لا يخرج أمين معلوف (1949) من مربعه الأثير في فحص «الهويات القاتلة» وتفكيك قنابلها الموقوتة. وإذا كان هذا الروائي المتفرّد قد وجد «ارتعاشة أمل» في محو التجاذبات الإثنية والمذهبية خلال أعماله السابقة، فإنه في «التائهون» (دار الفارابي ــ ترجمة نهلة بيضون، 2013) التي صدرت بالفرنسية عام 2012، يفقد الأمل تماماً في إصلاح الكوكب. المؤرخ الذي فرّ من أتون حرب أهلية مدمّرة إلى باريس منتصف السبعينيات، كان مشغولاً بتوثيق حياة الإمبراطور البربري «أتيلا»، لكنّ مكالمة أتته من زوجة صديقه القديم مراد تدعوه إلى رغبة زوجها المحتضر برؤيته قبل أن يموت، تقلب خططه الأكاديمية، فيقرر السفر إلى دياره بعد ربع قرن على مغادرتها. اللافت أنّ أمين معلوف لا يذكر، مرّة واحدة، اسم بلاده، رغم أن كل الدلائل تشير إلى لبنان.