ريف دمشق تكافح سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي
حذر الاختصاصيون من أن استخدام مخلفات الصرف الصحي في سقاية المحاصيل الزراعية وخاصة ما يؤكل نيئاً يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، مشددين على أن المزروعات التي تنمو داخل التربة كالبطاطا والجزر هي الأكثر عرضة لمياه السقاية ما يجعلها أكثر قابلية لنقل الأمراض إلى الإنسان، مشيرين إلى أن التهديد لا يتعلق فقط بمستهلكي المزروعات بل يتعداه إلى المزارعين وأطفالهم ممن يتعرضون بشكل مباشر للمياه الآسنة المستخدمة في سقاية المزروعات.
ولتبيان حقيقة الأمر، بينت مذكرة مرفوعة من محافظة ريف دمشق إلى وزارة الإدارة المحلية أن المزروعات التي تروى بمياه الصرف الصحي غير المعالج في مناطق مختلفة من المحافظة قامت المحافظة ومديرية الزراعة بإتلاف تلك المحاصيل في بلدة أشرفية صحنايا وتمت مخاطبة مجلس بلدة أشرفية صحنايا بإغلاق فتحات شبكة الصرف الصحي بشكل محكم إضافة إلى منع تشييد المخالفات والأبنية على الأراضي الزراعية ومحاسبة المخالفين والإسراع في تنفيذ محطة المعالجة للمياه الآسنة.
- وجاء في المذكرة أنه تم تنظيم ضبوط بحق المزارعين وتحديد المساحات التي تمت فلاحتها وإتلاف المزروعات على الصرف الصحي بباقي قرى وبلدات ومدن ومناطق المحافظات حيث بلغت المساحة التي تمت فلاحتها وإتلاف المزروعات القائمة على الصرف الصحي بالمحافظة تجاوزت ألفين وخمسة دونمات وبلغ عدد الضبوط الموجهة للمزارعين المخالفين 106 ضبوط منها 23 ضبطاً في درعا بمساحة 1563 دونماً تحتوي على محاصيل مزروعة قمحاً، شعيراً، خضاراً صيفية وشتوية و43 ضبطاً في داريا بمساحة 126 دونماً تحتوي على محاصيل مزروعة قمحاً، شعيراً، و23 ضبطاً في الكسوة بمساحة 154 دونماً و12 ضبطاً بمساحة 140 دونماً في قطنا و5 ضبوط بمساحة 17 دونماً في القطيفة.
- محافظ ريف دمشق نبيل عمران اقترح في المذكرة ضرورة الإسراع في إقامة محطات الصرف الصحي في مناطق وبلدات المحافظة من قبل وزارة الإسكان ودراستها علمياً وفنياً لكي يستفاد منها في الري غير المقيد وتكون نسبة الأملاح فيها والشوارد الثقيلة غير ضارة بالمزروعات والتربة وفق المقاييس والمواصفات السورية وتكون هذه المحطات حلاً إستراتيجياً لمشكلة مياه الصرف الصحي في المحافظة وعددها 23 محطة مرحلة أولى وتأهيل كادر فني وعلمي للعمل في محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي ودراسة إمكانية إقامة أحواض بيتونية كتيمة في القرى والبلدات الصغيرة لتجميع مياه الصرف الصحي غير المعالج ثم نقلها إلى المحطات المركزية بوساطة أنابيب أو أقنية تحت أرضية أو بوساطة صهاريج خاصة لذلك لكي لا تلوث المياه الجوفية وتلوث البيئة وتؤذي الصحة العامة والعمل على إعادة تأهيل محطة عدرا بالمعالجة الثالثية لمياه الصرف الصحي وتخفيف نسبة الأملاح فيها والتخلص من الشوارد الثقيلة المعدنية لكي تصبح صالحة للري الزراعي واستخدامها في الزراعة أو الري غير المقيد والمحافظة على دورة المياه الطبيعية.
- وحول سبب تراكم مياه الصرف الصحي في محاصيل المناطق الشمالية لأشرفية صحنايا أكد رئيس مجلس مدينة داريا أن سبب هذه المياه الآسنة يعود إلى إنجاز قناة إسمنتية للصرف الصحي من منطقة نهاية الحدود الإدارية لداريا باتجاه سبينة مضيفاً: إن محافظ ريف دمشق وجه لمتابعة الموضوع بشكل دائم ومستمر وبالتنسيق مع عضو المكتب المختص للاستعانة بآليات الخدمة الفنية للمحافظة من أجل مكافحة مرور المياه الآسنة ضمن المحاصيل الزراعية.
أكد مدير زراعة دمشق وريفها أن المديرية تقوم بتنظيم ضبوط بحق المخالفين الذين يقومون بإرواء المزروعات بمياه الصرف الصحي مشيراً إلى تنظيم سبعة ضبوط في المناطق التابعة للمحافظة وتمت إحالتها إلى القضاء.
