06-02-2018
خطوة تركية جديدة في العمق السوري: «نقطة مراقبة» جنوب حلب
بعد يوم واحد على إعلان تركيا «حلّ الصعوبات» التي واجهت عملية تثبيت نقاط المراقبة على حدود منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها، أرسلت القوات التركية رتلاً عسكرياً كبيراً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي، لإنشاء نقطة جديدة وفق مقررات اجتماعات أستانا. وستضاف هذه النقطة إلى ثلاث سابقة تمركزت فيها وحدات من الجيش التركي في ريف حلب الغربي، على حدود منطقة عفرين الجنوبية، وهي واحدة من أصل 12 نقطة تركية يفترض إنشاؤها مقابل خط التماس بين الفصائل المسلحة والجيش السوري.
الانتشار في الموقع الذي وصلته القافلة التركية أمس، في جوار بلدة العيس، هو الأهم ــ مرحلياً ــ بالنسبة إلى الجانب التركي، نظراً لأهميته في تجميد أي قتال على هذا المحور، الذي يشهد امتداده الجنوبي نحو ريف إدلب معارك بين الجيش السوري و«هيئة تحرير الشام». وهو (أي التجميد) بات عاملاً مهماً لدعم واستقرار المعركة التركية في عفرين ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأي معارك قد تطلقها أنقرة لاحقاً. وبعد وصول الرتل المكون من عشرات الآليات والمدرعات، أشارت مصادر محلية معارضة إلى أن عدداً من العسكريين الأتراك برفقة مسلحين من الفصائل المسلحة، اجتمع بممثلين عن أهالي المنطقة وجرى الحديث عما سيجري من أعمال على الأرض. ويأتي نشر القوة التركية في محيط العيس بعد نحو أسبوع على استهداف الجيش السوري دورية استطلاع تركية في المنطقة نفسها، وهو ما أجّل حينها وصول قافلة تركية عسكرية إلى ريف حلب، وانسحابها إلى الأتارب ومن ثمّ معبر باب الهوى.
وبينما وسّعت تركيا من حضورها في عمق ريف حلب الجنوبي، كثّفت روسيا من غاراتها الجوية على مواقع في ريف إدلب، عقب إسقاط «هيئة تحرير الشام» قاذفة روسية من طراز «سو 25» بصاروخ موجّه. وأثار القصف الجوي موجة اعتراض واسعة على الدور التركي «المتعاون» مع روسيا، الذي «يسمح لموسكو» باستهداف الفصائل المسلحة. وبينما بدت روسيا وكأنها تردّ في الميدان على خسارة قائد القاذفة على أيدي مسلحي «تحرير الشام»، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أمس، أن «من السابق لأوانه» تحديد الجهة التي أمدّت المسلحين بمنظومة الصواريخ التي أسقطت الطائرة، مضيفاً أن «وصول صواريخ كهذه إلى أيدي إرهابيين» أمر مقلق للغاية. وفي معرض الرد على تقارير تحدثت عن منع موسكو للطائرات التركية التحليق فوق الأجواء السورية عقب حادثة الطائرة، أشار نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، إلى أنه «قبل بدء عملية عفرين، اتفقنا مع روسيا على كل شيء، بما في ذلك المجال الجوي. وأُخطِرَت السلطات السورية عبر روسيا، ونحن ما زلنا نعمل وفق هذا الترتيب»، مؤكداً «عدم وجود أي مشاكل في هذا الشأن» حالياً.
وفي المنطقة المحيطة بريف حلب الجنوبي، استمرت المعارك أمس في محيط بلدة تل سلطان، مع محاولة «هيئة تحرير الشام» والفصائل العاملة معها، دخول البلدة والمواقع المحيطة بها. وبينما تولّت «تحرير الشام» إطلاق هجوم مدعوم بتفجير عربة مفخخة، كان لافتاً انضمام كل من «حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» إلى العمليات ضد الجيش السوري، عبر القصف المدفعي والصاروخي، من دون الانخراط في اشتباكات الصفوف الأمامية. وتعكس مشاركة الفصيلن مع «الهيئة» على هذه الجبهة، رغبة تركية في تحجيم مناطق نفوذ الجيش السوري، ومنع تقدمه أكثر غرب سكة حديد الحجاز، إلى حين استكمال نشر «نقاط المراقبة» التركية. وبالتوازي، تابع الجيش تحركه ضد تنظيم «داعش» في الجيب المحاصر بين أرياف حماه وحلب وإدلب، حيث سيطر على بلدات غيطل وخربة مراديش ومالحة كبيرة وتل الشور ورسم المفكر وأبو الخنادق وخربة أم رجوم والبطوشية وغزيلة في ريف حلب الجنوبي. كذلك استعاد قرى الضبيعية والنقروش ورجم العبيل في ريف حماه الشمالي الشرقي.
وفي محيط عفرين، تابعت القوات التركية وفصائل «غصن الزيتون» محاولاتها للتقدم على الأطراف الشمالية. وتركزت الاشتباكات في ناحيتي شران (شمال شرق) وراجو (شمال غرب)، حيث شهدت بلدة ديمكداش أعنف الاشتباكات التي أدت إلى مقتل عدد من أفراد الفصائل المسلحة، وفق المصادر الكردية. ومن جانبها، أعلنت رئاسة الأركان التركية مقتل أحد العسكريين الأتراك في شمال شرق منطقة عفرين، خلال اشتباكات مع «الوحدات» الكردية. وأشارت إلى تعرض إحدى دباباتها لإصابة بقذيفة مضادة للدروع، مضيفة أنها سيطرت على بلدتي ديمكداش وسوركه. وبينما اتصل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، من مقر رئاسة الوزراء، مع مركز عمليات الجيش الثاني التركي لمتابعة تطورات العملية العسكرية، أكد المتحدث باسم رئاسة الوزراء أن «كل أنواع الأسلحة والذخائر التي سيجري نقلها إلى منطقة عفرين من أي مكان في سوريا هي هدف لتركيا».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد