شهيدان في الضفة الغربية: «الجهاد» تنعى منفذ عملية تل أبيب

23-10-2013

شهيدان في الضفة الغربية: «الجهاد» تنعى منفذ عملية تل أبيب

نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس عملية عسكرية في غربي رام الله استهدفت محمد عاصي، أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي، ومنفذ عملية تفجير حافلة في تل أبيب في تشرين الثاني الماضي، ما أدّى إلى استشهاده بعد اشتباكات بين الطرفين. وتزامناً مع ذلك، استشهد فلسطيني آخر متأثراً بجروح أصيب بها بعدما دهسه أحد المستوطنين. وبالنتيجة، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى ثلاثة خلال أقل من أسبوع واحد تخلله تصعيد إسرائيلي.
وفي ساعات الفجر الباكر داهم مئات من جنود الاحتلال منطقة وعرة مليئة بالكهوف تقع قرب قريتي بلعين وكفر نعمة في غربي مدينة رام الله، بحثاً عن عاصي، وهو من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله. جنود الاحتلال ينقلون جثة الشهيد عاصي قرب رام الله في الضفة الغربية أمس (ا ب ا)
وبحسب منسق اللجنة الشعبية لمواجهة جدار الفصل العنصري في بلعين عبد الله أبو رحمة، فإن «العملية بدأت عند الساعة الخامسة فجراً بإنزال من الطوافات، حيث حاصرت قوات الاحتلال مغارة تواجد فيها الشهيد عاصي، وهو المطارد منذ أكثر من عام، وبعد ذلك وقع إطلاق نار كثيف استمر ساعات عدة، وتخللته انفجارات عديدة، إلى أن انتهى باقتحام المغارة التي تواجد فيها الشهيد بجرافة عسكرية».
وبحسب بيان لجيش الاحتلال فإن جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) اكتشف موقع عاصي بعد «جهود متواصلة واسعة النطاق». وأضاف البيان أنه «أثناء محاولة اعتقال الارهابي، قام بفتح النار باتجاه قوات الأمن التي ردّت بالنار وقتلته»، موضحاً أنه تم اعتقال اثنين من «مساعديه»، ويجري التحقيق معهما.
وبعد ذلك حصلت مواجهات عنيفة بين أهالي المنطقة وقوات الاحتلال تخللها اطلاق نار مكثف، أدى الى وقوع اصابات عدة بين الفلسطينيين، وذلك حين كان الأهالي يحاولون انتزاع جثمان الشهيد من بين يدي قوات الاحتلال، التي فرقتهم بالقوة ورفضت تسليمه واقتادته إلى جهة مجهولة.
وقال أبو رحمة «حاولنا اختطاف جثمان الشهيد من إحدى الدوريات، ولكنهم واجهونا بإطلاق نار كثيف، وقالوا لنا أنه معتقل ولا يمكن لأهله أخذ جثته».
ولاحقاً، سلم جيش الاحتلال جثة عاصي لذويه عبر حاجز قرب رام الله.
وأكدت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استشهاد عاصي (28 عاماً) ، مشيرة إلى أنه «المسؤول الأول والمباشر عن عملية تفجير باص صهيوني في تل أبيب في 21 تشرين الثاني الماضي»، أدّت الى إصابة عشرات الإسرائيليين. وبحسب السرايا، فإنه عقب العملية «تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني من اعتقال مجموعة من الإخوة ممن تربطهم علاقة بالعملية البطولية، بالإضافة إلى الكثير من أبناء وأنصار الحركة في بلدة بيت لقيا، وأعلنت أن عاصي المطلوب الأول لها على مستوى الضفة الغربية». وأشارت الحركة إلى أنها لم تعلن عن العملية في ذلك الحين لدواعٍ أمنية.
وتبع عملية اغتيال عاصي بساعات استشهاد فلسطيني مسنّ يُدعى عبد الحفيظ تيم من محافظة قلقيلية، متأثراً بجروح أصيب بها بعدما دهسه مستوطن في ثاني أيام عيد الأضحى.
وجاء ذلك بموازاة مواجهات قرب جامعة القدس في بلدة أبو ديس في جنوب المدينة المحتلة. وكانت قوات الاحتلال هدمت منزلاً قيد الإنشاء في البلدة، فما كان من طلبة الجامعة سوى مواجهتها، ما أدى إلى إصابة العشرات، ووصفت حالة أحدهم بالحرجة.
وأثار التوتر الأمني في الضفة مؤخراً مخاوف اسرائيل، وفتح الباب على مصراعيه امام احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، بعد انتفاضتي العامين 1987 و2000.
ووفقاً لأبو رحمة، فإن «لا أحد يمكن أن يستبعد اندلاع انتفاضة جديدة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وعدم حدوث أي اختراق في ملف السلام واستمرار الوضع الصعب على المواطنين».
وبرغم أن رئيس أركان جيش الاحتلال قال أن الارتفاع في العمليات التي وقعت مؤخراً في الضفة الغربية لا يقلق إسرائيل من ناحية اندلاع انتفاضة فلسطينية، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ضابط رفيع المستوى تحذيره من أن العمليات الاخيرة، التي نفذها فلسطينيون ضد اهداف اسرائيلية وإن لم تكن مترابطة، فانها توحي «بقرب وقوع شيء كبير في المستقبل يشبه الانتفاضة».
وجاء ذلك كله بالتزامن مع انعقاد جلسة جديدة من مفاوضات السلام في القدس المحتلة أمس الأول، بحسب مصدر رسمي فلسطيني، أشار إلى أنه تم التباحث في مسألة المياه.

أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...