تقرير معهد واشنطن حول المعارضة السورية

09-05-2007

تقرير معهد واشنطن حول المعارضة السورية

الجمل:  يعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو من مراكز البحوث والدراسات الأمريكية الناشطة في الشؤون الشرق أوسطية، وذلك بسبب ارتباط هذا المعهد الوثيق بـ(اللوبي الإسرائيلي)، وقد ظلت فعاليات هذا المعهد تتابع بدقة كل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية، المرتبطة بالقضايا والملفات الشرق أوسطية، وتقديم التحليلات والتعليقات التي تعكس وجهة نظر اللوبي الإسرائيلي، بما يؤدي لعدة أهداف، أبرزها:
- توجيه الرأي العام الأمريكي في الاتجاه الذي يدعم المشروع الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
- تقديم المغالطات التي تضر بالمصالح العربية في كل الاعتبارات المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي.
- تعزيز أطروحات اليمين الديني الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص تكتل الليكود وتوجهات زعيمه بنيامين نتنياهو.

سوريا: دائرة الاهتمام الأكبر:
يفرد معهد واشنطن مجالاً خاصاً لسوريا، بما يعطيها مكانة أكبر في دائرة اهتماماته، وفي هذه الصدد أصدر معهد واشنطن اليوم تقريراً خاصاً حول سوريا، ونشره ضمن السلسلة الخاصة بالتركيز على السياسات، تحت الرقم (69).
مؤلف التقرير: أشارت المقدمة إلى أن معد التقرير هو سيز ويكاس (Seth Wikas) المختص بالبحث في الشؤون الاستخبارية بوزارة الخزانة الأمريكية، والذي كان يعمل سابقاً كزميل بمعهد واشنطن.
مجال اهتمام سيز ويكاس هو التقاطع بين السياسات الداخلية والسياسة الخارجية السورية.
يقول معهد واشنطن بأن سيز ويكاس، قد قام بإعداد هذا البحث خلال فترة وجوده في دمشق، بدعم من برنامج (منحة زمالة ديفيد بورين الخاص بتمويل التعليم في مجال الأمن القومي).
وتقول مقدمة معهد واشنطن بأن سيز ويكاس –كاتب التقرير- قبل أن يذهب إلى دمشق، كان يعمل رئيساً لتحرير مجلة غصن الزيتون (Olive Branch)، التابعة لمنظمة بذور السلام الموجودة في أورشليم، وأشرف على إصدار أولى نشرات المنظمة، الصادرة باللغة العربية، والتي كانت مخصصة لمدارس اللاجئين الفلسطينيين.
يقول معهد واشنطن بأن سيز ويكاس:
- يتقن بطلاقة اللغة العربية، والعبرية، إضافة إلى الانكليزية.
- يحمل الدرجات العلمية الآتية:
* بكالوريوس دراسات الشرق الأدنى: جامعة برنستون.
* ماجستير الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية: الجامعة العبرية- أورشليم.
* زمالة شرف دوروت: إسرائيل.
* متدرب سابق بوزارة الخارجية في مجالات شؤون الشرق الأدنى.
قال الباحث اليهودي سيز ويكاس، والناشط في مراكز دراسات اللوبي الإسرائيلي بأنه يشكر (ناشطي المجتمع المدني في سوريا، والمنشقين السياسيين السوريين، والمدافعين عن حقوق الإنسان السوريين، وخص بالشكر الدكتور رضوان زيادة من مركز دمشق لحقوق الإنسان) الذين جلسوا معه في دمشق وقدموا له المزيد من جهودهم العالية.
تناول سيز ويكاس تقريره عن المعارضة السورية الداخلية من خلال عدة نقاط، يمكن تناولها على النحو الآتي:
• المقدمة:
يقول الباحث بأن هذه الدراسة تركز على الوضع الراهن للمعارضة السورية، وحتى يضفي الباحث على دراسته بعض المصداقية، قال: إن سوريا قد دخلت حقبة من الاستقرار الداخلي بعد تشرين الثاني 1970م، ولكنه وصف هذا الاستقرار بأنه استقرار نسبي. وقد قسم الباحث مقدمة تقريره إلى نقطتين فرعيتين:
- العناصر الدينية والعلمانية في المعارضة السورية: وأشار في هذه النقطة إلى الصراع بين جماعة الاخوان المسلمين، والحكومة السورية، وركز الباحث بتميز شديد على ما حدث بعد الأحداث، ولكنه لم يتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى المواجهة، والتي تمثلت في قيام جماعة الاخوان المسلمين آنذاك بتنفيذ الكثير من التفجيرات والاغتيالات بحق الكثير من المتعلمين حملة الدرجات العلمية العليا من السوريين.
- سوريا اليوم: ويتحدث في هذه النقطة عن جماعات المجتمع المدني وبعض الناشطين السياسيين باعتبارهم يمثلون عناصر المعارضة، ويقول سيز ويكاس بأن أنصار التوجهات الإسلامية في سوريا، أصبحوا مركز اهتمام السياسة الأمريكية الحالية.
