جدل فني حول المشاركة السورية في الدراما المصرية
أثارت مشاركة بعض الفنانين السوريين في الدراما والسينما المصرية جدلا في الوسط الفني المصري، مما دفع ببعض الفنانين المصريين لإطلاق تصريحات نارية ضد الفنان السوري بشكل عام وتردد في الأوساط الفنية السورية الحديث عن مؤامرة ضد الدراما السورية نظرا للنجاح الذي حققته في السنوات الأخيرة.
حقيقة الأمر وموقف الفنانين السوريين من هذه القضية في السطور التالية:
يتعجب الفنان صالح الحايك فيقول: لا أرى أية مشكلة في حرية انتقال الفنان من بلد الى آخر وخاصة بين الدول العربية أنه الوطن الواحد، فلماذا نصنع مشكلة من مشاركة الفنانين السوريين في أعمال مصرية؟ أليس هناك ممثلون وممثلات سوريات في الكويت والسعودية لماذا لم تقم الدنيا؟، برأيي أن هذا أمر طبيعي وعندما يحصل الفنان على فرصة ويحظى بدور مقتنع به يجب ألا يفوته، وأنا شخصياً عندما يعرض عليَّ عمل في مصر ويناسبني طبعاً سأقبله، ليس من أجل المادة لكن من أجل تحقيق انتشار أكثر أو شهرة أو شيء من هذا القبيل.
ويرى الفنان قاسم ملحو أن الفنانين الذين عملوا في مصر لم يتجاوزوا العشرة وهناك مبالغة بهذا الحديث، ولكن شريحة من الفنانين في مصر كانت ضد وجود الفنان السوري وأقصد بتلك الشريحة الفنان الذي لم يستطع الدفاع عن مكانته والمحافظة على تألقه، أما الفنان المتوهج والمتألق فليس لديه مشكلة، وأنا شخصياً لن أفوت فرصة العمل في الدراما المصرية اذا قدم لي العرض المناسب وأسعى للانتشار على الساحة الفنية العربية، مشيراً الى أن الفنانين المصريين الذين تهجموا على الفنان السوري هم من الذين غابت نجوميتهم لذلك يطلقون هذه التصريحات النارية.
ويعتقد الفنان مازن الناطور أن عمل بعض الفنانين السوريين في مصر ظاهرة ايجابية لكن البعض هولوا وبالغوا فيها كثيراً واعتبروها خطراً على الدراما السورية وبعض المهتمين في مصر قالوا ان هذه مؤامرة على الدراما المصرية لكني أرى أنه ليس هناك مؤامرة وهؤلاء أصحاب أفق ضيق، فما المانع أن تتلاقح التجارب ويصبح هناك تعاون، وبرأيي يجب أن يكون هناك دراما عربية وسينما عربية بلغة عالمية.
أما الفنان يوسف المقبل فيقول: بعض ضيقي الأفق من الفنانين السوريين والمصريين اعتبروها مؤامرة على الفنانين المصري والسوري معاً، ولو رجعنا الى الوراء قليلاً لوجدنا ان أبا خليل القباني بدأ مشروعه المسرحي في سوريا وهاجر الى مصر وأسس مسرحاً غنائياً عربياً كما أن جورج أبيض اللبناني أسس لمسرح مهم في مصر وكثيرة هي الأسماء من عبد السلام النابلسي الى سعاد حسني الى فريد الأطرش وأسمهان، وأعتقد أن عمل الفنان العربي في أي بلد عربي هو استكمال لمشروع فني لهذا البلد أو ذاك، وباعتبار أن سوريا ومصر على مرّ التاريخ هما من الدول التي تشكل حالة الوجدان العربي والأسس الحقيقية للتطور الفني والاجتماعي ولانفتاحهما على كافة الدول العربية، فمن الطبيعي أن يسهم كل فنان في هذا المشروع الثقافي الحضاري لنصل الى أن نقول دراما عربية، ففي الدراما السورية لنا زملاء من العراق وتونس والمغرب والسودان والخليج العربي وحتى من مصر شاركوا في العديد من الأعمال فلماذا لا نعتبرها مؤامرة؟.
ويرى الفنان محمد حذاقي أن بعض الفنانين المصريين قالوا ان الفنان السوري سحب البساط من تحت قدم الممثل المصري لأن أجره أقل، إن الممثل السوري مهما كان نجماً كبيراً لا يرفض أية فرصة تأتيه من خارج بلده لأنها تعتبر فرصة جيدة للتعرف الى الآخرين والتعرف إلى وسط فني آخر، وما المانع أيضاً اذا كانت أجور العمل في مصر أفضل منها في سوريا فهذا أمر محبب ومرغوب لدى الجميع فالتجربة خارج حدود الوطن شرعية ومقبولة وأحياناً تكون ضرورية، لذلك أقول إن مشاركة الفنانين السوريين في أعمال فنية مصرية لن تصل أبداً الى حدود المؤامرة أو الضرر بالفنان المصري أو السوري ويمكن أن يكون في مصر فنانون متضررون، فهل هناك مؤامرة على الدراما لأنهم جلبوا نجوماً سوريين، عفواً النجوم السوريون الذين عملوا في مصر لم يبلغوا عشرة بالألف بالمليون من كم النجوم المصريين فيعمل فنان في مسلسل فيه 700 شخصية.
فأنا لا أتصور أن هناك مؤامرة وبالعكس هذا الشيء جيد أن نرى ممثلاً سورياً يطلبونه بالاسم ليعمل في غير بلد، هذا شيء جيد ويكشف أننا وصلنا الى خطوة مميزة ونقلة جيدة ونظرية المؤامرة لا أعرف كم هي صحيحة أنا لم أدخلها ولم أفكر فيها وانما سمعتها ولا أرى أنها مقنعة كثيراً.
تعددت الآراء حول هذه الظاهرة حيث يرى بعض النقاد أنها سيئة ولها آثارها البعيدة التي قد تؤثر سلباً في تطور الدراما السورية وتميزها كما أنها من وجهة نظرهم مجرد موضة تجتاح الدراما المصرية لتعطي نكهة مختلفة للعمل المصري.
أما البعض الآخر فيراها اثباتاً لنجاح وتقدم الدراما السورية وتميز الفنان السوري بالاضافة الى انه خيار جديد للدراما المصرية للانفتاح على التجارب العربية الأخرى الناجحة.
فخر الدين حسن
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد