دريد ونهاد وخلدون المالح في تلفزيون 1964
في شهر رمضان المبارك أعددنا وقدمنا البرامج المنوعة الترفيهية والمسابقات المحببة للناس في مرحلة الستينيات, أما برنامج سبعة بسبعة فقدمته عام 1964 واستقطب مختلف شرائح المجتمع وبنفس الوقت كانت توجد محطتان لبنانيتان , تابعتا البرنامج وطلبتا مني تقديمه عندهم فغيرت العنوان إلى (11 ب 11) فكان أهم برنامج في لبنان, وفيه استضفنا دريد ونهاد,
ولأن المحطات العربية لم تتجاوز حدودها القطرية لم يكن(دريد ونهاد) معروفين عربياً فارتفعت أسهمهما من خلاله, لتتفق القناة (11) مع دريد على تصوير مقالب غوار في لبنان وبالفعل صور وبتقنيات بسيطة وكل حلقة يقدمها مخرج مختلف عن الآخر الأمر الذي حدا بي إلى إعادة تصويره في سورية مرة أخرى وبتقنيات أكبر فكانت مقالب غوار المعروفة الآن من قبل الجماهير.
في عام 1967 تم ايفادي إلى تشيكوسلوفاكيا وبغيابي كان فيصل الياسري العراقي قد قدم لدريد ونهاد حكاية حمام الهنا وتم تصوير إحدى عشرة حلقة منه فطلب مني إكمال الحلقتين المتبقيتين وكان الفرق الشاسع بين الحلقات الأولى وتلك الحلقتين اللتين قدمتا بقالب كوميدي وغنائي أضفا عليهما المتعة والضحك وهذا العمل أكسب النجمين شهرة كبيرة في الوطن العربي.
في عام 1970 نما عندي الطموح القديم من جديد بإنشاء استديو ضخم وسمعت وقتها بإقدام نقابة الفنانين على منح قروض سكنية, وأخذت مايقارب العشرين ألف ليرة وقمت بتأسيس شركة شمرا بالتشارك مع دريد بعد سلسلة طويلة من المعاناة والعذاب بيننا وبين القناة (11) التي دفعت أجراً مضاعفاً لدريد ونهاد لقاء عملهما في لبنان فتحديت الموقف وبدأنا المزاد ورفع التسعيرة إلى أن رست إلي فلم يبق أمامي سوى مشكلتين أين سأبدأ التصوير والثانية أنا كمنتج كيف سوف أمول العمل, وبعد البحث توصلنا إلى استديو تجاري في بيروت اسمه الشركة العالمية كان متواضعاً وصغيراً ولاتوجد فيه سوى كاميرتين وقليلاً ماكان يعمل فيه الفنيون, فاجتمعت مع صاحبة الاستديو واتفقنا على الأجرة التي بلغت 2500 ل. لبناني مايعادل ألف دولار,بالنسبة للتمويل لجأت إلى التلفزيون الأردني الذي جمعتني فيهم صداقة نتيجة الأعمال التي قدمتها لدريد ونهاد, فعرضت الأمر على محمد كمال مدير التلفزيون الذي بدا متحمساً ومؤمناً بطموحنا ووافق على شراء حقوق المسلسل مقابل الدفع الفوري الذي كان كافياً لدفع أجرة دريد ونهاد والاستديو وتمويل الحلقة الأولى, ولحسن حظي كان الموهوب نهاد قد كتب حلقتين فقرأتها ليلاً وأغشاني من الضحك فطلبت من نهاد إكمال العمل وقدمنا صح النوم وهو نقلة نوعية غيرعادية في مسيرة النجمين بسبب اختلافه عن كل ماسبقه لتفتح أمامهما أبواب العالم العربي على مصاريعها, فعندما كان يعرض صح النوم في البلاد العربية لاتجد إنساناً في الشارع حتى الشرطة نفسها تركت عملها وتابعت المسلسل ولأول مرة محطة تلفزيون تذيع عن مسلسل وفي اليوم الذي ينتهي فيه ترجع المحطة وتعيده من الحلقة الأولى وعلى مدى أكثر من عشر سنوات عرض صح النوم في أغلب القنوات العربية وخاصة في شهر رمضان حتى قالوا إنهم إذا شاهدوا دريد ونهاد في التلفزيون فحتماً نحن في رمضان, في الوقت ذاته كان المغرب العربي سوقاً مغلقاً بسبب اللهجة فبقيت ألح حتى فتح هذا السوق وعرض في تونس فقامت الدنيا ولم تقعد ثم اتبعناه بمجموعة أعمال ,ملح وسكر تتمة نفس القصة أيضاً ونتيجة لنجاح العمل السابق عملنا الجزء الثاني من صح النوم وهذا النجاح غير العادي لدريد سمح له أن يقول مايشاء على المسرح فكانت ضيعة تشرين وغربة وكاسك ياوطن وغيرها.
أنا بطبيعتي أحب الكوميديا وشخصيتا غوار وحسني البورظان نمتا في داخلي كما نمت في داخلهما ومازالت إلى اليوم, فتحولتا إلى جزء غير أناني في العمل الابداعي القائم على البساطة في نقل الكوميديا وكيفية صنعها كصورة وايقاع, وأنا الآن من أكثر المدافعين والمتحمسين لشخصية غوار عارفاً في الوقت نفسه عدم تقبل الناس لشخصيات دريد الأخرى الابداعية ك (أبو الهنا والدغري )لما من رصيد لغوار لديهم.
بشار الفاعوري
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد