رقعة المعارك تتسع في ليبيا وأردوغان ينتظر رد القذافي على ضمان الرحيل
اتسعت خلال اليومين الماضيين رقعة المعارك في ليبيا، مع تجدد الاشتباكات بين الثوار وقوات الرئيس الليبي معمر القذافي في مدينة الزاوية، بعد شهرين من الهدوء النسبي. كما اندلعت معارك في مدينة الزنتان التي يسيطر عيها الثوار، وفي جبال بربر جنوب غرب طرابلس، وفي يفرن المجاورة والدفنية قرب مصراتة. واشتبك معارضون للقذافي مع قواته في مدينة سبها الصحراوية التي لم تصلها الاضطرابات منذ انطلاق الثورة منتصف شباط الماضي.
وأعلنت أنقرة أنها عرضت على القذافي «ضمانات» لمغادرة ليبيا. وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، في مقابلة مع قناة تركية أمس الأول، «لا خيار للقذافي سوى مغادرة ليبيا، مع منحه ضمانا». وأضاف «قدمنا له هذا الضمان وقلنا له إننا سنساعد على إرساله إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه». وتابع «سنناقش المسألة مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي حسب الرد الذي سنحصل عليه، لكن للأسف لم نتلق منه رداً حتى الآن». وعبر عن أسفه لان العقيد القذافي والمحيطين به يواصلون «مقاومة التغيير فعلا» مع أن القذافي «فقد إلى حد كبير مكانته القيادية» بين قبائل البلاد.
وفي تحد للضغوط الدولية، احتفل النظام في مطار معيتيقة العسكري بالذكرى السنوية الـ41 «لجلاء القواعد الأميركية» من ليبيا، في حضور مجموعات تقليدية وزعماء قبائل. وفي الوقت ذاته، تعرضت طرابلس لغارات جديدة شنتها طائرات «أطلسية». وقال المتحدث باسم المعارضين أحمد باني إن العضو في «مجلس قيادة الثورة» الخويلدي الحميدي أصيب في إحدى الغارات، مشيرا إلى أن ابنته متزوجة من احد أبناء القذافي.
وتواصل القتال في مدينة الزاوية بعد أكثر من شهرين من الهدوء النسبي في المدينة التي يسكنها نحو 250 ألف شخص. وقال مصدر في الثوار إن «المعارك تتواصل منذ أمس (الأول) بين كتائب القذافي والثوار في الزاوية، ما أسفر عن عدد كبير من الجرحى».
وأضاف إن القوات الموالية للقذافي قطعت الطريق المؤدية إلى الحدود التونسية «لمنع تدفق اللاجئين» من هذه المدينة، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس. وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على الزاوية في آذار الماضي بعد معارك ضارية ضد الثوار.
وقصفت قوات القذافي بصواريخ «غراد» و«كاتيوشا» ضواحي مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وإصابة 21.
والى الشرق بين الزنتان ويفرن كان الوضع متوترا جدا. وكان الثوار، الذين باتوا يسيطرون على المنطقة شمال يفرن، شنوا هجمات خلال الأيام الماضية لتوحيد المنطقة، ودارت اشتباكات ضارية قرب يفرن والقلعة.
وأعلن المجلس الوطني الانتقالي المعارض أن تظاهرات خرجت في مدينة سبها جنوبي طرابلس، والتي تعتبر احد معاقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها القذافي. وتقع مدينة سبها في الصحراء، ويقطنها حوالى مئة ألف نسمة، وفيها قاعدة عسكرية كبيرة.
وقال المجلس إن «تظاهرات كبيرة انطلقت الجمعة في حي المنشية. لقد رفع شبان موالون لثورة 17 فبراير علم الاستقلال وطالبوا برحيل القذافي». وأضاف إن «رجال القذافي، وبعضهم بملابس مدنية، أطلقوا الرصاص الحي. لقد أصيب متظاهران ونقلا إلى المستشفى قبل أن يخطفهما رجال القذافي».
وأكد البيان أن «مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان (القبيلة الكبيرة المناوئة لقبيلة القذاذفة) تمكنوا من تحرير العديد من الشوارع. والسبت اندلعت تظاهرات في شارع جمال عبد الناصر» ومجددا أطلقت قوات القذافي النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل شخص.
إلى ذلك، واصلت قوات القذافي قصف منطقة الدفنية قرب مصراتة، ما أدى إلى مقتل ستة ثوار.
وقال المتحدث باسم المعارضة جمعة إبراهيم، من بلدة الزنتان، أمس الأول، إن واحة غدامس، التي يقطنها نحو سبعة آلاف شخص اغلبهم من البربر، تعرضت لهجوم عقب احتجاج مناهض للحكومة. ولم يتضح ما إذا كان الهجوم استهدف البلدة القديمة التي يعود تاريخها للحقبة الرومانية وتشتهر بمنازلها وقنواتها المائية ويطلق عليها «لؤلؤة الصحراء».
من ناحية ثانية، أعرب مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو، في مقابلة مع صحيفة «الموندو» الاسبانية، «نأمل في أن يتخذ القضاة قرار اعتقال القذافي في الأسابيع المقبلة. نعمل على فرضية اعتقاله من قبل ليبيين، من قبل أشخاص في النظام، وفي حال استحال ذلك من قبل المجلس الوطني الانتقالي».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد