طرق جديدة لقمع المخالفات

29-04-2006

طرق جديدة لقمع المخالفات

الجمل: أثار انهيار بناء (دف الشوك) وبناء (يلدا) تخوفاً على الصعيد الشعبي، وعلى صعيد بعض الجهات الرسمية (كالمحافظة والبلدية) من تفشي ظاهرة مخالفات البناء، وخصوصاً في الأرياف، وفي ضواحي مدينة دمشق ومحيطها.
وهذا بدوره أثار الخشية من توضع المخالفات العشوائية بشكل سرطاني في مختلف مدن الريف، وضواحي المدينة، التي كانت مثار جدل قبل صدور القانون (1) للعام 2003. وهذه الخشية جاءت نتيجة التأخر في علاج هذه المشاكل وصعوبة إيجاد البدائل العملية لإعادة تنظيم وتخديم مناطق المخالفات وما تعكسه من مناظر التوضع العشوائي الذي يشوه الشكل العام، ويصعب وضع المخططات التنظيمية بشكل مريح على الأرض.
وهذا بدوره، أدى إلى صحوة في المحافظات والبلديات لوقف عمليات التوسع العشوائي للمخالفات وقمع هذه التجاوزات، ولكن البعض ممن لم ترهبه الانهيارات المذكورة استمر في السماح لهذه المخالفات بالاستمرار.
ففي ريف دمشق، وعلى مدخل بلدية النشابية، استحدثت طريقة جديدة ومبتكرة لتنفيذ المخالفات في الأراضي الزراعية. فقبل شهور، انتشرت بعض الخيام في مساحة زراعية شاسعة، وفيها عدد كبير من السكان. وشيئاً فشيئاً بدأ يتبدى للعيان ما يتم تحت هذه الخيام من ممارسات؛ فقد بدأ البناء يظهر رويداً رويداً، حتى تم كشف هذه الخيام عن أبنية جاهزة للسكن، أي أن المخالفين كانوا يتسترون بالخيام لبناء مخالفاتهم، وهذا دون علم البلدية!! التي تبعد مسافة (100م) عن هذه المخالفات.
مظهر آخر من مظاهر القمع الجديدة للمخالفات في قطنا، حيث يقوم المكتب الفني، ولجنة الهدم، بالاتفاق مع أصحاب المخالفات بالبناء الكامل للجدران والأسقف، ثم تقوم اللجنة والمكتب الفني بفتح نوافذ وأبواب للمخالف بحجة أنها تهدم المخالفة. وهذه المخالفات التي تعد بالعشرات، تم تنفيذها في الأسابيع الماضية وفي فترة الأعياد والعطلات في الشهرين الأخيرين، وفي كل محيط المدينة.
وفي تصريح (للجمل) أفاد السيد محمد نهاد نادر رئيس مجلس مدينة قطنا بالتالي: «بعد فترة انشغالي بالمذكرة الموجهة إلى مجلس الوزراء، كنت قد كلفت رئيس المكتب الفني بالتفتيش نيابة عني. تفاجأت بعد انقضاء فترة انشغالي بهذا الكم الكبير من المخالفات وخاصة في (ضهرة رأس النبع). ما الذي كان يفعله رئيس المكتب الفني آنذاك مع لجنة الهدم.. لا أدري؟ وهذا يشكل لدي تساؤلاً كبيراً».
يذكر أنه في 20/ 4/ 2006 تقدم الأعضاء المستقلون في مجلس المدينة وعددهم (7) باستقالاتهم لعدة أسباب منها: ازدياد ظاهرة المخالفات العشوائية في المدينة.
في هذه المناطق بدا شعور القائمين على قمع المخالفات، مخالفاً لشعور أغلبية الناس المتمثل بالخوف من هذا التفشي المرعب للمخالفات الذي يعتبر كارثة اجتماعية ووطنية، واستمروا في ممارسة السكوت عنها، بل واستغلالها لأسباب لم تعد تخفى على أحد.

 

عبد الرزاق دياب

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...