رجال بوجهين: مستبدون في البيت متحررون خارجه
خارج المنزل تجدهم يذوبون رقة وحناناً بارعون في مجاملة الزميلات , رومانسيون , وديمقراطيون عندما تطرح المرأة أفكارها ونظرتها للحياة ..
أما داخل المنزل .. فالقسوة , والجفاف والديكتاتورية هي الصفات التي يتحلون بها .. رجال بوجهين .. وربما أكثر , يحملون مرض الازدواجية في السلوك والمعايير .. والأدهى أنهم يتمتعون بمقدرة فائقة المهارة لإخفاء هذه الازدواجية ولا يعترفون أبداً أن هذه ازدواجية في الشخصية ....
تقول رزان توما : الحاصلة على شهادة في الآداب , أن زوجها يشدد على المساواة بين الرجل والمرأة , ويؤكد حقها في الخروج إلى العمل , وأن العمل يكسب الثقافة ويجعل المرأة أكثر فهماً للحياة , وأكثر قدرة على تحمل مسؤولياتها ....
كل هذه الشعارات يرفعها خارج المنزل , أما داخله فهو رافض لخروجها للعمل وتضيف : أنه يمتدح أناقة زميلاته في العمل , وإذا أردت شراء ملابس ) على الموضة ) يتهمني بالتقليد والمحاكاة العمياء .
ولا تخفي رؤيات أحمد ضجرها وهي تقول : لا أعرف سر تحول شخصية زوجي , فهو خارج البيت هادئ مبتسم ومجامل لكل من حوله , وداخل المنزل يصبح رجلاً لا يطاق , يعشق الشجار والصخب والاعتراض على كل شيء وأكاد أجن وأنا أشاهده يعامل زميلاته في العمل بأسلوب غاية في الرقة والأدب لدرجة أنهن يحسدنني لأن الله منحني رجلاً كهذا ) سبحان الله ) أنهن لا يعلمن أنه رجل ديكتاتور وبوجهين إنه ينسى معي كل كلمات الحب والغزل وحتى المجاملة إنني أسأل نفسي هل أنا السبب ?
كيف وأنا لا أدخر جهداً لإسعاده حتى تركت عملي لأتفرغ له ولأولادنا .
أما جيهان عبد العال ) مدرسة ) فهي تشير إلى أنها وزوجها كانا زميلين في العمل وكانت من أشد المعجبات به قبل الزواج تقول :
كنت أشعر بأن هذا الرجل سوف يجعل حياته الزوجية غاية في السعادة فهو لا يتوقف عن الضحك والمرح وحب الحياة , ولا أستطيع أن أصف سعادتي عندما تقدم لخطبتي فقد شعرت أن الدنيا تبتسم لي وهذا الرجل لن يجعل النكد أو الحزن يدخلان حياتنا لكن توقعاتي خابت بعد فترة قصيرة من زواجنا فسرعان ما تغيرت صفات زوجي وأصبح رجلاً مختلفاً فالغضب دائماً على وجهه , ضيق الأفق وشعرت أنني تزوجت رجلاً لا أعرفه وعندما أطلب تفسيراً يقول لي إن الحياة صعبة والمسؤوليات كثيرة .
وتوضح حليمة نصر ملابسات سلوك زوجها المتناقض بالقول :
يصل زوجي فيتحول البيت إلى ثكنة عسكرية هو قائدها يبدأ بإصدار الأوامر والتعليمات بصوت مرتفع يسمعه الجيران ويعاقب أبنائنا على أقل الأخطاء وكل شيء في المنزل لا يعجبه الكل يلتزم الهدوء خشية عقابه وبطشه وندعو الله دائماً أن يحضر إلينا ضيف لأن زوجي يعاملنا بالحسنى بوجود الآخرين .
لكن الرجال يرفضون هذا الكلام ويعتبرون ما يحصل أمراً طبيعياً بل ويدافعون عن أنفسهم.
يقول أحمد محسن ) محاسب ) :
أن اتهام الزوجات للرجال بالازدواج بالسلوك والتفكير مردود عليهن , فالزوجة هي التي سرعان ما تتغير عقب الزواج تهتم كثيراً بمظهرها وأناقتها خلال الفترة الأولى من الخطبة وتحاول دائماً إسعاد خطيبها وبعد الزواج تهمل كل شيء وتختلف الصورة تماماً فتصبح امرأة أقل من عادية تتحدث عن مشكلات البيت وارتفاع الأسعار ولا سؤال لها سوى عن الطعام الذي أرغب فيه والملابس , وكلما حاول الرجل أن يعود بها إلى أيامهم الأولى تؤكد أنه رجل يحب الكلام الفارغ ولا يقدر حجم مسؤولياتها .
أما سعيد عبد الرحيم فيسأل أليس الزوج هو أهم مسؤولية تسعى المرأة إلى تحملها بنجاح ?
أم أن الهم الأول للمرأة قبل الزواج هو الإيقاع بالرجل ثم تضمن الزواج ولا شيء بعد ذلك مهم ?
ويتهم علاء .ن . المجتمع ومن ضمنه المرأة بأنهما السبب في تصرفات الرجال وازدواج شخصياتهم فالزملاء ليسوا أصدقاء ليكونوا ملزمين بتحمل الآخر وغضبه وتعبه لذلك يضطر الرجل إلى تقديم نفسه بصورة مغايرة لأحاسيسه ومعاناته ولا يبقى أمامه مجالاً لينفس عن هذا الضغط إلا في منزله , فبدل أن تتفهمه الزوجة وتراعيه تشكوه وتتهمه أنه بوجهين وذو شخصية مزدوجة مما يدفعه إلى العصبية والتشنج واعتماد القسوة ليحمي نفسه من ضغط داخلي جديد فلماذا لا تتجاهل الزوجة بعض العصبية والتعب وتكون الصدر الحنون الذي يزيل الهم ويجلو الغم لتقطع خط الاستمرار بهذا الوضع ?
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد