عصام الزعيم شاعراً...
منذ أربع سنوات وفي كنوز مكتبة الرصيف عثرت على عدد متميز ونادر من مجلة كانت تصدرها ثانوية بني حمدان في حلب.. المجلة تحمل اسم ( صحائف بني حمدان) يحررها طلاب المدرسة.. وكان بودي أن أكتب شيئا عن هذا العدد المتميز لاسيما ان الطلبة الذين حرروه هم اليوم نخبة في الادب والفكر والسياسة والاعلام..
ومنذ اسبوع تحدث الزملاء في هيئة التحرير عن صفحة تجارب شخصية وان الدكتور عصام الزعيم سيكون ضيفاً عليها, فاقترحت ان تنشر القصيدة التي كتبها في هذه المجلة عندما كان في الصف التاسع اي عام 1955م وقد طلب السيد رئيس التحرير ان تنشر صورة منها مع ما يكتبه عن تجربته الشخصية.. لكن يد القدر كانت اسرع وكم تمنيت لو انها نشرت ورآها.. على كل حال وقد رحل الجسد وبقي الفكر.. اسمحوا لي ان اقدم القصيدة المنشورة عام 1955 في المجلة المذكورة.
> خيمة ولاجىء
الى عبرات العماد الملتهبة خلف دموع الخيام المنتحبة:
قصيدة للطالب: عصام الزعيم : ثانوية المأمون الصف التاسع
في ليالي الشتاء حيث يختلط الرذاذ
بدموع الشتاء
وتنتحر آمال الفقير في عيش رغيد
على مذبح البؤس والاملاق المريع
وتقطع اوتار حنجرة الرجل الوديع
منشدة اهازيج الفشل الذريع
وأندب ابني الضائع في يم النجيع
وأبكي عزمي الخالي الرفيع
وأبكي أنا, وأحترف بنار العذاب وانتحب أنا
وتنتحب خيمتي بأطرافها الباكية, المهتزة النائية
وتنتحب أنفاس خيمتي البالية في خشوع
وأبكي أمسي الراقد في تلك الربوع
وتلتهب أحشائي الجائعة من موت وجوع
واصرخ وأصيح وأترك خيمتي
وتغيب حشرجة البكاء في عباب هزيمتي
وتختلط عبرات عيني ودموع خيمتي
بنار ذلي ومهانتي ..
واندب أبي السابح في دوامة الموت الرهيب
وتندب ارضها الرازحة بين اغلال الجحيم
وتنوء بأحزان الدموع..
وتموت ألحان الدماء وتتتهادى نحو السماء واذكر ابنتي المتسربلة بحمرة الدماء واذكر اختي المدفونة في لجج الحياء.. وخيمتي بصعفها وخطواتها الحيرى تذوب..
في لجاجة صمت ليل داكن رهيب...
واعاهد خيمتي , بتعاسة أخي , الطفل اليتيم وبحلكة ايام الشتاء انني عائد الى قريتي لاحفر على قبر امي , ومرقد ابي في خنوع ذكرى عودتي الى تلك الربى وقلب الظلال , واخلد في صفحة التاريخ يوم رجعتي وهدري دم الطغاة العصاة ولوكي جنان الجناة واحفظ صفحة من تاريخ انتقامي وعودتي
يوم اكون في حل من رباط عهدي لخيمتي
على هدم اسباب تشردي وهزيمتي.
ديب علي حسن
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد