خلاف يهودي مع الفاتيكان رغم تعديل صلاة «الجمعة العظيمة»
على رغم التعديلات التي أقرها البابا بنديكتوس السادس عشر على نص صلاة يوم «الجمعة العظيمة» التي تسبق الفصح بيومين بإزالة «المفردات السلبية عن اليهود»، تجاوباً مع احتجاجات يهودية على النص الحالي، أفادت الإذاعة العبرية أمس بأن أزمة خطيرة تشهدها العلاقات بين اليهود والكنيسة الكاثوليكية في أعقاب قرار «مجلس حاخامات اليهود» في إيطاليا وقف الحوار الديني مع «الكنيسة التي لا تحترم هوية الشعب اليهودي وديانته بدعوتها اليهود إلى الاعتراف بالمسيح مخلصاً لكل البشر».
وكان البابا عمّم هذا الأسبوع رسالة إلى أمانة سر الدولة في الفاتيكان تضمنت تعديل صلاة «الجمعة العظيمة» التي تدعو اليهود إلى اعتناق المسيحية وتتضرع إلى الله كي «يزيل الحجاب عن قلوبهم»، ويعتقهم من «الظلمة» و «انعدام البصيرة». وتم استبدال هذا النص بالصلاة على نية اليهود «لينير الله قلوبهم حتى يعترفوا بيسوع المسيح مخلص جميع البشر»، وبالتضرع إلى الله «لحماية كل إسرائيل».
لكن هذا التعديل لم يرق لمجلس الحاخامات في إيطاليا، على رغم اعتباره التعديل «أقل هجومية»، فاحتج على إبقاء التضرع لله لينير قلوب اليهود ويحررهم من الظلمة ويطالبهم باعتناق المسيحية. وأفادت الإذاعة بأن محاولات كبار رجال الكنيسة تهدئة السجال مع اليهود بداعي أن النص المعدّل أكثر اعتدالاً لم تقنع رؤساء الجالية اليهودية في روما. وقال الحاخام الأكبر لروما للإذاعة إن الكنيسة الكاثوليكية لا تريد أن تعترف بحق الشعب اليهودي وبديانته، مضيفاً أن التعديل في الصلاة يعيد العلاقات بين اليهود والكنيسة أربعين عاماً إلى الوراء.
من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان عوديد بن حور للإذاعة إن المقاربة التي يتبعها البابا الحالي في المسألة اليهودية «ازدواجية» وتنعكس في رغبة البابا من جهة في تعزيز الحوار مع اليهود الذي انعكس ضمن خطوات أخرى في زيارته معسكر الإبادة في «أوشفيتز» في بولندا ولقاءاته زعماء إسرائيل واليهود، لكن من جهة ثانية «هناك الجانب اللاهوتي وهو الأهم لدى البابا والكنيسة التي ترى في المسيح الطريق الوحيد لخلاص كل البشر، بمن فيهم اليهود».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد