل" 213 مرة، وكلمة "فشل" 190 مرة، أن الجيش يتحمل بالدرجة الأولى فشله في توفير إنجاز عسكري ملائم.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد