جنود إسرائيليون يقاضون منتج ومخرج "جنين جنين"
يواجه الفنان الفلسطيني محمد بكري تهديدات إسرائيلية بمقاضاته بدعوى التشهير بالجيش في فيلمه "جنين جنين"، لكنه أكد أنه لا يخشى التهديدات الإسرائيلية، وشدد على مضيه في "فضح جرائم وتجاوزات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
وكشف بكري في حديث للجزيرة نت أن خمسة من جنود الاحتلال الإسرائيلي قدموا دعوى "قذف وتشهير" ضده على خلفية إنتاجه وإخراجه الفيلم الوثائقي "جنين جنين" الذي روى قصة احتلال مخيم جنين وانتهاك حقوق ساكنيه وارتكاب جرائم بحقهم خلال عملية "الجدار الواقي" عام 2002.
وستباشر المحكمة المركزية في مدينة "بيتح تكفا" غدا الثلاثاء النظر في قضية بكري الذي اتهمه أصحاب الدعوى بـ"تلطيخ" سمعتهم، زاعمين أنهم شاركوا في احتلال المخيم دون ارتكاب جرائم.
ويطالب الجنود الإسرائيليون بإدانة الفنان بكري بالتحريض والتشهير وإجباره على تعويضهم بـ2.7 مليون شيكل (حوالي 650 ألف دولار) بسبب حديث الفيلم عن وقوع جرائم حرب قال الجنود إنها "لم تقع" على الأرض.
يشار إلى أن الفيلم يتضمن لقطات وروايات شفوية لشهود عيان توثق الحملة الإسرائيلية التي حاصرت المخيم أكثر من أسبوعين وقطعت عن سكانه الماء والكهرباء والخبز وأمطرته بالقذائف.
وأودت الحملة بحياة نحو 55 فلسطينيا في المخيم أغلبيتهم من المدنيين، وأصابت العشرات بجراح وأدت لهدم معظم المنازل، بينما قتل 23 جنديا إسرائيليا وجرح عشرات آخرون.
وكانت السلطات الإسرائيلية منعت بث الفيلم لمدة سنتين بدعوى أنه "محرض"، إلى أن استصدر بكري قرارا قضائيا ببثه في البلاد وخارجها.
وشدد بكري على أن "الفيلم لم يشهر بأحد"، وأشار إلى أنه صور الحقائق على الأرض ونقل آلام وأحلام سكان المخيم الذين تجمعوا فيه عام 1948 عقب نزوحهم من 57 قرية داخل أراضي 48 جراء النكبة.
واتهم بكري الجنود الخمسة بالتحرك خدمة لجهات مخابراتية قال إنها لم تتوقف عن ملاحقته منذ رأى الفيلم النور قبل ثلاث سنوات، كما اتهم الحكومة الإسرائيلية بدعمهم في محاولة للنيل منه وتحطيم أفكاره.
ويصر بكري على أنه لم يرتكب أي خطأ، ودعا حكومة إسرائيل إلى الاعتذار إليه وإلى الشعب الفلسطيني، وأشار إلى أنه قوي بإيمانه وصدقه وبقضيته ودعم الناس له، لافتا إلى أنه لا يعول على القضاء الإسرائيلي ولا يثق بعدالته.
وعبر عن يقينه بأنه يواجه "ملاحقة سياسية"، وقال "لو كنت يهوديا لما اشتكاني أحد وحتى لو أدانوني لن أعترف بهم ولا بقضائهم".
وأضاف "من الواضح أن هذه الدولة لا قانون حقيقيا يحكمها ولا عدالة، لأن القوانين فيها تشد وترخى حسب الأهواء"، مؤكدا أن التهديدات لن تردعه عن "مواصلة سلوك درب الحق".
وكشف بكري أنه سيبدأ الشهر القادم بتصوير فيلم جديد بالتعاون مع المخرج سليم مشهراوي يعرض لواقع الحياة الفلسطينية في ظل الحصار والاقتتال الداخلي، ونوه إلى أن القاعات الأوروبية تواصل عرض فيلمه الجديد عن مذبحة الأرمن عام 1915.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد