سيسيليا الحرة
سيسيليا لا ترى نفسها سيدة اولى. سيسيليا لا تحترم القواعد السياسية، وتفضل عليها الاصغاء الى نداءات قلبها، والتنزه ببنطلون جينز. سيسيليا حرة. سيسيليا حرة تماماً ان لا تكون الفرنسية الاولى، ولا الثانية، ولا العاشرة. سيسيليا حرة ان لا تكون رقماً، وألا تخنقها ردهات الإليزيه، وباختصار سيسيليا وجدت لانفصالها عن ساركوزي، أعذارها. سيسيليا فعلتها!! القوية، الأنيقة، الملعونة.
سيسيليا واثقة، ومنحازة بكليتها الى اختياراتها، حتى من قبل ان تنفصل عن ساركوزي، كما حين فعلت يوماً، غادرت بيت الزوجية ـ الذي لا نعرف أسراره ـ مع رجل «وقعت في حبه» على ما صرحت للصحف، لتعود بعدها، تجتهد الى إنقاذ زواجها، الذي لم يعد ممكناً الآن.
أيضا، نيكولا ساركوزي «مش قليل». فسيلسيليا هي زوجته الثانية، كما نيكولا زوجها الثاني، وكان وقع في حبها، منذ اجرى مراسم زواجها بصفته حينها رئيس بلدية «Neuilley sur- seine» نويي سيرين، من مقدم البرامج جاك مارتان، وقد رحل الاخير عن عالمنا منذ اشهر قليلة. لكل من الزوجين نيكولا وسيسيليا ولدان من زواج سابق، اما «لوي» ابنهما وثمرة حبهما، ـ وفي مشاكسات للحب نفسه استمرت احدى عشرة سنة ـ فيبلغ الآن العاشرة من عمره.
سيسيليا حرة بالطبع، وغير راغبة مطلقاً في تغيير نمط عيشها لدواع رئاسية، وإن خدعتنا صورتها لبعض الوقت، هانئة سعيدة بصحبة زوجها، يخوضان في غمار قبلة طويلة. خدعتنا ايضا حين اذعنت لتعيينها مستشارة سياسية لـ«الرئيس»، تتبعه في تنقلاته، وتحضر حفلاته واستقبالاته وبروتوكولاته، تشجعه وتؤازره وترشده، حتى تناقل الاعلام ايضا من أقصى اليمين الفرنسي الى أقصى شماله، من «الفيغارو» الى الـ«ليبراسيون»، ان سيسيليا شجعته حتى على خيانتها.
خبر انفصال سيسيليا المتمردة عن ساركوزي في قبضة الحقيقة أخيراً. يلوح خبراً عادياً لكنه ليس كذلك، ولم يعد يسع الناطق باسم الرئاسة ديفيد مارثينون نفيه او وصفه بـ«الفظ والسخيف» ففرنسا تشهده ثانية منذ نابليون. الخبر غير عادي، ويمكن للحسناء الأنيقة ذات التسعة والاربعين عاما وعارضة الازياء السابقة، وابنة العائلة الثرية، استعادة حقها في التجوال في العالم الواسع، والإقامة في فندقها المفضل في جنيف، وارتياد المطاعم الباريسية الأنيقة... كما الوقوع ثانية في غرام غير رئاسي.
ساركوزي وعد الفرنسيين بمشروع الانفصال عن سيسيليا. سيسيليا من نفذت وعدها برغبتها في البقاء خارج اكتراث الفرنسيين، ورغبتها في عيشها الخاص بعيداً من تكرار صورة آل كينيدي. في صورة سيسيليا مؤخراً بعد انفصالها، حضور طيفي هادئ، هدوء من ينداح عن ظهره حمل، ليس خفيفاً ولا ثقيلاً، لكنه غريب عن كل حمل.
عناية جابر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد