سعادة الزواج في فحواه لا في ديمومته

27-01-2011

سعادة الزواج في فحواه لا في ديمومته

احتفلا بعيد زواجهما الثلاثين... يا لهما من ثنائي محظوظ. ولكن من قال إن كل زواج دام هو بالضرورة زواج سعيد؟ زيجات سعيدة تدوم بكل سرور. وزيجات تعيسة تدوم رغماً عنها، لأجل الأطفال ربما، أو لعوائق دينية أو عملية.
معظم الأزواج لا يريدون البقاء سوياً فحسب، بل يريدون علاقة عميقة ومرضية، فاستمرار زواجهم ليس كافياً بالنسبة إليهم لأنهم يطمحون إلى ما هو أكثر من ذلك، يريدونه أن يحيا. ويرى أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك الحكومية في ولاية ستوني بروك آرثر آرون أن «مهارات التواصل، العقل السليم، الدعم الاجتماعي، والضغط، هي الأمور التي قد تساهم في استمرار الزواج أو عدم استمراره. لكنها لا تجعله بالضرورة عميقاً أو مرحاً أو حياً».
ويتكلم الباحث في جامعة فريج في أمستردام كاريل روسبولت عما يدعى بـ»تأثير مايكل أنجلو»، حيث يقوم الشركاء بـ»نحت» بعضهم البعض، من خلال تعاونهم لتحقيق أهدافهم. وقام الدكتور آرون بدراسة على الفرد، وكيف يستفيد من العلاقة للتزود بالمعرفة والخبرة في ما يسمى بـ»تطوير النفس». وأشار إلى أن المرء كلما طوّر نفسه في العلاقة، ازداد رضاه بشأنها.
ويقول الأستاذ في جامعة مونماوث في نيوجيرسي غاري لواندوسكي الذي شارك في الدراسة، إن مبدأ تطوير النفس يساهم في ترسيخ الروابط في العلاقة. ويضيف «إذا كنت تبحث عن تطوير نفسك، ووجدت ذلك في شريكك، فذلك يضعه في مكانة رفيعة بالنسبة لك، وأن تكون قادراً على مساعدة شريكك على تطوير نفسه يمنحك شعور جيد».
وهذا المبدأ يفسر لماذا يشعر بعض الأشخاص بالسعادة عندما يفاجئهم شريكهم بتجارب جديدة، كقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان مميز وجديد. لكن هذا التطوير لا يحصل فقط من خلال التجارب الغريبة، حيث أن تعريف الشريك بالأصدقاء، أو تناول مواضيع مثيرة للاهتمام... فباختصار، يبدأ تطوير النفس لحظة وقوع الأشخاص في الحب.
وعندما عرض آرون بضع صفات على المتطوّعين في الدراسة وطلب منهم أن يختاروا تلك التي تنطبق عليهم، أجاب المتطوعون سريعاً مازجين صفاتهم بصفات أزواجهم. أما عندما طلب منهم أن يحددوا تلك التي تنطبق عليهم على حدة، أخذوا وقتاً أطول في التفكير، «هل هذه الصفة تنطبق عليه أم عليّ». هذا ليس دليلاً على أن الزوجين يضيعان في الزواج إنما يكبران معه وينصهران، دون أن تمحى أي من الهويتين.
ولخص آرون العلاقة بدوائر تمثل كل شخص. ففي البداية تكون الدوائر إلى جانب بعضها البعض، ومع الوقت ومع تطور العلاقة إيجابياً تبدأ الدوائر بالتداخل حتى تصبح الدائرتان الواحدة فوق الأخرى وهذا حال الزواج المتفاهم والسعيد. أما الأشخاص الذين سئموا من زواجهم وهم غير سعيدين فيختار كل منهم دائرة منفصلة.

المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...