خلفيات ووقائع الصراع في صعدة اليمنية

02-09-2009

خلفيات ووقائع الصراع في صعدة اليمنية

الجمل:   شهدت الساحة السياسية اليمنية العديد من التطورات، وبرغم أن الاضطرابات السياسية والعسكرية ظلت إحدى السمات الملازمة لمسيرة التاريخ السياسي اليمني المعاصر، فإن السنوات الخمس الماضية تميزت دون غيرها بكثافة الصراعات السياسية والعسكرية.
* الصراع في محافظة صعدة اليمنية:
اندلع الصراع في محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن في شهر حزيران 2004، عندما شن الزعيم الشيعي – الزيادي حسين بدر الدين الحوثي انتفاضة ضد الحكومة اليمنية كان قوامها يتكون من الشيعة – الزيادية في صعدة، وأشارت التقارير إلى أن الحكومة اليمنية استخدمت القوة العسكرية المفرطة في إخماد الانتفاضة التي كانت تطالب بالقضاء على المعاملة التمييزية إضافة إلى الاعتراف بحقوقهم المدنية والدينية.
تدور المواجهة بين طرفين رئيسيين هما:
• القوات المسلحة اليمنية إضافة إلى بعض المليشيات السنية في صعدة.
• حركة شباب المؤمنين التي تمثل الذراع العسكري للشيعة والتي كان يقودها بدر الدين الحوثي، وبعد مقتله على يد القوات الحكومية أصبح يقودها عبد الملك الحوثي ثم يحيى بدر الدين الحوثي.
تقول آخر المعلومات أن حكومة الرئيس علي عبد الله صالح رفضت مطالب الحركة وأصرت على ضرورة التزامها بالنقاط التي حددتها الحكومة اليمنية كأساس لوقف إطلاق النار.
* حركية صراع صعدة:
تشير معطيات خبرة صراع محافظة صعدة إلى أن مفاعيل الصراع تطورت على النحو الآتي:
• النزاع التصعيدي الأول عام 2004: على مدى الأشهر الثلاثة الممتدة من حزيران وحتى آب 2004 دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني وقوات الحوثي وأشارت التحليلات إلى أن مسرح المواجهة كان يتميز بالصعوبة الشديدة بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة وكانت معاناة القوات الحكومية اليمنية صعبة لأنها كانت تواجه مسلحين يحتمون بالجبال إضافة إلى معرفتهم التامة بالأرض وتمتعهم بدعم السكان المحليين، وقد بلغ عدد المقاتلين حوالي 1000 عنصر كان من بينهم حسين بدر الدين الحوثي.
• النزاع التصعيدي الثاني عام 2005: خلال شهري آذار ونيسان 2005 اندلع القتال مجدداً بين قوات الحكومة ومليشيا الحوثي وبلغ عدد القتلى 1500 شخصاً، وفي شهر أيار من العام نفسه رفضت مليشيا الحوثي عرضاً بالعفو العام طرحه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كان يتضمن صفقة تقوم على مبدأ منح عناصر المليشيا العفو العام مقابل إلقائهم السلاح والاستسلام.
• النزاع التصعيدي الثالث عام 2007: اندلعت المواجهة المسلحة هذه المرة في 28 كانون الثاني 2007 عندما قامت مليشيا الحوثي بمهاجمة بعض المنشآت العسكرية اليمنية وأعقب ذلك قيامها بهجوم في يوم 31 من الشهر نفسه وهجوم آخر في شهر شباط، فبدأت الحكومة اليمنية بالرد يوم 19 شباط عن طريق حملة عسكرية واسعة النطاق استهدفت مناطق التمركز الشيعي في محافظة صعدة، واستمر القتال حتى يوم 16 حزيران 2007 حيث تم التوصل إلى اتفاق وقف العمليات المسلحة بين الطرفين.
• النزاع التصعيدي الرابع عام 2008: اندلع القتال في نيسان 2008 عندما اشتبكت مجموعة من الجنود الحكوميين مع بعض عناصر المليشيا، وبعد ذلك في 2 أيار حدث انفجار استهدف الشيعة في أحد مساجد صعدة أدى لمقتل 15 وجرح 55 من المصلين، أعقب ذلك في يوم 12 أيار اندلاع المواجهة الكبيرة بين الطرفين والتي استمرت حتى 17 حزيران وانتهت بإعلان الرئيس اليمني وقف العمليات القتالية.
• النزاع التصعيدي الخامس عام 2009: خلال شهر حزيران الماضي دارت العديد من الاشتباكات بين الطرفين وحدثت عملية اختطاف تسعة من الأجانب الموجودين في المنطقة، وتقول المعلومات أن نطاق القتال اتسع وأخذ طابعاً مرتفع الشدة وأشارت المعلومات إلى أن القوات اليمنية تستخدم سلاح الطيران اليمني في تنفيذ الغارات الكثيفة ضد المناطق الجبلية الوعرة التي يتمركز فيها عناصر المليشيا، وأضافت تقارير منظمات الإغاثة أن القتال أدى لتشريد 77 ألف مواطن يمني بحسب الإحصاءات الأولية مع توقع أن يكون عدد المشردين أكثر من ذلك، وأشارت هذه التقارير إلى تردي الأوضاع الإنسانية في محافظة صعدة والمحافظات المجاورة لها.
* تداعيات الصراع اليمني – اليمني:
باندلاع المواجهات في صعدة تكون اليمن قد أصبحت تتعرض عملياً لعملية شد أطراف، واحدة من الشمال وتحديداً من محافظة صعدة، والأخرى من الجنوب بواسطة سكان الجنوب المطالبين بالانفصال وعودة "جمهورية اليمن الجنوبي".
سعت السلطات اليمنية إلى تبرير النزاعات والصراعات اليمنية الداخلية بإلقاء مسؤوليتها على الأطراف الخارجية وتحديداً إيران التي اتهمتها الحكومة اليمنية بالضلوع في استهداف استقرار اليمن. وتقول التقارير أن نظام الرئيس علي عبد الله صالح يسعى حالياً لتنقية الأجواء على خط صنعاء – الرياض على أمل الحصول على الدعم السعودي الكبير الذي بدونه لن يستطيع النظام اليمني التغلب على مشاكله الداخلية. كما تقول المعلومات أن الرئيس اليمني أصبح على وشك الدخول –إن لم يكن قد دخل فعلاً- ضمن معسكر المعتدلين العرب الذي يضم الرياض والقاهرة وعمّان.
الصراع اليمني – اليمني المتزايد ستنتقل عدواه عاجلاً أم آجلاً إلى مناطق جنوب المملكة العربية السعودية وربما إلى مناطق الخليج العربي حيث يواجه السكان الشيعة مشاكلاً تشابه المشاكل التي ظل يتعرض لها الشيعة اليمنيون.
وبسبب تعاون الجماعات السنية اليمنية مع نظام الرئيس علي عبد الله صالح فمن المحتمل أن يجد تنظيم القاعدة فرصة لدخول الصراع اليمني واستخدامه تكتيكياً بما يتيح له توسيع مسرح المواجهة بما يشمل المملكة العربية السعودية، وحالياً من الصعب قراءة محاولة اغتيال مسؤول مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية السعودية خارج إطار الصراع اليمني الدائر حالياً خاصة أن بعض التقارير أكدت أن الانتحاري الذي فجر نفسه مؤخراً، بهدف اغتيال المسؤول السعودي، تسلل إلى السعودية من اليمن التي بقي موجوداً فيها لفترة طويلة.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...