جولة أخرى من المفاوضات الإسرائيلية ـ السورية خلال الأسابيع المقبلة
رغم الاتصالات الدافئة بين موسكو ودمشق، التي تعارضها واشنطن، يلوح في الأجواء إمكان عقد جولة أخرى من المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية في إسطنبول خلال الأسابيع المقبلة.
وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «المسؤولين الإسرائيليين لم يتأثروا بالتحذير الأميركي، الذي تناقلته وسائل إعلام عربية، بعدم الإقدام على خطوات تؤدي إلى تحسين وضع سوريا في الأسرة الدولية، وقرروا مواصلة المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية غير المباشرة. لكن ديوان رئيس الوزراء لم يؤكد النبأ. وقال مسؤولون فيه إنه رغم أن أولمرت عازم على الاستقالة من منصبه، إلا أن الاتصالات مع دمشق ستستمر».
وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تسعى فيه سوريا إلى الحصول على أسلحة متطورة من روسيا، وفي ظل تضارب تقارير عن عقد صفقة سلاح بين البلدين بعد زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو الأسبوع الماضي.
وأشارت «يسرائيل هيوم» إلى أن «قادة إسرائيل نقلوا رسالة إلى موسكو مفادها أن بيع سلاح هجومي إلى سوريا كفيل بأن يؤدي إلى مواجهة شاملة». كما لفتت إلى أن «روسيا يبدو أنها لا تعتزم الاستجابة لمناشدات إسرائيل».
في المقابل، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية تأكيدهم أن «موسكو التزمت لتل أبيب عدم بيع سوريا أي أسلحة تعدِّل من موازين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط. وأنهم ليسوا على علم بنية روسيا بيع أسلحة لسوريا وأنه يحتمل أن يكون طلب الرئيس السوري محاولة للضغط على الولايات المتحدة للمشاركة في مفاوضات السلام التي كانت دمشق تجريها مع تل أبيب تحت رعاية تركية».
ونقلت الصحيفة أيضاً عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله: «يثير السوريون الضجة حول صفقات أسلحة كي تتقدم الولايات المتحدة لرعاية مباحثات السلام. يأمل السوريون أن يستخدموا المباحثات مع إسرائيل لكسب المزيد من الصدقية وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة».
وكانت زيارة الرئيس السوري لموسكو قد لاقت ردوداً شديدة من مسؤولين إسرائيليين. وأشار وزير الدفاع إيهود باراك إلى إن إسرائيل «تحلل تداعيات» زيارة الأسد لموسكو. كذلك رأى عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، وزير الخارجية الأسبق سيلفان شالوم، أن على إسرائيل أن تطالب موسكو بالامتناع عن «تسليح أعدائها». ولفت إلى أن «تسليح سوريا قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي ويزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم».
ووصف رئيس كتلة «الليكود» في الكنيست، جدعون ساعر، زيارة الأسد لموسكو بأنها محاولة مقصودة لتحدي الغرب. ورأى أن الأسد «زار طهران بعد باريس للتشديد على أنه لا يزال وفياً للإيرانيين، ثم سافر إلى روسيا في مواجهة العالم الغربي بأكمله». ووصف محاولات إبعاد دمشق عن طهران بأنها «سخيفة».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس بعض التفاصيل المتعلقة بآلية تشغيل منظومة الإنذار الرادارية المضادة للصواريخ التي ستنشرها الولايات المتحدة في إسرائيل. وبحسب الصحيفة، فإن آلية عمل المنظومة تتألف من ثلاث مراحل: الأولى، هي شبكة من الأقمار الاصطناعية القادرة على تشخيص أي صاروخ بعيد المدى يُطلَق على وجه الأرض وتعقب مساره، والثانية محطة أرضية موجودة داخل عربة مقطورة مصفحة في أوروبا يشغلها طاقم مؤلف من ضابط وجنديين تلتقط الإشارات التي ترسلها الأقمار الاصطناعية وترسلها في زمن حقيقي إلى المحطة الثالثة التي ستنصب في صحراء النقب في جنوب إسرائيل، وهي عبارة عن بطارية رادار أميركية تعمل بموجات «أكس».
ووفقاً للصحيفة، فإن تنصيب محطة الرادار وربطه بمنظومة الإنذار المسماة «JTAGS» هو «قطعة الحلوى» الأهم التي حصلت عليها إسرائيل من واشنطن في نهاية ولاية الرئيس جورج بوش، مشيرة إلى أنه اتُّفق عليها خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها باراك لواشنطن.
ورأت «هآرتس» أن هذه المنظومة ستعزز حماية الأجواء الإسرائيلية من الصواريخ السورية والإيرانية، إلا أنها ستقيد حرية عمل تل أبيب حيال هاتين الدولتين، إذ ستكون ملزمة بالحصول على ضوء أخضر أميركي لشن أي عملية عليهما في ظل الخشية على حياة الأفراد الأميركيين الذين يشغلون المنظومة التي ستكون الهدف الأول لأي هجوم صاروخي.
وأشارت الصحيفة إلى خلاف نشب داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل على نشر المنظومة. ففيما رأى فريق أنها ستقيد أيدي إسرائيل ضد إيران، رأى فريق آخر أنها ستردع إيران عن مهاجمة إسرائيل، لأن ذلك سيكون هجوماً على أميركا.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنهم يرون في تنصيب المنظومة في إسرائيل جزءاً من التلميحات الأميركية الواضحة والخفية بمعارضة أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد