سجن كوميدي يثير جدلاً بين التوانسة

12-02-2008

سجن كوميدي يثير جدلاً بين التوانسة

قضت محكمة تونسية بسجن كوميدي شهير لمدة عام "بعد إدانته بحيازة مخدرات"، وتستعد لمحاكمتهالرئيس التونسي زين العابدين بن علي مجدداً "بتهمة ترويج عملة مزيفة"، فيما تعتبره أوساط حقوقية ومعارضة في تونس "انتقاماً لترويجه نكاتاً" عن الرئيس زين العابدين بن علي.

وأكّدت مصادر من المعارضة التونسية ما أعلنته جريدة "الشروق" اليومية، القريبة من الحكومة التونسية، من أنّ الكوميدي "الهادي بن عمر (المعروف بولد باب اللّه) مثل مؤخراً أمام أحد قضاة التحقيق في بنعروس بشبهة ترويج عملة أجنبية مزيفة."

ويأتي هذا التحقيق بعد أيام قليلة من الحكم على الكوميدي المعروف بسنة سجناً إثر إدانته في قضية مخدرات.

وأضافت الصحيفة أنّ الأبحاث في القضيتين انطلقت قبل أيام في ضاحية بنعروس، جنوب العاصمة التونسية، واستندتا على عنصر التلبس في غياب أي اعتراف للمتهم.

وقالت إنّ الكوميدي كان في سيارة مكتراة عندما فاجأه أعوان الأمن وفتشوا العربة وحجزوا منها قطعة مخدرات وأوراق نقدية من فئة اليورو اتضح لاحقاً أنها مزيفة.

وقد أنكر الكوميدي علاقته بالموضوع وأشار إلى أن العملية "كيدية" بدعوى أن هناك من أخفى المحجوز (المخدرات والعملة المزيفة) في درج السيارة دون علمه حتى يورطه باطلاً.

وتمسك أمام الباحث بهذه الأقوال لكن تم ايقافه في قضيتين منفصلتين، إحداهما جناحئة (حيازة مادة مخدرة) وثانيتهما جنائية (حيازة عملة أجنبية مزيفة بهدف ترويجها)، وقد مثل قبل أيام قليلة أمام الدائرة الجناحية بابتدائية بنعروس لمحاكمته في قضية المخدرات (القضية الأولى) فنال بسببها سنة سجناً.

غير أنّ ناشطاً حقوقياً تونسياً اعتبر رافضاً الكشف عن هويته، أنّ القضيتين ملفقتين وأنهما مجرد "انتقام رخيص ومألوف من السلطات التونسية من كلّ من يتناول الرئيس وعائلته."

وسبق للكوميدي أن تمّ احتجازه لساعات قبل عام بعد أن راج شريط صوتي له على أجهزة الهاتف النقال، يتناول فيها نكتة تصوّر فيها حواراً بين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وجاء في تلك النكتة أنّ صدام حسين فرّ من سجنه في العراق واتجه إلى تونس طالباً من بن علي أن يحميه.

وما كان من الرئيس التونسي إلا أن ترجاه العودة أو طلب العون من "طبيب الأسنان" في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأظهر الحوار المتخيّل الرئيس التونسي في حالة هلع، لاسيما بعد أن علم من مخاطبه أنّ "عدي وقصي" ربما يلحقان بوالدهما.

وقال المصدر إنّ الهادي بن عمر أقام في مكتب لوزارة الداخلية التونسية بعد رواج تلك النكتة لساعات قبل أن يتمّ إطلاق سراحه، لاسيما أنّ "النكتة تمّ تسجيلها أثناء حفل خاص ربّما من ضمن حضوره بنت الرئيس زين العابدين بن علي، وهو ما منحه نوعاً من الحصانة."

غير أنّ شريطاً ثانياً تمّ تداوله في الآونة الأخيرة لحفل أقيم في مدينة صفاقس، جنوب تونس، قلّد فيها الفنان نفسه الرئيس التونسي "بلهجته الساحلية" نسبة إلى جهة الساحل التونسي التي ينحدر منها، فيما عدّ "تهكماً على هذه الجهة في وقت تشهد في الآونة الأخيرة امتعاضاً من انفراد جهة سوسة وما جاورها بمقاليد الأمور في البلاد" (في إشارة إلى مدينة صفاقس)، وفقاً للمصدر.

وأضاف أنّ النكتة تتناول أيضاً حواراً متخيلاً جمع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بعدد من وزرائه، من ضمنهم رئيس الوزراء السابق محمد مزالي ومستشاره الأمني السابق بشير زرق العيون ووزير داخليته آنذاك (الرئيس الحالي) زين العابدين بن علي، والزعيم الليبي معمر القذافي.

وتظهر النكتة الرئيس الراحل في مظهر الزعيم حاد الذكاء والرئيس الحالي في مظهر المرتبك، وفقاً للمصدر.

ومن جهتها، أدانت نشرية "كلمة" وهي ناطقة باسم حقوقيين ونشطين سياسيين معارضين في تونس، الحكم على بن عمر.

وقالت النشرية في مقال إنّ "ذات الفنان الجريء نفى قطعاً صلته بالمحجوز وطعن في التهمة بكونها كيدية. ولكن على الصفحات الأولى يراد أن يمرّ خبر سجنه مثله مثل سجن الفنان شريف علوي الذي اتهم بارتكاب جريمة اغتصاب، أو الفنان صلاح مصباح بتهمة إهانة الجيش، أو حتى الفنان الشعبي العربي الماطري الذي ارتكب جريمة اغتصاب طفل وقتله.. تمرّ صورة الكوميدي الهادي بن عمر تعتيماً على الحقائق صورة مشوّهة ألفها الناس عن الحياة الخاصّة لخاصّة القوم."

وقالت إنّ بن عمر كان قد تقدّم بشكوى بعد رواج النكتة الأولى، إلى القضاء بعد إيقافه وتعرّضه لمعاملة سيّئة إثر انتشار التسجيل المذكور.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...