طريقنا وطريق الحكومة
لنفترض أن السيد رئيس الحكومة أراد أن يصرِّف ورقة نقدية من فئة الألف ليرة أثناء مروره في حارتنا، ولنقل أنه قطع المئتي متر التي أمشيها يومياً بين بيتي في الطلياني ومكتب جريدتي (الجمل) في الروضة.. سوف يصادف أولاً ثلاثة من ماسحي السيارات منتشرين من عند مفرق جادة (طاهر الجزائري) وحتى مدخل إسعاف مشفى الطلياني، وطبعاً لن يجد معهم صرافة الألف. بعد 50 متراً سيصادف مجموعة عمال مياومين ينتظرون صيدهم عند إشارة تقاطع الطلياني، ولن يستطيع تصريف أم الألف حكما.. بعد أن يتجاوز الإشارة على الجهة المقابلة سيجد أولاداً يبيعون زهوراً برية، ولن يسألهم بالطبع تصريف الألف ليرة له.. بعد 150 متراً سيصادف بويجي (أمني) ومتسولة (أكابر) ولن يستطيع تصريف الألف لأن سكان الحي الأكابر لا يستيقظون قبل العاشرة صباحاً.. عند تقاطع شارع (بدر الدين الجمالي) سوف ينتبه السيد رئيس الحكومة إلى سائقه الذي يتبعه بالمرسيدس السودا المفيمة فيقول له: يا علي، طلع من الطبون بيدون وبربيش واشفط بنزين من دبو السيارة.. وسينفذ علي ببراعة تدهش السيد رئيس الحكومة الذي سيأمره بتوزيع ليترين بنزين لكل عامل مياوم صادفه على الطريق، بدءاً من ماسح السيارات وانتهاء بالمتسولة العصامية.. وأمام نظرة علي المتسائلة يجيب السيد رئيس الحكومة بالقول: هاي تجربة أولى على إعادة توزيع الدعم يا علي.. وهكذا سيوزع علي 20 ليتراً على عشرة أنفار كادحين قبل أن يسأله السيد رئيس الحكومة: قديش باقي بالدبو تبع الحكومة يا علي؟ فيقول علي: 40 ليتر يا معلم.. فيقول السيد رئيس الحكومة: وماذا فعل الأخوة المواطنون بالبنزين الذي أعدنا توزيعه عليهم يا علي؟ فيجيب علي: شربوه يا معلم.. فينظر إليه المعلم بذكاء غير معهود ويقول له: وهلق اعتقلهم كلهم وخدهم عالمحكمة العسكرية بتهمة مخالفة الأنظمة المدنية ومزاولة مهنة من غير ترخيص، وكل واحد شرب ليترين لازم يبولهم ثلاثة ويرجعهم لخزان الحكومة المركزي.. يلا بسرعة يا علي قبل ما يطير الدعم بالهوا.. لكن علي لن يلحق ويستعيد الدعم الذي أعيد توزيعه لأن أحد (الإخوة المواطنين) الغاضبين أشعل سيجارة أثناء إفراغ مثانته الممتلئة بدعم الحكومة..
- ولعت يا معلم ولعت: كان علي يصيح مستنجداً..
نبيل صالح
(من أرشيف شغب: 2008-04-01)
التعليقات
موحلوة
بالله ملعوبة يا أستاذ
خطير
أولا صباح الخير ياأستاذ نبيل!
آ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ه .. احترقنا ...
شكرا
يا ريت عنا لكن اكثر من رئيس حكومة
صباح الخير أستاذ نبيل بس
إضافة تعليق جديد