ويختتم سيز ويكاس المقدمة قائلاً بأنه قد نظر في جوانب قوة وجوانب ضعف المعارضة العلمانية، ومكانة الإسلام ضمن الدولة والمجتمع في سوريا، ثم قام بطرح توصيات البحث للسياسة الأمريكية إزاء العنصرين الإسلامي والعلماني.
• مكاسب المعارضة العلمانية:
قدّم سيز ويكاس، الباحث في معهد واشنطن (التابع للوبي الإسرائيلي)، الكثير من المدح والثناء لجماعات المجتمع المدني، التي كانت ناشطة في سوريا خلال الأعوام السابقة، مشيراً إلى ظاهرة منتديات الحوار، وإعلان دمشق، وإعلان دمشق- بيروت، ولكنه عاد بعد ذلك وأقر بان هذه المعارضة كانت ضعيفة وخاطئة عندما تمادت وتورطت في إيذاء الشعور الوطني والقومي، وانخرطت في علاقات مع العناصر الأجنبية الخارجية.
• عوامل ضعف المعارضة العلمانية:
يصف سيز ويكاس المعارضة العلماينة بأنها تفتقر إلى الجذور العميقة، وتميل إلى السطحية، وضعف الانتشار، وشكوك المواطنين السوريين في مصداقية أجندتها، وقال إن ضعف هذه المعارضة كان بسبب وجود الكثير من العناصر المتنافرة بين صفوفها، وبالذات الشيوعيين السابقين.
• الإسلاميين:
وفي هذه النقطة يتحدث سيز ويكاس، عن إرث حركة الاخوان المسلمين، وعن تجربتهم مع حركة البعث والصراعات التي دارت مع الاخوان المسلمين خلال فترة الستينيات، وصراع شباط 1982.
ويقول الباحث بأنه بعد انتهاء الشيوعية والاشتراكية، أصبح من المؤمل أن يلعب أصحاب التوجهات الإسلامية دوراً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، ويطالب الحكومة الأمريكية بضرورة القيام بالتتبع الوثيق للدور المتزايد الذي يقوم به الإسلاميون، وبالذات حركة الاخوان المسلمين وذلك على النحو الذي يتيح للإدارة الأمريكية توظيف تحركاتهم والاستفادة منها في دعم المصالح والتوجهات الأمريكية في الشرق الأوسط.
• السياسة الأمريكية والمعارضة السورية:
وتعتبر هذه النقطة من النقاط الأكثر أهمية في التقرير لأنها تكشف عن محتوى ومضمون مخطط اللوبي الإسرائيلي الذي يهدف إلى توجيه الإدارة الأمريكية من أجل تبني برنامج عمل لدعم أنشطة المعارضة السورية.. ويطالب التقرير الإدارة الأمريكية بالآتي:
- الإبقاء على كل الخيارات مفتوحة: وذلك عن طريق التعامل مع الأطراف المعارضة ودفعها عن طريق التشجيع والدعم والتمويل المالي من أجل القيام بالأنشطة السرية المدعومة أمريكياً داخل سوريا.
- دعم مبادرة شراكة الشرق الأوسط: وذلك عن طريق التوسع في المبادرة بحيث يتم تقديم الأموال لدعم جماعات المجتمع المدني السورية.
- التغلب على المشاكل التي تواجه الإدارة الأمريكية: وذلك بحيث تعمل الإدارة الأمريكية من أجل التغلب على المشكلة التي ظلت تواجهها أمام الشعب السوري، المتمثلة في ضعف مصداقية السياسة الأمريكية.. ويقول سيز ويكاس بأن المعارضين السوريين الذين تنوي أمريكا أو تقوم بدعمهم سوف يصطدمون برفض الشارع السوري لهم، بسبب الرفض العام للتوجهات الأمريكية.
وعلى الصعيد العملي الإجرائي يطالب سيز ويكاس الإدارة الأمريكية بتطبيق الآتي:
- تطوير علاقات وروابط قوية مع المعارضين السوريين عن طريق السفارة الأمريكية بدمشق.
- ترتيب الزيارات بين المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء المعارضة السورية.
- جلب زعماء المعارضة السورية إلى داخل أمريكا.
- التنسيق التام مع الأوروبيين في دعم المعارضة السورية وجماعات المجتمع المدني.
- تقديم المساعدات الفنية.
- التمييز بين الأكراد والعرب في المعارضة السورية، بحيث يتم التعامل مع كل طرف على حدة، بما يجعل كل طرف يقتنع بأن له مطالبه الخاصة المختلفة عن مطالب الطرف الآخر.
وعموماً، يمثل التقرير الذي قدمه (معهد واشنطن) أجندة اللوبي الإسرائيلي التي تهدف إلى تفعيل المعارضة السورية، وكما هو واضح فإن اهتمام معهد واشنطن، والباحث سيز ويكاس الناشط في فعاليات اللوبي الإسرائيلي، لم تأت من أجل دعم تقدم وازدهار سوريا، بل أتت ضمن مجهود يهدف إلى إضعاف دور سوريا العربي والحضاري في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي.

يقع التقرير في 37 صفحة ويمكن قراءته في موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...