وأضاف: تم توجيه كتاب إلى مديرية الموارد المائية من أجل معالجة التعديات الحاصلة على الأراضي الزراعية والكتاب نفسه إلى المؤسسة العامة للصرف الصحي من أجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع سقاية المزروعات من مياه الصرف الصحي لما لها من ضرر على صحة المواطن.
-و أكد مصدر في صحة ريف دمشق أن سقاية المحاصيل الزراعية وخاصة الخضراوات التي تؤكل نيئة بهذه المياه سيكون البشر المستهلكون لهذه الخضراوات أكثر عرضة وإصابة بالكثير من الأمراض وعلى رأسها مرض الكوليرا والزحار والفطريات بالإضافة إلى التسممات بالمعادن مضيفاً إن المديرية تقوم بحملات مراقبة تتماشى مع مسؤولياتها وتشير نتائج حملات المراقبة إلى تلوث المياه السطحية والجوفية بمياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي وتعتبر مياه الصرف السبب الرئيسي للتلوث في القرى والأرياف قائلاً: إن الحل بإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي في المدن الرئيسية وتشغيلها في بعض المدن.
-كما أجمع أغلب المديرين المختصين والمراقبين لهذه الظاهرة أن سبب استخدام المياه الآسنة في سقاية المحاصيل الزراعية تعود إلى قلة الأمطار وشح المياه، إضافة إلى منع المزارعين من حفر آبار لاستخدام المياه في السقاية، لذلك يسعى الفلاح إلى استخدام المياه الآسنة.
التقينا مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بريف دمشق الدكتور عبد الناصر سعد الدين الذي قال: إن المديرية تقوم بتنفيذ الأعمال الإنشائية لـ11 محطة معالجة وذلك بالتعاون مع شركات القطاع العام مثل مؤسسة الإسكان العسكري والشركة العامة للمشاريع المائية حيث تم تنفيذ نسبة الإنجاز بنحو 95% لتسع محطات معالجة في كل من بلدة (التواني- بيت سابر- الهيجانة – عسال الورد- دير ماكر- مرج السلطان- جديدة الخاص- ميدعا).
مضيفاً: إن المديرية تعاقدت مع الوحدة الهندسية للدراسات في جامعة دمشق لإعداد دراسة فنية لمحطات المعالجة لكل من (القاسمية- النشابية- حزرما- الزمانية- جربا) وتم تدقيق الدراسة من قبل وزارة الإسكان والتعمير، مشيراً إلى أنه يتم حالياً إعداد الدراسة التنفيذية لتنفيذ الطريق المؤدي لمحطة بلدة عرنة.
وأضاف سعد الدين: إن المديرية تعاقدت مع الشركة العامة للمشاريع المائية على أعمال تقديم وتركيب التجهيزات الميكانيكية والكهربائية اللازمة لمحطات المعالجة.
أما بالنسبة لحفر الآبار وتوسيع وتدعيم الشبكة المائية المساعدة لحل المشكلة بشكل إسعافي فقال عبد الناصر: إن المديرية أنجزت حفر 115 بئراً مع تنزيل قساطل وإكساء وإجراء تجربة لصحة عملها وسلامة الآبار.
وتم وضع 47 بئراً قيد الحفر و90 بئراً قيد الإعلان إضافة إلى تعديل وتعميق 55 بئراً حيث أصبح عدد الآبار الإجمالي 1955 بئراً بينما عدد الآبار المستثمرة منها 1300 بئر.
من جهة أخرى: أكد مدير العلاقات العامة في اتحاد الفلاحين العام خالد خزعل أن اتحاد الفلاحين العام يقوم بإجراء دورات تدريبية وندوات بشكل مستمر حول المضار والآثار السلبية الذي تنتج عن سقاية المحاصيل الزراعية وخاصة «النيئة» بمياه الصرف الصحي، ويتم إرسال تعاميم إلى جميع اتحادات الفلاحين في المحافظات والجمعيات الفلاحية بعدم استخدام المياه الآسنة في سقاية الأراضي الزراعية وحول حدوث أي مخالفة من قبل أحد الفلاحين بارتكاب مثل هذه الأخطاء بين خزعل أن الاتحاد يتخذ العقوبات التنظيمية بحق المخالفين وإحالتهم إلى القضاء وعند تقديم أي شكوى نطلب من السلطات المعنية المؤازرة لقمع المخالفات أينما وجدت ويقوم الاتحاد بإتلاف جميع المحاصيل إذا ثبتت الشكوى بوجود المخالفة.
وأضاف خزعل: إن المكتب التنفيذي للتدريب والتأهيل يسعى إلى إيصال رسالة توعية وحرص وانتباه إلى جميع الفلاحين عن طريق البرامج التلفزيونية والدورات بغية الحصول على المنتج الجيد الخالي من آثار الأمراض المحتملة وتقديمه إلى المستهلك بصورة جيدة.
أسعد المقداد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد