شربل روحانا في قلعة دمشق:حفل ناجح أثار إعجاب أربعة آلاف مشاهد
«تحية للشعب السوري الذي احتضنني من عام 2005، تحيتي لأهل صدد وجبلة وحلب وطرطوس. وكما قلت اليوم للإعلامية الكبيرة هيام حموي بأن حفلة الشام لها طعم خاص ولون خاص. فإلى الجمهور الدمشقي أقول: اسمحوا لي أن أقدم مقطعاً صغيراً من المقطوعة الموسيقية "يا ابنة العم والهوى الأموي"، من شارة مسلسل "فارس بني مروان" من كلمات الشاعر السوري الكبير نزار قباني».
بهذه الكلمات باشر الموسيقي اللبناني شربل روحانا حفلَه مخاطباً جمهوره الدمشقي الذي كان على موعد معه في قلعة دمشق التاريخية، ليل أمس السبت 1 آب 2009.
في هذا الحفل الناجح للفنان شربل روحانا، والذي تفاعل معه الحضور الدمشقي بكل حب وإصغاء للجديد الذي قدّمه هذا الموسيقي الكبير من مقطوعات موسيقية جديدة وأغانٍ تُقَدم لأول مرة، كانت تأشيرة النجاح لهذا الموسيقي اللبناني.
قدّم شربل روحانا في هذا الحفل أكثر من 20 مقطوعة موسيقية تنوعت موضوعاتها ما بين الحب والأمل والوطن ومنها: زوروني كل سنة مرة، سلامي معك، على شو مختلفين، منارة، لورا، القهوة، بحبك، الحمد الله، العرس، دخلك يا غازي، عنتر، امرأة خطيرة، بالعربي.
التقينا الفنان شربل روحانا بعد الحفل، وشاركنا بما شعر به على المسرح: «شعور مزدوج انتابني في هذه الليلة، شعور بالفرح الكبير والتأثر الكبير بوجودي معكم، خاصة أنني أغني في قلعة دمشق العريقة والتي من بين جدرانها صدح الكثير من الفنانين الكبار. إن الغناء أمام الجمهور السوري مسؤولية كبيرة، فهو جمهور مثقف موسيقياً، ولديه إلمام ومعرفة بأصول الغناء والعزف، مما يجعل المسؤولية كبيرة على عاتق أي موسيقي يفكر بالعزف أو الغناء أمام هذا الجمهور. ومن الصعب على الفنان تأدية أغانٍ جديدة ولأول مرة أمام هذا الجمهور، لأنه سيكون أمام امتحان حقيقي ومباشر للموسيقى التي يقدّمها، فإما يكون نصيبه النجاح أو الفشل».
ويضيف الموسيقي روحانا: «لقد كان هنالك تعاون كبير لإنجاح هذه الحفل، خاصة بمشاركة مغنين وموسيقيين سوريين أكاديميين لا يحتاجون إلا لقليل من الرعاية والاهتمام الإعلامي، فهم يملكون كل أسباب النجاح والشهرة».
السيد غازي عبد الباقي -من الفريق التقني الذي يرافق الفنان شربل روحانا- قال: «لقد كانت الحفلة ناجحة بسبب تفاعل الجمهور السوري مع الموسيقى التي يقدمها شربل، وقد تعودنا على رقي الذائقة الموسيقية لهذا الشعب. هنالك عدة عوامل تلعب دوراً كبيراً في نجاح فناني لبنان في سورية، فالقرب الجغرافي بين البلدين، والعادات والتقاليد الواحدة، إضافة للهجة المحكية المتشابهة بين سورية ولبنان، وروابط القرابة بين العائلات السورية واللبنانية، كلها تساهم في تقريب الفن اللبناني إلى الجمهور السوري، وهذه العوامل جعلت من سورية بوابة الانتشار لمعظم الفنانين اللبنانيين».
ويضيف السيد عبد الباقي قائلاً: «لقد زرنا الكثير من البلدان العربية، وأقمنا فيها الكثير من الحفلات الموسيقية، وصدقاً لم نشاهد كهذا الشعب الشغوف بحب الموسيقى، فقد كان الانسجام رائعاً بين الموسيقيين والحضور وكأنه حضور متخصص بتذوق الموسيقى».
أما زينة أفتيموس -المغنية التي أدت بعض الأغاني-، فتقول: «أنا طالبة في المعهد العالي للموسيقى وأدرس فن الأوبرا، أغني الجاز والبلوز والقليل من الغناء الشرقي. وقد شاركت في مهرجان "الجاز يحيى في سورية" الذي أقيم في قلعة دمشق قبل عدة أشهر. لقد كان هذا الحفل مع الفنان الكبير شربل روحانا من أجمل الحفلات التي شاركت بها، والتي من خلالها تعرفت على الأستاذ شربل. إنه إنسان راق وفنان كبير، يحترم فنه وجمهوره، وكانت نتيجة جهده كل الحب من الجمهور السوري له ولفنه». وتتابع زينة: «لقد كان التفاعل بين الموسيقيين والجمهور رائعاً، وهو تفاعل إيجابي يدل على الذائقة الفنية لهذا الجمهور، فما قدّمه شربل روحانا هو محاكاة لثقافة موسيقية يتذوقها الجمهور السوري ويؤكد على أهمية سماعها».
من جانبه، قال الفنان جوزيف طرطريان، وهو عضو في فرقة كورال المعهد العالي للموسيقى: «دراستي في المعهد العالي للموسيقى كانت لها دور كبير في مشاركتي في العديد من الحفلات التي أقامها كِبار الموسيقيين والفنانين العرب والأجانب. ومن هذه المشاركات أوبريت "زنوبيا ملكة تدمر" التي صاغها ماركي وكتب موسيقاها أبينوني وفقاً لتقاليد موسيقى الباروك الإيطالية. كما شاركتُ في أوبريت "أحمد العربي" مع الفنان مارسيل خليفة في دار الأسد للثقافة والفنون والتي كانت ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008».
ويضيف طرطريان: «لقد كانت حفلة ناجحة وقريبة من الناس لأنها قدّمت موسيقى تحترم فكرهم وثقافتهم. والجميل في هذه الحفلة هو التفاعل الرائع بين الموسيقيين والحضور السوري، الذي أصغى باحترام للموسيقى التي قدمها الفنان شربل روحانا، وهو الذي يمتلك طاقة موسيقى إيجابية مفعمة بالعطاء والاحترام للمتلقي. يوجد في سورية الكثير من الموسيقيين السوريين الواعدين بمستقبل موسيقي كبير ولا يحتاجون سوى لدعم من المؤسسات العامة أو الخاصة، وذلك لتعزيز مفهوم الموسيقى كحاجة إنسانية ضرورية وملحة، وخاصة أن لدينا شعباً ذواقاً بالفطرة للموسيقى، كونه ينتمي إلى حضارة عريقة ومتعددة الثقافات».
أما لين أديب -المغنية المتميزة- والتي شاركت مؤخراً في مهرجان «الجاز يحيى في سورية»، فتقول: «مشاركتي في هذا الحفل مهمة كونها مع فنان له حضوره واسمه على الساحة الموسيقية العربية، وخاصة في سورية التي تهتم بتقديم الفن الراقي لأبنائها».
أما الفنان وسام الشاعر، فيقول: «أنا عازف أكورديون ومغني أوبرا. درست غناء الأوبرا في المعهد العالي للموسيقى وتخرجت من كلية التربية الموسيقية من جامعة البعث في حمص وأحضر الآن رسالتي في الماجستير. هذه مشاركتي الأولى مع الأستاذ شربل روحانا في حفلة مباشرة، ففي السابق كنت أسجل معه المقطوعات الموسيقية في الأستوديو. أعتبر مشاركتي معه في العزف في حفل مباشر تجربة مميزة جداً، فالفرق كبير بين تسجيل الأستوديو والعزف أمام الجمهور، وخاصة إذا كان جمهوراً يحترم الموسيقى كحضور حفل اليوم».
استطاعت دار الفنون -بإدارة السيدة رحاب ناصر-، أن تدير تنظيم هذا الحفل الحاشد الذي حضره أكثر من أربعة آلاف مشاهد بحرفية عالية، زاد من نجاح هذا الحفل تألقاً، وهذا ما عودتنا عليله دار الفنون في كل نشاطاتها السابقة.
مازن عباس
المصدر: اكتشف سورية
إضافة تعليق جديد