سجال مصري حول النقاب: هل هو عادة أم عبادة

06-02-2008

سجال مصري حول النقاب: هل هو عادة أم عبادة

أصدر داعية مصري شهير فتوى تطالب أستاذة معروفة للفقه بجامعة الأزهر بالتوبة العلنية عبر التلفزيون، على خلفية أراء أدلت بها بخصوص الممثلة يسرا، وزيارتها مسجد المطرب الشعبي سعد الصغير والقائها درسا فيه، وكذلك إصدارها فتوى تبطل وقوع الطلاق من خلال رسائل الموبايل.

وقال الشيخ يوسف البدري مشيرا إلى أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر د. سعاد ابراهيم صالح "لكونها داعية ودكتورة محسوبة على الأزهر يثق العوام فى كلامها، فإننا نتوجه إليها بطلب التوبة عما قالت والرجوع عنه وإعلان ذلك علانية فى نفس البرنامج كما صدر منها علانية".

وكان البدري، قدم في وقت سابق بلاغاً للنائب العام، ضد صالح، يتهمها بالتحقير من شأن النساء المنقبات وإهانتهن بإعلانها على شاشة التلفزيون أنها تشمئز من النقاب، لكنها علقت في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام ""رفضي للنقاب جاء تعليقاً على تفشى ظاهرة معينة، ولم أقصد الإساءة لنساء بعينهن".

وتابعت "أنا لست ضد النقاب ولا أقود حرب ضد المنقبات، ولكنني قلت أنه ليس له أصل في الدين وأنه عادة وليس عبادة، وهناك فارق كبير بين الاثنين، فلا يصح أن يقول أحد أنه فرض على المرأة، أما إن كان مجرد رغبات شخصيه فأنا لا أقف ضد رغبة أحد، وإن كنت أشدد على أن المرأة التي ترتدي النقاب لابد أن تلتزم بآدابه تقربا إلى الله".
وفيما اعتبر مراقبون أن الفتوى التي أصدرها الشيخ البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بمصر، الثلاثاء 5-2-2008 استمرارا لحملة استهدفت صالح منذ افتتاحها لمسجد سعد الصغير، رفضت صالح التعليق وقالت "اعتذر فأنا لن أرد على البدري ولا على هؤلاء من طائفة السلفيين" مؤكدة أنها بأنها أفتت بأن الطلاق لا يقع إذا طلق زوج لزوجته عبر رسالة "الموبايل".

وقال البدري في بيانه إنه تلقى سؤالا موقعا من مجموعة من المسلمين بأن صالح أدلت بمجموعة من الأراء والفتاوى في برنامج "عم يتساءلون" الذى يذاع على قناة "دريم 2" المصرية الفضائية، أعلنت فيها "أنها تشمئز من النقاب والمنتقبات، ووصفت جموع المنتقبات بأنهن غشاشات وجاهلات، وطالبت بمنع النقاب، وأثنت على بعض الأعمال الفنية المليئة بالمخالفات الشرعية والمنكرات، وعلى من يؤدين مشاهد العرى والأغراء".

وأضاف السؤال المقدم للبدري حسب نص بيانه أن صالح وصفت الممثلة المشهورة يسرا، "بالعظيمة يسرا" ولما انتقدها البعض، قالت إنها تقصد أن الممثلة كانت عظيمة فى دورها فى مسلسل "قضية رأى عام" الذي عرضته بعض القنوات الفضائية في رمضان الماضي ويتناول حوادث الاغتصاب.

وأضاف أن صالح "استقبلت اتصالاً هاتفياً مرتباً على الهواء مباشرة من الممثلة يسرا، شكرتها وهنأتها ومدحت دورها فى المسلسل وقالت لها فى سخرية واستهزاء من منتقديها لما تؤديه من مشاهد عارية "بس ابقى البسيلهم كويس واحتشميلهم".. فردت عليها الممثلة أن الملابس يحكمها الدور، فاجابتها مع مقدم البرلنامج بقولهما "انت صح يا يسرا".
  وأشار البيان أيضا إلى أنها "ذهبت إلى مسجد المغنى والممثل سعد الصغير وألقت محاضرة فى قبلته أمام جموع الرجال المصلين، ولما أنكر عليها ذلك د. محمد أحمد المسير (الاستاذ بجامعة الأزهر) أصرت على موقفها وعلى فعلتها ورفضت أن تتراجع أو تعتذر عنها".

كما تناولت فتوى لها "بأن الرسالة المرسلة بواسطة التلفون المحمول من زوج لزوجته يكتب لها فيه باللفظ الصريح "انت طالق"، واقراره بصدور هذه الرسالة منه، لا توقع الطلاق حفاظا على بيوت المسلمين والتيسير عليهم، بالمخالفة لما أجمعت عليه الأمة".

وقال إن "الشيخ فرحات المنجى (داعية إسلامي مصري) أنكر عليها مردداً قوله (يا دكتورة هذا الزوج أقر بصدور الرسالة منه) وقصده ايقاع الطلاق، لكنها أصرت على رأيها".
 وفي جوابه قال الشيخ يوسف البدري إن ما يعلنه دائما أهل الفن بأن "المشهد ولو كان فيه فاحشة من الفواحش ولو كان فيه عري ومشاهد فاضحة ولو كان فيه إظهار لعورات الممثلة التى يحرم على المسلمة أن تبديها لغير زوجها فإنه يجوز تأديته وتصويره وعرضه ما دام يحتاجه ما يسمى بالبناء الدرامى للعمل الفنى ويستلزمه الدور".

وعقب بقوله "لا يكاد يخلو فيلم أو مسلسل أو مسرحية أو أى عمل درامى من ممثلات يظهرن من أجسادهن ما أمر الله بستره ومن مناظر ومشاهد تجمعهن مع أجانب عنهن من الرجال فيها لمسات وقبلات وأحضان بين الممثلة ومن يؤدى دور زوجها أو أبيها أو ابنها او قريبها، بل وقد تصل إلى ارتكاب الفاحشة علناً فى العمل الفنى كمشهد الاغتصاب الذى أدته الممثلة يسرا فى مسلسل قضية رأى عام الذى أثنت عليه الدكتورة (سعاد صالح)".

واعتبر البدري في فتواه أن "من يؤدى هذه الأدوار والمشاهد من النساء والرجال بلا شك يرتكبون منكرات وفواحش هي من أكبر الكبائر شرعاً ويجاهرون بالمعصية علناً ويشيعون الفاحشة فى المجتمع المسلم ويجرئون الناس على فعلها ويعرضون أنفسهم لغضب الله وعذابه، وعليه فيجب نصحهم بالكف عن ارتكابها والتوبة عنها فإن أبوا فإن الواجب على كل مسلم -فضلاً عن الداعية والعالم- نبذهم ومقاطعتهم ومقاطعة أعمالهم وليس الثناء عليهم أو ابداء الاعجاب بهم وبأدوارهم".
 وانتقد زيارتها لمسجد سعد الصغير والقائها محاضرة فيه قائلا "الواقع المقطوع به أنه لم يحدث فى أمة الاسلام على مدى العصور والأزمنة أن أمرأة مهما بلغ علمها ومكانتها وورعها وتقواها تبوأت قبلة احد المساجد وخطبت فى الرجال ولا اعلم عالماً واحداً من الثقات أجاز لها ذلك".

وأضاف الشيخ البدري: بالرغم من أن الامام السيوطى تلقى علماً عن 90 شيخة فإنه -اتباعاً لما أجمعت عليه الأمة- لم يفت بجواز ذلك للنساء لآن أمرهن مبنى على الستر، ولو كان ذلك جائزاً فى شريعة الاسلام لوقفت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فى مقام النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد بعد لحوقه بالرفيق الأعلى، وخطبت فى المصلين وألقت دروس العلم لهم وأجازها على ذلك الصحابة".

وقال إن "ما أتت به الدكتورة (سعاد) من دخولها مسجد المغنى سعد الصغير والقائها درساً او خطبة فى صحن المسجد، وفى القبلة أمام الرجال سابقة شنيعة من منكرات العصر ويعد بدعة وضلالة يجب ان تتوب عنها وتستغفر الله تعالى منها".
 وعن فتوى الطلاق بالموبايل قال يوسف البدري " أجمع علماء الأمة قديماً وحديثاً على أن لفظ الطلاق ما دام صدر من الزوج وحده، أو أمام جماعة وأبلغ بها أحداً من الناس،- زوجته كانت أو غيرها، بالصيغة الصريحة لفظاً أو كتابة أو إشارة فإنه طلاق واقع، وعليه فإن رسائل المحمول المسماة بالـ sms هى وسيلة مكتوبة معتبرة شرعاً".

وتابع "ما دام الزوج قد أقر بأن الرسالة التى أرسلها لزوجته بهذه الوسيلة بالصيغة الصريحة "أنت طالق" فإن الطلاق يعد واقعاً لا محالة، ذلك أنه من المقرر شرعاً أن الأخرس يقع طلاقه بالإشارة، فالأولى أن الطلاق يقع برسالة محمول أقر الزوج أنه أوقعها –ولم نجد فى السلف أو الخلف من يقول خلاف ذلك- إلا هذه الدكتورة المذكورة بشذوذ فتواها الغريب، وعليه فإن هذه الرسالة تعد طلقة، واذا كانت الثالثة للزوج فإن امرأته تحرم عليه فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره فإن استمر الرجل فى معاشرة زوجته يعدا زانيين".

وختم البدري بيانه بأن "آراء الدكتورة الخاطئة قد كثرت ووقعت كثيراً فى مخالفات خالفت فيها صريح القرآن وصحيح السنة المطهرة وإجماع العلماء بحجة أنها حاصلة على درجة الدكتوراه فى الفقه وعليه فإنه لا يجوز لمسلم أن يأخذ الفتوى عنها إلا باحتراز شديد ومراجعة العلماء الأثبات فى كلامها".

وقالت صالح حول الضجة التي أثارتها زيارتها لمسجد سعد الصغير إن "ما قام به المطرب مدعاة للاستحسان وليس للذم، وينبغي أن نأخذ سعد وأمثاله باللين والحسنى لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشروا ولا تنفروا".

من جهته، عبر سعد الصغير عن أسفه الشديد من الفتاوي التي تحذر المصلين من الاقتراب من مسجده واعتبرها متشددة، ودعا أصحابها إلى أن يتقوا الله في المسلمين وألا يقدموا على رميهم بالاتهامات بغير دليل معتبرا ما قام به من بناء المسجد قاصدا وجه الله عز وجل".

وقال الكاتب والمفكر الاسلامي جمال البنا إن أموال الفنانين ليست حراما بل ينطبق عليها ما ينطبق على أموال جميع العاملين في مهن مختلفة فإذا أحسنوا واتقوا الله فيما يقدمون فإن أموالهم حلال وطيبة وإذا كانت عكس ذلك اعتبرت مصادر أموالهم مشبوهة.

فراج اسماعيل

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...